- إنضم
- 23 يوليو 2013
- المشاركات
- 382
- التفاعل
- 440
- النقاط
- 72
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
الانتقال من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة
إن مجرد التفكير بواقع المسلمين اليوم يبعث في النفس الخوف و الفزع
أمة منهكة نخرتها المفسدات و أفسدتها الشهوات و فوق هذا و ذاك فهي عالة على الأمم في علومها
ليس العيب في أن تجهل أمة ما علما من العلوم أو أن تعتمد في شيء من أمور حياتها على أمة من الأمم لكن المصيبة في أن يكون هذا القصور حاصل في أمر هو الفيصل في حسم أي معركة دنيوية يخوضها طرفي النزاع لأجل الدنيا
فلو تفكر أحدنا في أمر المسلمين لوجد أن هناك شيء ما قد أعده الله لهذه الأمة في هذا الآونة
فلا هي اتكلت على الله حق الاتكال و كفى به ناصرا و مؤيد و لا هي بزت أو حتى ضارعت بقية الأمم في علوم الدنيا التي تمكنها من العيش في منأى عن الظلم و الحيف
فالأمة اليوم مجردة من كل أسباب الدفاع عن النفس هي كما وصفها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم كقصعة طعام لا ترد يد آكل
فماذا تنتظر هذه القصعة المليئة بأطايب الطعام إذا وضعت بين جياعا لئام
الوضع كما ترون من سيئ إلى أسوء و ليس هناك بوارق أمل لنجاة هذه الأمة من عذاب قد يطالها
البعض ينظر إلى ما ينجزه المجاهدين على أنه بشرى خير لهذه الأمة لكنه مع الأسف الشديد يقرأ الأحداث من زاوية ميتة
ماذا أقصد ؟؟؟؟
أيها الأخوة الأمة اليوم في وضع لا يحتمل القيل و القال
الوضع مسألة حياة أمة أطبقت عليها أنياب ذئب عالمي مخالبه من حديد
المجاهدون في العراق و في أفغانستان و غيرها يعتذرون لله عن أنفسهم فقط
فالجهاد فرض عين و ليس كفاية
فما هو مصير ملايين المسلمين الذي ينظرون إلى الواقع و كأن مسلسل تلفزيوني يبث بعض المشاهد المرعبة أو الخادشة للحياء
بل تجد الكثير منهم يحلمون بالديمقراطية الأمريكية حتى لو انتهكت الأعراض و مات الملايين فلا مشكلة المهم أن يسيروا في الأرض و حبلهم على الغارب
أيها الأخوة الأفاضل : كل الدلائل تشير على أن أيام مقبلة سوداء كالليل
لن تنتهي قبل أن تأتي على السواد الأعظم ممن يندرجوا تحت مسمى المسلمين
عدونا لئيم يتربص بنا منذ أربعة عشر قرن و ها هي الفرصة المناسبة ليدوسنا كما يدوس البقر البيدر
أيها الأفاضل
لن يهنأ عدونا قبل أن يلحق بقية الأقطار الإسلامية ما لحق العراق
قد يهز البعض رأسه مستنكرا هذا الأمر : فأقول له ألم تكن تستنكر أن تدخل أمريكا العراق
كل الأقطار الإسلامية معدة للسقوط بنفس الآلية التي سقط بها العراق فلا تستعجلوا الأمور و لا تمتعضوا فالمسألة مسألة وقت لا أكثر
إن أمة هجرت ربها و أسلمت أمرها للشيطان لا بد أن يصيبها ما أصاب الأمم التي سبقتها من نكبات و سخط
لكن لا يعني هذا بالطبع أن الفناء الذي سيصيب الأمة سببه اليهود و النصارى حتى و لو ملكوا الأرض فإن الله لم يجعل لهم سلطانا في فناء المسلمين و تعالوا معي نطوف في رحاب هذا النص النبوي الشريف و الذي سيكون هو لسان حال ما سيصيب الأمة قريبا و الله أعلم
سنن أبي داود أول كتاب الفتن والملاحم 4252 ( صحيح )
حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الله تعالى زوى ، لي الأرض "" أو قال: "" إن ربي زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ، أو قال بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق "" قال ابن عيسى: "" ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى
النص النبوي السابق يقرر مجموعة من الأحداث لا بد من وقوعها على الأمة
لقد بلغ ملك أمة محمد مشارق الأرض و مغاربها و ملكوا الكنزين الأحمر و الأبيض
و نأتي للمهم الآن و مسألة استباحة البيضة
لسان العرب ج: 7 ص: 127
و بَـيْضَة القوم: وسَطُهم. و بَـيْضَة القوم: ساحتهم؛ وقال لَقِـيطٌ الإِيادِي: يا قَوْمِ، بَـيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها، إِنِّـي أَخاف علـيها الأَزْلَـم الـجَذَعا يقول: احفظوا عُقْر داركم. والأَزْلَـم الـجَذَع: الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً. ويقال منه: بِـيضَ الـحيُّ أُصِيبَتْ بَـيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم، و بِضْناهم و ابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك. و بَـيْضَةُ الدار: وسطها ومعظمها. و بَـيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم: و بَـيْضَةُ القوم: أَصلهم. و البَـيْضةُ: أَصل القوم ومُـجْمعُهم. يقال: أَتاهم العدو فـي بَـيْضَتِهمْ. وقوله فـي الـحديث: ولا تُسَلِّطْ علـيهم عَدُوّاً من غيرهم فـيستبـيح بَـيْضَتَهم؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُـجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم
