جزاك الله ووالديك ومن تحب الفردوس الاعلى وبارك الله فيك ونفع بعلمك
لايفعل ذلك إلا شيطان بصورة انسان
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) رواه البخاري برقم (33).
والفجور في المخاصمة : عدم الوقوف فيها عند حدود الحق والاسترسال في العداء , والافتراء , والاتهام جزافاً دون تحقق ولا تثبت .
و يعنى بالفجور : أن يخرج عن الحق عمداً حتى يصير الحق باطلاً والباطل حقاً .
إذا كان بينه وبين إنسانٍ خلاف وخصومة، لم يقف عند حدود الحقِّ، وإنما يتعدَّاه إلى الباطل، لا يُبالي أن يكذب، لا يبالي أن
يفتري، لا يبالي أن يُزيِّن دعواه بالأباطيل
وَفِي الْصَّحِيْحَيْنِ عَن الْنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ أَبْغَضَ الْرِّجَالِ إِلَى الله الْأَلَدُّ الْخَصِمُ" وَالْأَلَدُّ الْخَصِمُ هُوَ: الْمُتَّصِفُ بِاللِّجَاجِ وَالْجِدَالِ، الْشَدِيْدُ فِي مُجَادَلَتِهِ، الْكَذَّابُ فِي مَقَالَتِهِ، الْفَاجِرُ فِي خُصُوْمَتِهِ، الْظَّالِمُ فِي حُكْمِهِ. المبالغ في الخصومة لأنه إنسان صاحب خصام وجدال قوي العارضة بالباطل، والحجة الباطلة
إذا أتيته من هنا نزع بحجة باطلة من هنا فيأكل حق غيره، ويأخذ حق غيره، يماري بالباطل يجادل بالباطل
عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال؛ حتى يخرج مما قال)) .أحمد برقم (5129)، وجاء في تحقيق المسند لأرناؤوط وغيره: إسناده صحيح رجاله
لقد جاء الاسلام العظيم ليؤسس دولته الخالدة على الاخوة، ودعانا سبحانه وتعالى الى التمسك والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق، فقال تعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا».
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا»، ويشير الى صدره ثلاث مرات، «بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».
فلا يجوز لمسلم ان يظلم مسلماً او يحقره، او ينال من ماله او عرضه او دمه... هذا هو الاسلام الذي نهى عن التنازع والتباغض والتناجش، قال تعالى: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولاتناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله اخوانا».
فكيف نصبح اخوانا ونحن نبالغ في الخصومة.. ويتملكنا الغضب فنفجر فيها؟ ان المبالغة في الخصومة هي اخطر معاول هدم المجتمعات الاسلامية، وانجح وسائل الشيطان لبذر الفرقة والشقاق وزرع الفتنة واشعال نارها بين افراد المجتمع وجماعاته... وهذا امر ليس بمستعص على الفهم لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد... لأن المبالغة في الخصومة تجعل الفرقاء او الخصوم ينكرون حقوق بعضهم البعض، ويلتمس كل منهم العيوب للاخر، ويحاول كل فريق طمس مآثر وحسنات الفريق الخصم... وهذا كله يخالف ديننا الحنيف ودعوته الى التسامح، والتناصح، والتناصر، واحقاق الحق، واعادة الفضل الى اصحابه، والمعروف الى صانعيه، والجميل الى اهله... اننا جميعاً في حاجة الى وقفة مع النفس والبعد عن التشاحن واللدد في الخصومة.
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا