- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,639
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
روى مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرين قوله :- " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم "
وروى الدارمي في سننه عن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، قال: فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر: وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟! قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبك.
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - قال : - " يوشك أن يظهر شياطين قد أوثقها سليمان يفقهون الناس في الدين "
مع التقدم التقني وانتشار الانترنت ركب الناس كل صعب وذلول ، واختلط الحابل بالنابل ، وباتت البدع والأهواء تستهوى كثيرا من الناس ، وامتلئ الانترنت بالمتفيقهين والأصاغر الذين يخوضون في آيات الله بغير علم ويتأولونها تبعا لأهوائهم ، حتى سول لهم الشيطان أن الرساله لم تختم بمحمد – صلى الله عليه وسلم - ، وأنه سيكون هناك رسل من بعده ... كبرت كلمة تخرج من أفواههم .
واليوم سيكون حديثنا عن دحض مقولة أن ( كل نبي رسول وليس كل رسول نبي ) ، والتي تفتح الباب على مصراعيه - لأهل البدع والأهواء - للترويج لرسول بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – ، مستغلين خلافا وقع بين أهل العلم في الفرق بين الرسول والنبي .
ولما كانت أهمية هذه المسأله تنبع من أنها تمس جانباً هاماً من جوانب العقيده وهو الإيمان بالرسل ، فقد رأينا أنه من الأهميه بمكان أن نسلط الضوء عليها .
***
الفصل الأول :- النبي نوح –عليه السلام – أول الرسل
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يتحدث عن الشفاعة العظمى يوم القيامة :- " ..... فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، ....."
ومن حديث أنس عند البخاري ومسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه "...ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ..."
وفي رواية صحيحة الاسناد عند أحمد في مسنده :- " ...ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين "
وعند أحمد أيضا من رواية ابن عباس مرفوعاً :- " ...ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين "
فهذه نصوص صريحه وصحيحه لا تقبل التأويل أن نوحاً – عليه السلام – كان أول الرسل وهو نبي ، فلو كان النبي رسولا ، لما صح كون نوح أول الرسل وقبله أول الأنبياء آدم – عليه السلام - ، وكان بينهما عشرة قرون ، كما ورد في الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أَبُي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَبِيًّا كَانَ آدَمُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مُعَلَّمٌ مُكَلَّمٌ ، قَالَ : كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ ؟ قَالَ : عَشْرُ قُرُونٍ ، قَالَ : كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : عَشْرُ قُرُونٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ ؟ قَالَ : ثَلاثَ مِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَمًّا غَفِيرًا
وفي رواية أخرى :- قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ ؟ قَالَ : " آدَمُ " قُلْتُ : وَكَانَ نَبِيًّا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، نَبِيُّ مُكَلَّمٌ "
والحديث صححه الألباني في السلسله الصحيحه
***
الفصل الثاني :- الفرق بين عدد الأنبياء والرسل
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعدة الأنبياء والمرسلين ، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، كم المرسلون ؟ قال : ثلاثمائة وبضعة عشر ، جما غفيرا .
وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا " ونحوه في معجم الطبراني
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح ، وعلق عليه في السلسلة الصحيحة تعليقًا مستفيضًا, وناقش أسانيده, وماله من شواهد, ثم قال في خلاصة تعليقه: - " وجملة القول: إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح لذاته، وأن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه، وفي حديث أبي ذر من ثلاث طرق، فهو صحيح لغيره، ولعله لذلك لما ذكره ابن كثير في "تاريخه" (1 / 97 ) من رواية ابن حبان في "صحيحه" سكت عنه، ولم يتعقبه بشيء، فدل على ثبوته عنده, وكذلك فعل الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6 / 257) والعيني في "العمدة" (7 / 307)، وغيرهم، وقال المحقق الآلوسي في "تفسيره" (5 / 449): "وزعم ابن الجوزي أنه موضوع، وليس كذلك, نعم، قيل: في سنده ضعف جبر بالمتابعة", وسبقه إلى ذلك والرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4 / 114)، وهو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه مبينًا في تخريجنا هذا - والحمد لله – "
وعليه .. فلو كان كل نبي رسول لما كان عدد الرسل أقل بكثير من عدد الأنبياء .