***
البيضة معدن الإسلام و أصله و هي لن تستباح حتى لو اجتمعت كل أقطار الكفر و هذا الاجتماع واقع اليوم و يبقى التنفيذ
لكن النتائج التي سيعجز عن تنفيذها العدو الكافر سيفعلها الأخ المسلم
سيغزو المسلمين بعضهم بعض و سيسبي بعضهم البعض و سيهلك المسلمين بعضهم بعض حتى يصلوا إلى درجة استباحة البيضة و يا لها من كارثة
هذه معاجم اللغة بين أيديكم و هذا كلام المصطفى نقله عن ربه سبحانه
فكم سيبقى من أمة محمد صلى الله عليه و سلم بعد أن يستبيحوا هم أنفسهم بيضة بعض و ما الذي جعل الأمة تصل إلى هذا الحد من الانحطاط
أنها ثلاث عوامل
الأول : استحقاق المسلمين لما يحدث و قد تكلمت عن هذا
الثاني و الذي تحدثت عنه قبل قليل و هو عدوكم الذي يجمع لكم من بين أقطارها
و الثالث : هم دعاة و أئمة الضلالة
***
البند الأول : و الثالث :
مما لا شك فيه أن قادة الآمة اليوم قد وصل بهم العجز الروحي لدرجة لا يستطيعون معها أخذ زمام المبادرة للنهوض بأمة مهزومة و مكلومة
و إيصالها إلى الشرف الذي ارتضاه الله لها
بل هم الرعيل الأول من دعاة الضلالة الذي سيكون بأيديهم
هلاك هذه الأمة , إنهم يتاجرون بأرواح المسلمين لدرجة أنهم قد سلموا أقطارا إسلامية بأهلها لأعداء الله من اليهود و النصارى
فماذا يرتجى من هؤلاء بعد
هذا هو الرعيل الأول و هو إلى زوال لكن انتظروا الدعاة الجدد في ظروف من الفوضى التي لا ضابط لها
هؤلاء سيخرجون على الناس في سنوات خداعة
سنوات فوضى و فقر و جوع , سنوات فتن و هرج
اللهم أجرنا و أرحمنا
نعود الآن لواقع الأمة في هذه اللحظة لنتحدث عن بعض الموجبات التي قد تعجل في هلاكها
أيها الأخ الفاضل
إنك لتنظر من حولك فلا تجد بارقة أمل تبشر بتغيير قريب كل شيء يسير نحو الأسوأ
فالظلم يزداد يوما بعد يوم و المفاهيم الفاسدة تترسخ في وجدان الجيل الشاب المسلم كل شيء من حولك أصابه الفساد أو هو أداة لتحقيق الفساد حتى العاملين في القطاع الديني ممن أصبحوا ألعوبة بيد الطواغيت هم سبب من أسباب الفساد ,
فالتدليس و التحريف و التأويل و التحايل على كتاب الله و سنة رسوله كان سببا من أسباب استمرار الفساد و تجميله ,, إننا أمة أمرت بالصبر و عدم اليأس و القنوط و إذا كنا نستعرض واقعنا المؤلم فلا يعني هذا بحال من الأحوال أننا قد يأسنا من روح الله , حاشى و كلا بل التغيير قادم و لكنه مؤلم , فبقدر انتشار الفساد في جسد الأمة تكون الصعوبة بالقضاء عليه
أمة الإسلام اليوم كجسد أنهكه سرطان خبيث استشرى في أطرافها و كاد أن يصل إلى القلب في وقت لم يعد يجدي معها العلاج بالكلمة الطيبة , لأن القلوب قد صدئت و تلبسها الران و العياذ بالله ,
فما هو الحل البديل إذاً ؟؟
عندما يعجز الأطباء عن علاج داء كالسرطان أنتشر في أحد أطراف مريض ما , فهم يلجئون في النهاية إلى بتر هذا العضو الفاسد مخافة أن ينتقل المرض منه إلى باقي الأطراف السليمة ,,
إذاً أمتنا اليوم هي أحوج ما تكون لمثل هذا البتر , الذي يخلصها من كل ما هو فاسد فيها
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 561
[ 8575 ] أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الجهمي عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها ورجل معها فقال الرجل يا أم المؤمنين حدثينا حديثا عن الزلزلة فأعرضت عنه بوجهها قال أنس فقلت لها حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة فقالت يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزينا وبعثت حين تبعث وذلك الحزن في قلبك فقلت يا أماه حدثينا فقالت إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من حجاب وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا وشنارا فإذا استحلوا الزنا وشربوا الخمور بعد هذا وضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض تزلزلي بهم فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم فقال أنس عقوبة لهم قالت رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين ونكالا وسخطة وعذابا للكافرين قال أنس فما سمعت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أنا أشد به فرحا مني بهذا الحديث بل أعيش فرحا وأبعث حين أبعث وذلك الفرح في قلبي أو قال في نفسي هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
***
و هذا عذاب جديد يضاف إلى ما سبق ذكره زلازل و خسف و مسخ سنأتي على تفصيلها لاحقا إن شاء الله لكن هل حدث ما ذكرته السيدة أم المؤمنين في الحديث السابق
فهل تطيب المرأة اليوم لغير زوجها و هل خلعت ثوبها خارج بيتها
؟؟؟؟
الصحيح أن المرأة قد تطيبت لغير زوجها أما مسألة خلع اللباس فلا
لأنها قد خلعتها في بيت زوجها و خرجت من غيرها مائلة مميلة ملعونة
