"هو هاجر لكنّه أسّس أمّة عاد بها إلى مكة ودخلها برايات بيضاء...
هاجر ومعه مسلم واحد لكنه عاد إليها ومعه عشرة آلاف مُسلم..
هو هاجر ليعلّمنا أن الأهداف تبقى ثابتة رغم قَسوة الظروف
ليعلّمنا أن عملنا ليس بالضرورة أن يكون في الوطن لكن أثره لا بد أن يصل إليه..
هاجر ليعلّمنا أن المكاسب في الغربة قد تكون أكثر بكثير من الخسائر لو أردنا نحن أن نحوله لذلك..
ليعلّمنا أن كثرة الناس من حولنا لا تجلب السعادة بالضرورة و لا غيابهم يجلب البؤس بالضرورة..
هاجر ليعلمنا أن ما بين أهدافنا وتحقيقها حاجز هو " أنت "..
ليعلمنا أنّ الحق جِهاد والعلم جهاد والعمل جهاد والعبادة جهاد إذا كانت خالصة لوجه الله الكريم..
ليعلّمنا أن الحقّ غال والعلم غال والكسب غال لا يناله أصحاب الخمول ..
وليعلمنا أن النّهضة تبدأ بفكرة مع يدين مرفوعتين إلى السماء!
هاجر ليعلمنا أن هذا الكون أكبر مني ومنك وفيه من الاختلاف ما لا يسعه عقلي..
ليعلمنا أن نفكر بالرأي المُخالف من وجهة نظره هو لا من وجهة نظرنا نحن وأن نرى بعينه ونسمع بأذنه فلربما حكمنا إذاً بحكمه..
ليعلمنا أن لا نتأمل من أحد شيئاً فالأمل الوحيد هو بالله ومنه..
ليعلمنا أن الخير موجود في كل مكان نحن الذين لا نراه عندما لا نُمعن النّظر ..
ليعلمنا أن الآخر ليس دائماً على خطأ نحن الذين لا نسمع بإصغاء عندما يأخذنا الغرور..
هاجَر ليعلمنا أن الهِجرة قد لا تكون بالضرورة النهاية بل رُبما تكون بداية كل شيء.."