***
الفصل الثالث :- النبوه تسبق الرساله
إن النبوة مرحله سابقة للرسالة، فلا يتم الاصطفاء بالرسالة إلا لمن تمَّ اصطفاؤه بالنبوة ، أي أنه لا يمكن أن يكون لأحد أن يكون رسولا إلا بعد أن يكون نبيا ، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم .
قال تعالى: "وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ"
وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا "
فالآيتان تدلان على أن النبوة متحققة أولاً ثم يأتي بعدها الإرسال... فنبوة الرسول تكون إعداداً له للقيام بأعباء الرساله .
فالنبي يمر في فترة الاصطفاء بالوحي قبل أن يؤمر بالتبليغ فيكون في هذه الفترة نبياً لا رسولاً. فإذا أمر بالتبليغ صار نبياً رسولاً.
ويؤيد هذا أن القرآن الكريم ذكر قصة نبيٍ لم يذكر في عداد الرسل، وله قصة مع بني إسرائيل من بعد موسى. قال تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ "
كما أن الله – عز وجل – وصف بعض أنبيائه بالإرسال والنبوه معاً ، ووصف آخرين بالنبوه فقط في مواضع أخرى ، كما قال تعالى عن موسى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ ، وقال عن إدريس: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ ، وقال عن إسحاق: ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
***
يتبع إن شاء الله ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
روى مسلم في صحيحه عن محمد بن سيرين قوله :- " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم "
وروى الدارمي في سننه عن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على ابن سيرين فقالا: يا أبا بكر: نحدثك بحديث؟ قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن، قال: فخرجا، فقال بعض القوم: يا أبا بكر: وما كان عليك أن يقرآ عليك آية من كتاب الله تعالى؟! قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفانها فيقر ذلك في قلبك.
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - قال : - " يوشك أن يظهر شياطين قد أوثقها سليمان يفقهون الناس في الدين "
مع التقدم التقني وانتشار الانترنت ركب الناس كل صعب وذلول ، واختلط الحابل بالنابل ، وباتت البدع والأهواء تستهوى كثيرا من الناس ، وامتلئ الانترنت بالمتفيقهين والأصاغر الذين يخوضون في آيات الله بغير علم ويتأولونها تبعا لأهوائهم ، حتى سول لهم الشيطان أن الرساله لم تختم بمحمد – صلى الله عليه وسلم - ، وأنه سيكون هناك رسل من بعده ... كبرت كلمة تخرج من أفواههم .
واليوم سيكون حديثنا عن دحض مقولة أن ( كل نبي رسول وليس كل رسول نبي ) ، والتي تفتح الباب على مصراعيه - لأهل البدع والأهواء - للترويج لرسول بعد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى الله عليه وسلم – ، مستغلين خلافا وقع بين أهل العلم في الفرق بين الرسول والنبي .
ولما كانت أهمية هذه المسأله تنبع من أنها تمس جانباً هاماً من جوانب العقيده وهو الإيمان بالرسل ، فقد رأينا أنه من الأهميه بمكان أن نسلط الضوء عليها .
***
الفصل الأول :- النبي نوح –عليه السلام – أول الرسل
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وهو يتحدث عن الشفاعة العظمى يوم القيامة :- " ..... فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، إِنَّكَ أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، ....."
ومن حديث أنس عند البخاري ومسلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه "...ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ..."