جالبة لسخط الله أمام أعين المسلمين الذين لم يعد هناك شيء يحرك غيرتهم بعد قضت أجهزة الأعلام الموجهة على الغيرة فيها أما الغياره منهم فلا سبيل لهم لإنكار المنكر فمنكر الباطل اليوم شاذ يستحق العزل عن المجتمع
جاء في كتاب الزهد لابن المبارك ج: 1 ص: 484
أخبرنا أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى المديني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساءكم قالوا يا رسول الله وان ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر قالوا يا رسول الله وان ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذ رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا أخرجه أبو يعلى والطبري
***
و الآن لا بد أن يطرح السؤال التالي
ماذا بعد هذا الفناء الذي تنتظره الأمة
إن الحديث النبوي الذي يتحدث عن قيام خلافة على منهاج النبوة بعد فترة الحكم الجبري التي أعتقد أننا قد بدأنا نعيش اللحظات الأولى لسنواتها الأخيرة
يؤكد قيام الخلافة التي على منهاج النبوة مباشرتا بعد عصر الجور هذا
فيما يشبه التغيير الثوري ,,
أي أن العودة للخلافة التي هي على منهاج النبوة لن يتم عن طريق إصلاح تدريجي في الأمة تكون نتيجته صحوة إسلامية تخلق في النهاية مناخ إسلامي ملائم لقيام خلافة على منهاج النبوة
و السؤال المطروح ,
لماذا لا تكون عودة الخلافة ناتجة عن إصلاح تدريجي ؟؟
للإجابة عن هذا التساؤل دققوا معي في ثنايا النص النبوي التالي
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع 1529 ( الصحيحة )
لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما .
إذن , النص النبوي يشير إلى أن الأرض ستملأ ظلما و جور و عندما يكون الظلم في أوجه يرسل الله رجلا يملؤها قسطا و عدلا
إذاً العدل و القسط يجريه الله و يحدثه على يد رجل من آل بيت محمد حالما تمتلئ الأرض بالجور و الظلم
فإذا علمنا أن هذا الرجل سيحكم في الأمة سبع سنوات فقط تزيد أو تنقص القليل و إذا علمنا أن مجيئه كما في النص السابق و غيره من النصوص سيكون في أوج الظلم و القهر
فكيف يستطيع هذا الرجل تجاوز كل حلقات الظلم و القهر المطبقة على المؤمنين
و من هم هؤلاء الذين سيُرفع عنهم الجور و الظلم ؟؟؟؟؟؟؟
أهم عامة المسلمين الذين نراهم اليوم يرتعون خلف الدنيا كالبهائم
أم أن هناك فئة ستنال وحدها النعمة التي سيجريها الله على يديه
***
لو حاولنا تعداد مظاهر الظلم التي يتعرض لها المسلمين اليوم تاركين وراءنا ما قد يستجد من عظائم الأمور و التي سيكون فيها الظلم أضعاف ما نعيشه اليوم لوجدنا أن رفع هذا الظلم يقتضي أصلاح أو تجاوز بضع أمور كما ذكرت سابقا
هذه الأمور و التي حصرناها في ثلاث شعب أو بنود و التي هي
ظلم المسلمين لأنفسهم بعبادتهم للدنيا و رضاهم بالنتائج المترتبة على ذلك مهما كانت النتيجة
ظلم المتسلطين دعاة الضلالة
ثم ظلم اليهود و النصارى ممن نهشوا الأرض و العرض و قد يكون هناك المزيد
فهل سيخرج المهدي فجأة لإصلاح كل هذا العيب و هل رفع الظلم عن الناس اليوم هو عين ما قصده النص النبوي ؟؟؟
بمعنى هل نحن من سُيرفع عنا الظلم ؟؟
إذا كان السواد الأعظم من المسلمين راضين بالواقع فرحين بالدنيا غير عابئين بالله فهل هؤلاء مظلومون أم ظالمون ؟؟
لو خرج رجل و ليكن المهدي و بالطبع لن يكون المهدي رجلا خارقا للعادة
أقول لو خرج هذا الرجل بين ظهراني الناس ينادي بالإصلاح فمن سيقتله برأيكم ؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع هم ذات الفئة التي يعتقد الكثير أن المهدي سيخرج لرفع الظلم عنها
سأقرب لكم الأمر بمثال
الناس اليوم شرائح عدة و أقصد المسلمين طبعا
الفئة الساحقة لا تعبأ بخروج المهدي و لا تدري من هو و لو حدث و خرج هذا الرجل لرجموه بالحجارة
لماذا ؟؟؟ لأنه سيعكر عليهم دنياهم
الفئة الثانية و هي ليست بالقليلة هي فئة غير ناضجة تتأرجح من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال تنظر إلى الدنيا بعين و نصف و تنظر إلى خروج هذا الرجل بنصف عين هذه الفئة ليست فاعلة و غير متزنة يخشى أن يفعلوا مع المهدي كما فعل أهل العراق مع الحسين رضي الله عنه
الفئة الثالثة و هي أقل من القليل , نسبتا إلى تعداد المسلمين اليوم
و هي قسمان القسم الأول و هم الأقل و هم المجاهدين و أهل الثغور و
القسم الثاني و هم الأغلبية و هم سجناء الفئة الأولى و الثانية و هم الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه
وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92)
***
بفارق بسيط أن عذر هؤلاء هو السجن و الظلم و ليس بُعد الثغور و قلة الوسيلة
هذا الفئة هي التي ينطبق عليها النص النبوي الشريف و هي التي سيخرج أهل الثغور برفقة المهدي لرفع الظلم عنها
لكن متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليس اليوم و ليس غدا !!!!!!!!!!!!
