- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معظم الناس إذا سألته... لماذا تقرأ القرآن ؟
يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ، ولأن الحرف بعشر حسنات ، والحسنة بعشر أمثالها ، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب !!
والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ ، الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات ، فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها ، ولا يحس ولا يشعر بها ؛ لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني ؛ فلهذا السبب تجد حافظا للقرآن غير عامل ولا متخلق به .
أيهما أولى حفظ القرآن أم تدبره ؟
الأصل أن هذا السؤال غير وارد لأنه لا تعارض بين حفظ ألفاظ القرآن وتدبر معانيه فيجب أن يسيرا معا ، ولم يكن هذا السؤال واردا في أذهان الصحابة رضي الله عنهم فمنهجهم في هذه القضية واضح ظاهر وإنما نشأت الحاجة للكلام في هذه المسألة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتوسع الفتوحات وتعدد أجناس وفئات الداخلين في الإسلام حين خفي على البعض الهدف والغاية التي من أجلها أنزل القرآن { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ } فنسوا أن حفظ الألفاظ وسيلة إلى تدبر المعاني ومن ثم العمل بها فقصروا همتهم وغايتهم وهدفهم على حفظ الألفاظ فصار جل وقتهم وجهدهم وانتباههم ووعيهم منصب على تثبيت صور الكلمات وحروفها مع نسيان للمعاني.
وقد جاهد الصحابة رضي الله عنهم في علاج هذه القضية ومن أقوالهم في هذه المسألة :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر الأمة لا يحفظ القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن وإن آخر الأمة يقرؤون القرآن منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به"
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به "
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال " حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كان يقترئون من رسول الله عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا العلم والعمل "
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " يا حملة القرآن أو يا حملة العلم ؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ما كان خلق رســــول الله ؟ فقالت: " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه"
وجاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن ، فقال : " اللهم غَفْراً ، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع "
وهذه جمله من أقوال السلف رحمهم الله
عن الحسن البصري قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخَذوا تلاوته عملا "
وقال أيضا : " إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ... ، وما تدبر آياته إلا باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل ، حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السورة في نفس ! والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا بالعلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، متى كان القراء مثل هذا ؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء "
وقال الحسن بن علي : " اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة "
وقال أيضا : " إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن قرأه "
ويقول الآجُرِّي : " يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أزهد في الدنيا ؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟ "
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفصل بين حفظ اللفظ وتدبر المعنى حين وصف طائفة من المسلمين أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم فلم يعرفوا من القرآن إلا رسمه فحرموا حلاله ، وأحلوا حرامه، وتركوا محكمه ، وتلاعبوا بمتشابهه ، وقصدوا به وجه الخلق دون الخالق –إلا من رحم الله-، وأن مثل هذا النقص في تدبر القرآن يكون سببا للخروج من الدين والزيغ عن الصراط المستقيم ،ويصبحون شؤما على الأمة وسببا في تفريق صفوفها وتمزيق وحدتها .
فالمنهجية في هذه القضية أنه عندنا ثلاثة أمور لا بد من العناية بها:
الأول : الحفظ المتقن للألفاظ ولو كان المحفوظ قليلا .
الثاني : التأكيد على هدف التفكر والتدبر وأنه الأصل.
الثالث : الاجتهاد في ربط العلم المكتسب بالعمل بتدريب مستمر مكثف إلى أن يحصل النجاح في اقتران العلم بالعمل والنظر بالتطبيق .
إن تحقيق هذه الأمور هو الطريق إلى التربية على أخلاق القرآن ، أما الاقتصار على الحفظ المهلهل أو غياب قصد التدبر أو فقد محاولة ربط العلم بالعمل فهو السبب في أنك ربما وجدت من يقال إنه يحفظ القرآن كاملا ومع هذا تصدر عنه أمور لا ترضى ولا تحمد بل يصعب التصديق بأن فاعلها يحفظ القرآن .
يقول الفضيل ابن عياض: "حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيماً لحق القرآن"
إنها قضيه خطيرة يتحدد على إثرها مستقبل الأجيال ، فيا تري ... متي تتفطن مدارسنا وجامعاتنا ومحاضنا التربوية لها.