وفي رواية صحيحة الاسناد عند أحمد في مسنده :- " ...ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين "
وعند أحمد أيضا من رواية ابن عباس مرفوعاً :- " ...ولكن ائتوا نوحا رأس النبيين "
فهذه نصوص صريحه وصحيحه لا تقبل التأويل أن نوحاً – عليه السلام – كان أول الرسل وهو نبي ، فلو كان النبي رسولا ، لما صح كون نوح أول الرسل وقبله أول الأنبياء آدم – عليه السلام - ، وكان بينهما عشرة قرون ، كما ورد في الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أَبُي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنَبِيًّا كَانَ آدَمُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مُعَلَّمٌ مُكَلَّمٌ ، قَالَ : كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ ؟ قَالَ : عَشْرُ قُرُونٍ ، قَالَ : كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ ؟ قَالَ : عَشْرُ قُرُونٍ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ ؟ قَالَ : ثَلاثَ مِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَمًّا غَفِيرًا
وفي رواية أخرى :- قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الأَنْبِيَاءِ أَوَّلُ ؟ قَالَ : " آدَمُ " قُلْتُ : وَكَانَ نَبِيًّا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ، نَبِيُّ مُكَلَّمٌ "
والحديث صححه الألباني في السلسله الصحيحه
***
الفصل الثاني :- الفرق بين عدد الأنبياء والرسل
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعدة الأنبياء والمرسلين ، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، كم المرسلون ؟ قال : ثلاثمائة وبضعة عشر ، جما غفيرا .
وفي رواية أبي أمامة قال أبو ذر : قلت يا رسول الله: كم وفاء عدة الأنبياء ؟ قال : مائة ألف ، وأربعة وعشرون ألفا ، والرسل من ذلك: ثلاثمائة وخمسة عشر ، جما غفيرا " ونحوه في معجم الطبراني
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في مشكاة المصابيح ، وعلق عليه في السلسلة الصحيحة تعليقًا مستفيضًا, وناقش أسانيده, وماله من شواهد, ثم قال في خلاصة تعليقه: - " وجملة القول: إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح لذاته، وأن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه، وفي حديث أبي ذر من ثلاث طرق، فهو صحيح لغيره، ولعله لذلك لما ذكره ابن كثير في "تاريخه" (1 / 97 ) من رواية ابن حبان في "صحيحه" سكت عنه، ولم يتعقبه بشيء، فدل على ثبوته عنده, وكذلك فعل الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6 / 257) والعيني في "العمدة" (7 / 307)، وغيرهم، وقال المحقق الآلوسي في "تفسيره" (5 / 449): "وزعم ابن الجوزي أنه موضوع، وليس كذلك, نعم، قيل: في سنده ضعف جبر بالمتابعة", وسبقه إلى ذلك والرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في "تخريج الكشاف" (4 / 114)، وهو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه مبينًا في تخريجنا هذا - والحمد لله – "
وعليه .. فلو كان كل نبي رسول لما كان عدد الرسل أقل بكثير من عدد الأنبياء .
***
الفصل الثالث :- النبوه تسبق الرساله
إن النبوة مرحله سابقة للرسالة، فلا يتم الاصطفاء بالرسالة إلا لمن تمَّ اصطفاؤه بالنبوة ، أي أنه لا يمكن أن يكون لأحد أن يكون رسولا إلا بعد أن يكون نبيا ، وهذا لا خلاف فيه بين أهل العلم .
قال تعالى: "وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ"
وقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا "
فالآيتان تدلان على أن النبوة متحققة أولاً ثم يأتي بعدها الإرسال... فنبوة الرسول تكون إعداداً له للقيام بأعباء الرساله .
فالنبي يمر في فترة الاصطفاء بالوحي قبل أن يؤمر بالتبليغ فيكون في هذه الفترة نبياً لا رسولاً. فإذا أمر بالتبليغ صار نبياً رسولاً.
ويؤيد هذا أن القرآن الكريم ذكر قصة نبيٍ لم يذكر في عداد الرسل، وله قصة مع بني إسرائيل من بعد موسى. قال تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ "
كما أن الله – عز وجل – وصف بعض أنبيائه بالإرسال والنبوه معاً ، ووصف آخرين بالنبوه فقط في مواضع أخرى ، كما قال تعالى عن موسى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ ، وقال عن إدريس: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ ، وقال عن إسحاق: ﴿ وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
***
يتبع إن شاء الله ....