بعد سنوات من التمحيص و الفتنة و الله أعلم
السنوات القادمة و الله أعلم ستكون الفتنة عالمية أي أن المحرك لها و اللاعب الأساس فيها هم اليهود و النصارى ثم تتحول الفتنة تدريجيا إلى دعاة الضلالة
حيث سيفر من يستطيع الفرار من اليهود و النصارى إن استطاعوا من أرض أصبحت بركانا من النار و لست الآن بصدد الحديث عن هذا الأمر لأن لها إن شاء الله فصلا خاصا نتحدث به عن الفتنة العالمية
لكن أردت أن أبين أنه و قبيل خروج المهدي و أنصاره لبناء دولة الخلافة
ستكون أرض العرب شبه خالية من أي قوى أجنبية فالعالم من الجهة الأخرى
أيضا سيكون قد تعرض لنكبات و محن ستجعله كالريشة في مهب الريح
المستدرك على الصحيحين 8438
أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة ثنا القاسم بن خليفة ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ثنا عمر بن عبيد الله العدوي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
***
كلمة أخيرة على هامش النص النبوي السابق و النص الذي سبقه
و هي موجهه لأصحاب العقول المخدرة ممن ينتظرون أن يؤسس لهم علماء الصحوة ذلك المجتمع النبوي بالدعوة من خلال أشرطة الكاسيت
لكل هؤلاء أقول استفيقوا فعند أول نكبة تغير المنهاج و أصبح الجهاد إرهابا و لا نعلم لو ساءت الأمور ما الذي سيصدر من فتاوى و أعلموا أنه و بكلا النصين السابقين دلالة قطعية على أن المهدي هو الذي يكسر حلقة الظلم و يقطع زمن الجبابرة
دون المرور بمرحلة أخرى ( تملأ الأرض جورا فيأتي المهدي ليملئها عدلا )
و لو أن الخلافة كانت نتيجة تدرج الأمة في الإصلاح لكانت أنظمة الحكم ستعاني ذات التدرج و الانتقال فكلما حسن المجتمع و أزداد قربا من الله , أبدله الله بحكام هم خيرا ممن سبقهم يسوسون الأمة كسياسة الأب لأسرته حتى يصل التغير قمته و يصبح المجتمع أهلا ليحكمه نظام خلافة ربانية
و هذا يحتاج لسنوات كثيرة , هذا لو سار التغير بسرعة و وتيرة منتظمة
جاء في مسند الشهابي ( فكما تكونوا يولى عليكم ) ( أعمالكم عمالكم )
و نحن رأينا كيف غير الله حال الحكم على المؤمنين في صدر الإسلام لما دخلت عليهم الفتن
و لكن هل من السهل وصول الأمة إلى الحال التي تستحق معها حكما على منهاج النبوة ؟؟
إن هذا الأمر هو المستحيل بعينه , لأن الأمة و منذ أربعة عشر قرنا منذ أن فقدت هذه النعمة لم تستطع استعادتها أي أنها لم تستطع الوصول إلى الحالة الإيمانية التي تستحق معها نظام حكم على منهاج النبوة ,,
لقد شذا عمر أبن عبد العزيز رحمه الله حين حاول تحويل الخلافة للشكل النبوي فقتل مسموما ,, نعم قتل مسموما و من آهل بيته , لأنه خليفة راشدي في زمن غير راشدي
أيها الأخوة , من السهل أن يحلم الإنسان منا بتغير الحال نحو الأفضل و لكن لو أمعن التفكير و نظر حوله لوجد أن التغيير مستحيل , كيف يحلم المرء منا بخلافة على منهاج النبوة و نحن بعيدين عن الله , هل مجرد الظلم يجعلنا نستحق مثل هذا العطاء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
)وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)
منقول
السلام عليكم ورحة الله وبركاته
الانتقال من الحكم الجبري إلى الخلافة الراشدة
إن مجرد التفكير بواقع المسلمين اليوم يبعث في النفس الخوف و الفزع
أمة منهكة نخرتها المفسدات و أفسدتها الشهوات و فوق هذا و ذاك فهي عالة على الأمم في علومها
ليس العيب في أن تجهل أمة ما علما من العلوم أو أن تعتمد في شيء من أمور حياتها على أمة من الأمم لكن المصيبة في أن يكون هذا القصور حاصل في أمر هو الفيصل في حسم أي معركة دنيوية يخوضها طرفي النزاع لأجل الدنيا
فلو تفكر أحدنا في أمر المسلمين لوجد أن هناك شيء ما قد أعده الله لهذه الأمة في هذا الآونة
فلا هي اتكلت على الله حق الاتكال و كفى به ناصرا و مؤيد و لا هي بزت أو حتى ضارعت بقية الأمم في علوم الدنيا التي تمكنها من العيش في منأى عن الظلم و الحيف
فالأمة اليوم مجردة من كل أسباب الدفاع عن النفس هي كما وصفها رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم كقصعة طعام لا ترد يد آكل
فماذا تنتظر هذه القصعة المليئة بأطايب الطعام إذا وضعت بين جياعا لئام
الوضع كما ترون من سيئ إلى أسوء و ليس هناك بوارق أمل لنجاة هذه الأمة من عذاب قد يطالها
البعض ينظر إلى ما ينجزه المجاهدين على أنه بشرى خير لهذه الأمة لكنه مع الأسف الشديد يقرأ الأحداث من زاوية ميتة