لماذا لا نقرأ القرآن بنية العمل ؟ ، بنية البحث عن علم لنعمل به ، فنقف عند آياته لننظر ماذا تطلب منا ، هل أمر نؤمر به ، أو شيء ننهى عنه ، أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق بنا نحذر منه ، وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل مسلم يربي به نفسه ويهذبها
أن نقرأ القرآن بنية وقصد من يبحث عن حل لمشكــلة أو إصلاح خـــلل ، يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض ، أو تحليل لحالة من الحالات.
أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في كتب فلان ، أو علان ، أو في المجلات والصحف ، أو القنوات الفضائية ، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن
إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتا استدارجا وابتلاء
إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة.
إن البعض منا لما تعلق بالدنيا ومكاسبها المادية ابتلي وفتن بعلوم الغرب وأطروحاتهم ، وظن فيها النجاح والسعادة ، والقوة الإدارية والاقتصادية ، وهو يتأول لفعله هذا بشتى التأويلات ، ويحتج لتصرفه بكثير من الحجج.
إن الحفظ التربوي يربي التفكير وينمي الإبداع ويحقق الفهم السديد للحياة لأنه بأركانه الثلاثة يوسع مدارك الإنسان وينمي ملكاته الذهنية ويصقل مهاراته العملية، أما الاقتصار على الركن الأول والاكتفاء به فقد كان مدخلا للطاعنين في سلاح الحفظ التربوي الذي وهبه الله لهذه الأمة الوسط خير أمة أخرجت للناس تحمي به نفسها وتحقق لدين الله تعالى النصر والتمكين .
اللهم افتح قلوبنا للقرآن وارزقنا تلاوته متعبدين متدبرين عاملين ... آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معظم الناس إذا سألته... لماذا تقرأ القرآن ؟
يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ، ولأن الحرف بعشر حسنات ، والحسنة بعشر أمثالها ، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب !!
والمشتغل بحفظ القرآن تجده يقرأ القرآن ليثبت الحفظ ، الهدف تثبيت الحروف وصور الكلمات ، فتجده تمر به المعاني العظيمة المؤثرة فلا ينتبه لها ، ولا يحس ولا يشعر بها ؛ لأنه قصر همته وركز ذهنه على الحروف وانصرف عن المعاني ؛ فلهذا السبب تجد حافظا للقرآن غير عامل ولا متخلق به .
أيهما أولى حفظ القرآن أم تدبره ؟
الأصل أن هذا السؤال غير وارد لأنه لا تعارض بين حفظ ألفاظ القرآن وتدبر معانيه فيجب أن يسيرا معا ، ولم يكن هذا السؤال واردا في أذهان الصحابة رضي الله عنهم فمنهجهم في هذه القضية واضح ظاهر وإنما نشأت الحاجة للكلام في هذه المسألة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتوسع الفتوحات وتعدد أجناس وفئات الداخلين في الإسلام حين خفي على البعض الهدف والغاية التي من أجلها أنزل القرآن { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ } فنسوا أن حفظ الألفاظ وسيلة إلى تدبر المعاني ومن ثم العمل بها فقصروا همتهم وغايتهم وهدفهم على حفظ الألفاظ فصار جل وقتهم وجهدهم وانتباههم ووعيهم منصب على تثبيت صور الكلمات وحروفها مع نسيان للمعاني.
وقد جاهد الصحابة رضي الله عنهم في علاج هذه القضية ومن أقوالهم في هذه المسألة :
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " كان الفاضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر الأمة لا يحفظ القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن وإن آخر الأمة يقرؤون القرآن منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به"
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن وسهل علينا العمل به وإن من بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به "
وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال " حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كان يقترئون من رسول الله عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا العلم والعمل "
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " يا حملة القرآن أو يا حملة العلم ؛ اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم ، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "
وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى:﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ما كان خلق رســــول الله ؟ فقالت: " كان خلقه القرآن يغضب لغضبه ويرضى لرضاه"
وجاء رجل بابنه إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال : إن ابني هذا قد جمع القرآن ، فقال : " اللهم غَفْراً ، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع "
وهذه جمله من أقوال السلف رحمهم الله
عن الحسن البصري قال :" أمر الناس أن يعملوا بالقرآن فاتخَذوا تلاوته عملا "
وقال أيضا : " إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ... ، وما تدبر آياته إلا باتباعه ، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده ، حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله ، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل ، حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السورة في نفس ! والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا بالعلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، متى كان القراء مثل هذا ؟ لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء "
وقال الحسن بن علي : " اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فليست بقراءة "
وقال أيضا : " إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه وإن لم يكن قرأه "
ويقول الآجُرِّي : " يتصفح القرآن ليؤدب به نفسه همته متى أكون من المتقين ؟ متى أكون من الخاشعين ؟ متى أكون من الصابرين ؟ متى أزهد في الدنيا ؟ متى أنهى نفسي عن الهوى ؟ "
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفصل بين حفظ اللفظ وتدبر المعنى حين وصف طائفة من المسلمين أنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم فلم يعرفوا من القرآن إلا رسمه فحرموا حلاله ، وأحلوا حرامه، وتركوا محكمه ، وتلاعبوا بمتشابهه ، وقصدوا به وجه الخلق دون الخالق –إلا من رحم الله-، وأن مثل هذا النقص في تدبر القرآن يكون سببا للخروج من الدين والزيغ عن الصراط المستقيم ،ويصبحون شؤما على الأمة وسببا في تفريق صفوفها وتمزيق وحدتها .
