صراع المسلمين مع الروم صراع قديم بدأ مع غزوة مؤتة سنة ثمان من الهجرة، وكان سببها هو مقتل مبعوث الرسول الصحابي الحارث بن عمرو الأزدي رضي الله عنه بكتاب إلى ملك الروم والذي تم قتله من قبل حليف الروم شرحبيل بن عمرو الغساني، الملك على أطراف الشام. لقد كان لقتل رسول رسول الله، أكبر الأثر في نفس رسول الله فما كان منه صلوات ربي وسلامه عليه إلا أن بَعَث بَعّث مؤتة بقيادة ثلاثة من كبار الصحابة.
و تستمر سلسلة الصراع بين المسلمون والنصارى الذي سيكون بين مد وجزر فتنتهي بالمعركة الفاصلة التي يحشد لها النصارى قرابة مليون شخص تنتهي بالهزيمة النهائية حيث لا يقف الجيش الإسلامي إلا بعد أن يفتح روما العاصمة الروحية للنصرانية، وعند هذا الفتح سوف تنتهي معركة الروم، فيتحقق ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه و سلم بأن يتم فتح الروم، ويتبع ذلك مباشرة المعارك مع الدجال الذي ينتهي الأمر بقتله، وعندئذٍ تضع الحرب أوزارها ويقرب العالم من نهايته، ويتحقق وعد الله بتبديل الأرض غير الأرض، ويعود الخلق جميعهم إلى موجدهم لتبدأ بعد ذلك الحياة السرمدية الأخروية.
روى الحاكم في مستدركه بسنده عن كثير عن عبد الله عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله وهو يقول: ((لا تذهب الدنيا يا علي بن أبي طالب))، قال عليّ: لبيك يا رسول الله، قال: ((اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين، وتخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عز وجل عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير، فينهدم حصنها فيصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا قبله قط حتى أنهم يقتسمون بالترس، ثم يصرخ صارخ يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم، فينفض الناس عن المال، فمنهم الآخذ ومنهم التارك، فالآخذ نادم، والتارك نادم يقولون: من هذا الصائح؟ فلا يعلمون من هو. فيقولون: ابعثوا طليعة إلى لد فإن يكن المسيح قد خرج فيأتوكم بعلمه، فيأتون فينظرون، فلا يرون شيئًا، ويرون الناس شاكين، فيقولون ما صرخ الصارخ إلا لنبأ فاعتزموا ثم أرشدوا فيعتزمون أن نخرج بأجمعنا إلى لد فإن يكن بها المسيح الدجال نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه وهو خير الحاكمين، وإن يكن الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم وعساكركم رجعتم إليها)).