ماذا أقصد ؟؟؟؟
أيها الأخوة الأمة اليوم في وضع لا يحتمل القيل و القال
الوضع مسألة حياة أمة أطبقت عليها أنياب ذئب عالمي مخالبه من حديد
المجاهدون في العراق و في أفغانستان و غيرها يعتذرون لله عن أنفسهم فقط
فالجهاد فرض عين و ليس كفاية
فما هو مصير ملايين المسلمين الذي ينظرون إلى الواقع و كأن مسلسل تلفزيوني يبث بعض المشاهد المرعبة أو الخادشة للحياء
بل تجد الكثير منهم يحلمون بالديمقراطية الأمريكية حتى لو انتهكت الأعراض و مات الملايين فلا مشكلة المهم أن يسيروا في الأرض و حبلهم على الغارب
أيها الأخوة الأفاضل : كل الدلائل تشير على أن أيام مقبلة سوداء كالليل
لن تنتهي قبل أن تأتي على السواد الأعظم ممن يندرجوا تحت مسمى المسلمين
عدونا لئيم يتربص بنا منذ أربعة عشر قرن و ها هي الفرصة المناسبة ليدوسنا كما يدوس البقر البيدر
أيها الأفاضل
لن يهنأ عدونا قبل أن يلحق بقية الأقطار الإسلامية ما لحق العراق
قد يهز البعض رأسه مستنكرا هذا الأمر : فأقول له ألم تكن تستنكر أن تدخل أمريكا العراق
كل الأقطار الإسلامية معدة للسقوط بنفس الآلية التي سقط بها العراق فلا تستعجلوا الأمور و لا تمتعضوا فالمسألة مسألة وقت لا أكثر
إن أمة هجرت ربها و أسلمت أمرها للشيطان لا بد أن يصيبها ما أصاب الأمم التي سبقتها من نكبات و سخط
لكن لا يعني هذا بالطبع أن الفناء الذي سيصيب الأمة سببه اليهود و النصارى حتى و لو ملكوا الأرض فإن الله لم يجعل لهم سلطانا في فناء المسلمين و تعالوا معي نطوف في رحاب هذا النص النبوي الشريف و الذي سيكون هو لسان حال ما سيصيب الأمة قريبا و الله أعلم
سنن أبي داود أول كتاب الفتن والملاحم 4252 ( صحيح )
حدثنا سليمان بن حرب ومحمد بن عيسى قالا: ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إن الله تعالى زوى ، لي الأرض "" أو قال: "" إن ربي زوى لي الأرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال لي: يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، ولا أهلكهم بسنة بعامة ، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها ، أو قال بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، وحتى يكون بعضهم يسبي بعضا ، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق "" قال ابن عيسى: "" ظاهرين لايضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى
النص النبوي السابق يقرر مجموعة من الأحداث لا بد من وقوعها على الأمة
لقد بلغ ملك أمة محمد مشارق الأرض و مغاربها و ملكوا الكنزين الأحمر و الأبيض
و نأتي للمهم الآن و مسألة استباحة البيضة
لسان العرب ج: 7 ص: 127
و بَـيْضَة القوم: وسَطُهم. و بَـيْضَة القوم: ساحتهم؛ وقال لَقِـيطٌ الإِيادِي: يا قَوْمِ، بَـيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها، إِنِّـي أَخاف علـيها الأَزْلَـم الـجَذَعا يقول: احفظوا عُقْر داركم. والأَزْلَـم الـجَذَع: الدهر لأَنه لا يهرم أَبداً. ويقال منه: بِـيضَ الـحيُّ أُصِيبَتْ بَـيْضَتُهم وأُخِذ كلُّ شيءٍ لهم، و بِضْناهم و ابْتَضْناهم: فعلنا بهم ذلك. و بَـيْضَةُ الدار: وسطها ومعظمها. و بَـيْضَةُ الإِسلام: جماعتهم: و بَـيْضَةُ القوم: أَصلهم. و البَـيْضةُ: أَصل القوم ومُـجْمعُهم. يقال: أَتاهم العدو فـي بَـيْضَتِهمْ. وقوله فـي الـحديث: ولا تُسَلِّطْ علـيهم عَدُوّاً من غيرهم فـيستبـيح بَـيْضَتَهم؛ يريد جماعتهم وأَصلهم أَي مُـجْتمعهم وموضع سُلْطانهم ومُسْتَقَرَّ دعوتهم، أَراد عدوّاً يستأْصلهم ويُهْلِكهم جميعهم
***
البيضة معدن الإسلام و أصله و هي لن تستباح حتى لو اجتمعت كل أقطار الكفر و هذا الاجتماع واقع اليوم و يبقى التنفيذ
لكن النتائج التي سيعجز عن تنفيذها العدو الكافر سيفعلها الأخ المسلم
سيغزو المسلمين بعضهم بعض و سيسبي بعضهم البعض و سيهلك المسلمين بعضهم بعض حتى يصلوا إلى درجة استباحة البيضة و يا لها من كارثة
هذه معاجم اللغة بين أيديكم و هذا كلام المصطفى نقله عن ربه سبحانه
فكم سيبقى من أمة محمد صلى الله عليه و سلم بعد أن يستبيحوا هم أنفسهم بيضة بعض و ما الذي جعل الأمة تصل إلى هذا الحد من الانحطاط
أنها ثلاث عوامل
الأول : استحقاق المسلمين لما يحدث و قد تكلمت عن هذا
الثاني و الذي تحدثت عنه قبل قليل و هو عدوكم الذي يجمع لكم من بين أقطارها
و الثالث : هم دعاة و أئمة الضلالة