فالمنهجية في هذه القضية أنه عندنا ثلاثة أمور لا بد من العناية بها:
الأول : الحفظ المتقن للألفاظ ولو كان المحفوظ قليلا .
الثاني : التأكيد على هدف التفكر والتدبر وأنه الأصل.
الثالث : الاجتهاد في ربط العلم المكتسب بالعمل بتدريب مستمر مكثف إلى أن يحصل النجاح في اقتران العلم بالعمل والنظر بالتطبيق .
إن تحقيق هذه الأمور هو الطريق إلى التربية على أخلاق القرآن ، أما الاقتصار على الحفظ المهلهل أو غياب قصد التدبر أو فقد محاولة ربط العلم بالعمل فهو السبب في أنك ربما وجدت من يقال إنه يحفظ القرآن كاملا ومع هذا تصدر عنه أمور لا ترضى ولا تحمد بل يصعب التصديق بأن فاعلها يحفظ القرآن .
يقول الفضيل ابن عياض: "حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيماً لحق القرآن"
إنها قضيه خطيرة يتحدد على إثرها مستقبل الأجيال ، فيا تري ... متي تتفطن مدارسنا وجامعاتنا ومحاضنا التربوية لها.
لماذا لا نقرأ القرآن بنية العمل ؟ ، بنية البحث عن علم لنعمل به ، فنقف عند آياته لننظر ماذا تطلب منا ، هل أمر نؤمر به ، أو شيء ننهى عنه ، أو فضيلة يدعى للتحلي بها ، أو خطر يحيق بنا نحذر منه ، وهكذا فإن القرآن هو الدليل العملي لتشغيل النفس وصيانتها ، ينبغي أن يكون قريبا من كل مسلم يربي به نفسه ويهذبها
أن نقرأ القرآن بنية وقصد من يبحث عن حل لمشكــلة أو إصلاح خـــلل ، يبحث عن تفسير لظاهرة أو علاج لمرض ، أو تحليل لحالة من الحالات.
أما إذا كنا نبحث عن علاج مشكلاتنا التربوية في كتب فلان ، أو علان ، أو في المجلات والصحف ، أو القنوات الفضائية ، فإننا بهذا قد عطلنا هذا المقصد المهم من مقاصد القرآن
إن كل تربية لا تبنى مباشرة على القرآن فهي تربية قاصرة ولو أثمرت بعض الثمار مؤقتا استدارجا وابتلاء
إن تربية الناشئة وتربية الشباب لا بد أن تبنى مباشرة على القرآن بأساليب ووسائل مناسبة.
إن البعض منا لما تعلق بالدنيا ومكاسبها المادية ابتلي وفتن بعلوم الغرب وأطروحاتهم ، وظن فيها النجاح والسعادة ، والقوة الإدارية والاقتصادية ، وهو يتأول لفعله هذا بشتى التأويلات ، ويحتج لتصرفه بكثير من الحجج.
إن الحفظ التربوي يربي التفكير وينمي الإبداع ويحقق الفهم السديد للحياة لأنه بأركانه الثلاثة يوسع مدارك الإنسان وينمي ملكاته الذهنية ويصقل مهاراته العملية، أما الاقتصار على الركن الأول والاكتفاء به فقد كان مدخلا للطاعنين في سلاح الحفظ التربوي الذي وهبه الله لهذه الأمة الوسط خير أمة أخرجت للناس تحمي به نفسها وتحقق لدين الله تعالى النصر والتمكين .
اللهم افتح قلوبنا للقرآن وارزقنا تلاوته متعبدين متدبرين عاملين ... آمين