ثانيا ً / أسرائيل ليس هو النبي يعقوب عليه السلام حيث أن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فرّق بينهما .
يقول الله تعالى : كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)[آل عمران:93]
يقول الطبري (ت:310هـ) في تفسيره : " يعني بذلك جلّ ثناؤه: أنه لم يكن حرّم على بني إسرائيل ـ وهم ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن ـ شيئاً من الأطعمة من قبل أن تنزل التوراة، بل كان ذلك كله لهم حلالاً، إلا ما كان يعقوب حرّمه على نفسه، فإن ولده حرّموه استناناً بأبيهم يعقوب، من غير تحريم الله ذلك عليهم في وحي ولا تنزيل ولا على لسان رسول له إليهم من قبل نزول التوراة."
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : يؤكد ذلك : ففي حديث إسناده صحيح رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن عباس : " حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا : يا أبا القاسم حدثنا عن خلال نسألك عنهن لا يعلمهن إلا نبي " فسألوه عن أشياء من بينها " أخبرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة " فكان جوابه صلى الله عليه وسلم : " .
.. فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام : هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب عليه السلام مرض مرضا شديدا وطال سقمه فنذر لله نذرا لئن شفاه الله تعالى من سقمه ليحرمن أحب الشراب إليه وأحب الطعام إليه وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها قالوا : اللهم نعم قال : اللهم اشهد عليهم ... "
ويقول الزمخشري (ت:538هـ) في تفسيره عن الآية 3 من سورة الإسراء( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) : " فإن قلت: قوله إنه كان عبداً شكوراً ما وجه ملاءمته لما قبله؟ قلت: كأنه قيل: لا تتخذوا من دوني وكيلاً، ولا تشركوا بي، لأنّ نوحاً عليه السلام كان عبداً شكوراً، وأنتم ذرية من آمن به وحمل معه، فاجعلوه أسوتكم كما جعله آباؤكم أسوتهم. ويجوز أن يكون تعليلاً لاختصاصهم والثناء عليهم بأنهم أولاد المحمولين مع نوح، فهم متصلون به، فاستأهلوا لذلك الاختصاص... "
والله أعلم وأحكم