***
البند الأول : و الثالث :
مما لا شك فيه أن قادة الآمة اليوم قد وصل بهم العجز الروحي لدرجة لا يستطيعون معها أخذ زمام المبادرة للنهوض بأمة مهزومة و مكلومة
و إيصالها إلى الشرف الذي ارتضاه الله لها
بل هم الرعيل الأول من دعاة الضلالة الذي سيكون بأيديهم
هلاك هذه الأمة , إنهم يتاجرون بأرواح المسلمين لدرجة أنهم قد سلموا أقطارا إسلامية بأهلها لأعداء الله من اليهود و النصارى
فماذا يرتجى من هؤلاء بعد
هذا هو الرعيل الأول و هو إلى زوال لكن انتظروا الدعاة الجدد في ظروف من الفوضى التي لا ضابط لها
هؤلاء سيخرجون على الناس في سنوات خداعة
سنوات فوضى و فقر و جوع , سنوات فتن و هرج
اللهم أجرنا و أرحمنا
نعود الآن لواقع الأمة في هذه اللحظة لنتحدث عن بعض الموجبات التي قد تعجل في هلاكها
أيها الأخ الفاضل
إنك لتنظر من حولك فلا تجد بارقة أمل تبشر بتغيير قريب كل شيء يسير نحو الأسوأ
فالظلم يزداد يوما بعد يوم و المفاهيم الفاسدة تترسخ في وجدان الجيل الشاب المسلم كل شيء من حولك أصابه الفساد أو هو أداة لتحقيق الفساد حتى العاملين في القطاع الديني ممن أصبحوا ألعوبة بيد الطواغيت هم سبب من أسباب الفساد ,
فالتدليس و التحريف و التأويل و التحايل على كتاب الله و سنة رسوله كان سببا من أسباب استمرار الفساد و تجميله ,, إننا أمة أمرت بالصبر و عدم اليأس و القنوط و إذا كنا نستعرض واقعنا المؤلم فلا يعني هذا بحال من الأحوال أننا قد يأسنا من روح الله , حاشى و كلا بل التغيير قادم و لكنه مؤلم , فبقدر انتشار الفساد في جسد الأمة تكون الصعوبة بالقضاء عليه
أمة الإسلام اليوم كجسد أنهكه سرطان خبيث استشرى في أطرافها و كاد أن يصل إلى القلب في وقت لم يعد يجدي معها العلاج بالكلمة الطيبة , لأن القلوب قد صدئت و تلبسها الران و العياذ بالله ,
فما هو الحل البديل إذاً ؟؟
عندما يعجز الأطباء عن علاج داء كالسرطان أنتشر في أحد أطراف مريض ما , فهم يلجئون في النهاية إلى بتر هذا العضو الفاسد مخافة أن ينتقل المرض منه إلى باقي الأطراف السليمة ,,
إذاً أمتنا اليوم هي أحوج ما تكون لمثل هذا البتر , الذي يخلصها من كل ما هو فاسد فيها
المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 561
[ 8575 ] أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية بن الوليد عن يزيد بن عبد الله الجهمي عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال دخلت على عائشة رضى الله تعالى عنها ورجل معها فقال الرجل يا أم المؤمنين حدثينا حديثا عن الزلزلة فأعرضت عنه بوجهها قال أنس فقلت لها حدثينا يا أم المؤمنين عن الزلزلة فقالت يا أنس إن حدثتك عنها عشت حزينا وبعثت حين تبعث وذلك الحزن في قلبك فقلت يا أماه حدثينا فقالت إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت ما بينها وبين الله عز وجل من حجاب وإن تطيبت لغير زوجها كان عليها نارا وشنارا فإذا استحلوا الزنا وشربوا الخمور بعد هذا وضربوا المعازف غار الله في سمائه فقال للأرض تزلزلي بهم فإن تابوا ونزعوا وإلا هدمها عليهم فقال أنس عقوبة لهم قالت رحمة وبركة وموعظة للمؤمنين ونكالا وسخطة وعذابا للكافرين قال أنس فما سمعت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا أنا أشد به فرحا مني بهذا الحديث بل أعيش فرحا وأبعث حين أبعث وذلك الفرح في قلبي أو قال في نفسي هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
***
و هذا عذاب جديد يضاف إلى ما سبق ذكره زلازل و خسف و مسخ سنأتي على تفصيلها لاحقا إن شاء الله لكن هل حدث ما ذكرته السيدة أم المؤمنين في الحديث السابق
فهل تطيب المرأة اليوم لغير زوجها و هل خلعت ثوبها خارج بيتها
؟؟؟؟
الصحيح أن المرأة قد تطيبت لغير زوجها أما مسألة خلع اللباس فلا
لأنها قد خلعتها في بيت زوجها و خرجت من غيرها مائلة مميلة ملعونة
جالبة لسخط الله أمام أعين المسلمين الذين لم يعد هناك شيء يحرك غيرتهم بعد قضت أجهزة الأعلام الموجهة على الغيرة فيها أما الغياره منهم فلا سبيل لهم لإنكار المنكر فمنكر الباطل اليوم شاذ يستحق العزل عن المجتمع
جاء في كتاب الزهد لابن المبارك ج: 1 ص: 484
أخبرنا أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى المديني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساءكم قالوا يا رسول الله وان ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر قالوا يا رسول الله وان ذلك لكائن قال نعم وأشد منه كيف بكم إذ رأيتم المنكر معروفا والمعروف منكرا أخرجه أبو يعلى والطبري
