(ولك في معراج الحبيب صلى الله عليه وسلّم..نور وسلوان..نور لتهتدي في الدرب..وسلوان وبلسم وطبّ في طريقك إلى كلّ الحبّ)
ربما تتوقع مني يا صديق أن أحدثك عن هذه الرحلة..
كيف صعد النبي للأفق الأعلى..كيف رأى من آيات ربه الكبرى..
لا لن أحدّثك..
إنّك مشروع رسالة..مشروع ورقة في غصن النبوّة..
ولهذا الغصن ضريبة عند المضيّ..
أدرك تماماً غربتك..أدرك مدى انكسارك..
ألمح تلك الدمعة في عينيك..تهمس بأمنيتك..
(لو كان النبي محمد صلى الله عليه وسلّم جارك)
أدرك ما لاقيته في الطائف..فالعبرة ليست بالمكان..
إنما العبرة بأحداث تتشابه..
كم تأذيت..وكم حاولت..وكم انطفأت..وكم عدت وتوهجت..
ما رأيك أن تقوم برحلة معراجك..؟
ضع يدك على قلبك..اقرأ ما يداوي الفؤاد..
واعقد النية بينك وحدك وبين رب العباد..
قل: ( رب قد ضاق الطريق ورحمتك توسعه..وعظم العتم وجبرُك يحاكي النور في الروح ويرجعه..
خابت الأركان إلا ركنك يا كريم..وأنت السامع لأنين الفؤاد وبه عليم..
ربي..يرجف الفؤاد كطفل ملقى على قارعة الطريق..إن لم تكلؤه منك العناية..وينسل أزيز البرد لجدران الفؤاد إن لم تكن له القصد والغاية..)
ثمّ قم يا صديقي صلّ ركعتين..
وأسند ظهرك المتعب إلى جدار ثقتك باللطيف..
إذ أنه أقرب إليك من حبل الوريد..
وقل..
(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أرحم الراحمين، أنت أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تُنزل بي غضبك، أو تُحل عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى
، ولا حول ولا قوة إلا بك)
وبعدها..
ستبدأ رحلة معراج روحك..
قلبك ليس بهيّن عند الله
هذا المعراج وقودك..وطاقة صمودك..واخضرار عودك..
كي تعود نقي الروح من تلك الشوائب التي أحزنتك..
كي تعود حاملاً للحبّ راية..
عاقداً مرساك بالقصد والغاية..(الله)
وسل سورة الإسراء عما يليها..ستخبرك بكهف..
أوى إليه الفتية..بعد قلق وهرب وآه..
لكلّ منا رحلته..
والكريم يجيب من ناداه..
قل ( يا الله..)
فما جلاء الفؤاد إلا بذكر الله..