***
و الآن لا بد أن يطرح السؤال التالي
ماذا بعد هذا الفناء الذي تنتظره الأمة
إن الحديث النبوي الذي يتحدث عن قيام خلافة على منهاج النبوة بعد فترة الحكم الجبري التي أعتقد أننا قد بدأنا نعيش اللحظات الأولى لسنواتها الأخيرة
يؤكد قيام الخلافة التي على منهاج النبوة مباشرتا بعد عصر الجور هذا
فيما يشبه التغيير الثوري ,,
أي أن العودة للخلافة التي هي على منهاج النبوة لن يتم عن طريق إصلاح تدريجي في الأمة تكون نتيجته صحوة إسلامية تخلق في النهاية مناخ إسلامي ملائم لقيام خلافة على منهاج النبوة
و السؤال المطروح ,
لماذا لا تكون عودة الخلافة ناتجة عن إصلاح تدريجي ؟؟
للإجابة عن هذا التساؤل دققوا معي في ثنايا النص النبوي التالي
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الرابع 1529 ( الصحيحة )
لتملأن الأرض جورا وظلما ، فإذا ملئت جورا وظلما ، بعث الله رجلا مني ، اسمه اسمي ، فيملؤها قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما .
إذن , النص النبوي يشير إلى أن الأرض ستملأ ظلما و جور و عندما يكون الظلم في أوجه يرسل الله رجلا يملؤها قسطا و عدلا
إذاً العدل و القسط يجريه الله و يحدثه على يد رجل من آل بيت محمد حالما تمتلئ الأرض بالجور و الظلم
فإذا علمنا أن هذا الرجل سيحكم في الأمة سبع سنوات فقط تزيد أو تنقص القليل و إذا علمنا أن مجيئه كما في النص السابق و غيره من النصوص سيكون في أوج الظلم و القهر
فكيف يستطيع هذا الرجل تجاوز كل حلقات الظلم و القهر المطبقة على المؤمنين
و من هم هؤلاء الذين سيُرفع عنهم الجور و الظلم ؟؟؟؟؟؟؟
أهم عامة المسلمين الذين نراهم اليوم يرتعون خلف الدنيا كالبهائم
أم أن هناك فئة ستنال وحدها النعمة التي سيجريها الله على يديه
***
لو حاولنا تعداد مظاهر الظلم التي يتعرض لها المسلمين اليوم تاركين وراءنا ما قد يستجد من عظائم الأمور و التي سيكون فيها الظلم أضعاف ما نعيشه اليوم لوجدنا أن رفع هذا الظلم يقتضي أصلاح أو تجاوز بضع أمور كما ذكرت سابقا
هذه الأمور و التي حصرناها في ثلاث شعب أو بنود و التي هي
ظلم المسلمين لأنفسهم بعبادتهم للدنيا و رضاهم بالنتائج المترتبة على ذلك مهما كانت النتيجة
ظلم المتسلطين دعاة الضلالة
ثم ظلم اليهود و النصارى ممن نهشوا الأرض و العرض و قد يكون هناك المزيد
فهل سيخرج المهدي فجأة لإصلاح كل هذا العيب و هل رفع الظلم عن الناس اليوم هو عين ما قصده النص النبوي ؟؟؟
بمعنى هل نحن من سُيرفع عنا الظلم ؟؟
إذا كان السواد الأعظم من المسلمين راضين بالواقع فرحين بالدنيا غير عابئين بالله فهل هؤلاء مظلومون أم ظالمون ؟؟
لو خرج رجل و ليكن المهدي و بالطبع لن يكون المهدي رجلا خارقا للعادة
أقول لو خرج هذا الرجل بين ظهراني الناس ينادي بالإصلاح فمن سيقتله برأيكم ؟؟؟؟؟؟؟
بالطبع هم ذات الفئة التي يعتقد الكثير أن المهدي سيخرج لرفع الظلم عنها
سأقرب لكم الأمر بمثال
الناس اليوم شرائح عدة و أقصد المسلمين طبعا
الفئة الساحقة لا تعبأ بخروج المهدي و لا تدري من هو و لو حدث و خرج هذا الرجل لرجموه بالحجارة
لماذا ؟؟؟ لأنه سيعكر عليهم دنياهم
الفئة الثانية و هي ليست بالقليلة هي فئة غير ناضجة تتأرجح من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال تنظر إلى الدنيا بعين و نصف و تنظر إلى خروج هذا الرجل بنصف عين هذه الفئة ليست فاعلة و غير متزنة يخشى أن يفعلوا مع المهدي كما فعل أهل العراق مع الحسين رضي الله عنه
الفئة الثالثة و هي أقل من القليل , نسبتا إلى تعداد المسلمين اليوم
و هي قسمان القسم الأول و هم الأقل و هم المجاهدين و أهل الثغور و
القسم الثاني و هم الأغلبية و هم سجناء الفئة الأولى و الثانية و هم الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه
وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92)
***
بفارق بسيط أن عذر هؤلاء هو السجن و الظلم و ليس بُعد الثغور و قلة الوسيلة
هذا الفئة هي التي ينطبق عليها النص النبوي الشريف و هي التي سيخرج أهل الثغور برفقة المهدي لرفع الظلم عنها
لكن متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليس اليوم و ليس غدا !!!!!!!!!!!!
بعد سنوات من التمحيص و الفتنة و الله أعلم
السنوات القادمة و الله أعلم ستكون الفتنة عالمية أي أن المحرك لها و اللاعب الأساس فيها هم اليهود و النصارى ثم تتحول الفتنة تدريجيا إلى دعاة الضلالة
حيث سيفر من يستطيع الفرار من اليهود و النصارى إن استطاعوا من أرض أصبحت بركانا من النار و لست الآن بصدد الحديث عن هذا الأمر لأن لها إن شاء الله فصلا خاصا نتحدث به عن الفتنة العالمية
لكن أردت أن أبين أنه و قبيل خروج المهدي و أنصاره لبناء دولة الخلافة
ستكون أرض العرب شبه خالية من أي قوى أجنبية فالعالم من الجهة الأخرى
أيضا سيكون قد تعرض لنكبات و محن ستجعله كالريشة في مهب الريح
المستدرك على الصحيحين 8438
أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي أنبأ أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة ثنا القاسم بن خليفة ثنا أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني ثنا عمر بن عبيد الله العدوي عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جورا وظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
***
كلمة أخيرة على هامش النص النبوي السابق و النص الذي سبقه
و هي موجهه لأصحاب العقول المخدرة ممن ينتظرون أن يؤسس لهم علماء الصحوة ذلك المجتمع النبوي بالدعوة من خلال أشرطة الكاسيت
لكل هؤلاء أقول استفيقوا فعند أول نكبة تغير المنهاج و أصبح الجهاد إرهابا و لا نعلم لو ساءت الأمور ما الذي سيصدر من فتاوى و أعلموا أنه و بكلا النصين السابقين دلالة قطعية على أن المهدي هو الذي يكسر حلقة الظلم و يقطع زمن الجبابرة
دون المرور بمرحلة أخرى ( تملأ الأرض جورا فيأتي المهدي ليملئها عدلا )
و لو أن الخلافة كانت نتيجة تدرج الأمة في الإصلاح لكانت أنظمة الحكم ستعاني ذات التدرج و الانتقال فكلما حسن المجتمع و أزداد قربا من الله , أبدله الله بحكام هم خيرا ممن سبقهم يسوسون الأمة كسياسة الأب لأسرته حتى يصل التغير قمته و يصبح المجتمع أهلا ليحكمه نظام خلافة ربانية
و هذا يحتاج لسنوات كثيرة , هذا لو سار التغير بسرعة و وتيرة منتظمة
جاء في مسند الشهابي ( فكما تكونوا يولى عليكم ) ( أعمالكم عمالكم )
و نحن رأينا كيف غير الله حال الحكم على المؤمنين في صدر الإسلام لما دخلت عليهم الفتن
و لكن هل من السهل وصول الأمة إلى الحال التي تستحق معها حكما على منهاج النبوة ؟؟
إن هذا الأمر هو المستحيل بعينه , لأن الأمة و منذ أربعة عشر قرنا منذ أن فقدت هذه النعمة لم تستطع استعادتها أي أنها لم تستطع الوصول إلى الحالة الإيمانية التي تستحق معها نظام حكم على منهاج النبوة ,,
لقد شذا عمر أبن عبد العزيز رحمه الله حين حاول تحويل الخلافة للشكل النبوي فقتل مسموما ,, نعم قتل مسموما و من آهل بيته , لأنه خليفة راشدي في زمن غير راشدي
أيها الأخوة , من السهل أن يحلم الإنسان منا بتغير الحال نحو الأفضل و لكن لو أمعن التفكير و نظر حوله لوجد أن التغيير مستحيل , كيف يحلم المرء منا بخلافة على منهاج النبوة و نحن بعيدين عن الله , هل مجرد الظلم يجعلنا نستحق مثل هذا العطاء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
)وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55)
منقول