مسافر أنت والآثار باقية

[راجية عفو ربها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع في كلمة واحدة فقال:

((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه))، فهذا يعم الترك لما لا يعنيه من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة،

فهذه الكلمة كافية شافية في الورع.

وقال إبراهيم: (( الورع ترك كل شبهة وترك ما لا يعنيك وترك الفضلات – الأشياء الزائدة- )).

وروى الترمذي مرفوعاً : (( يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس)).

ومانعيشه اليوم من هموم واحزان وضيق هو اهتمامنا وشغلنا بمعرفة أحوال الناس ، وتدخلنا في خصوصياتهم
يود كل منا أن يعرف كيف يعيش فلان؟ وماذا يكسب
وماذا يملك،؟

أن بنى بيتا" قالوا انى له هذا؟
وان استضاف وأكرم في الضيافة قالوا من أين له هذا؟
وإن سافر قالوا ماسبب سفره؟

وقس على ذلك
حتى أن كثيرا من الأمور في حياتنا نحمل فيها هم الناس
أكثر مما نحمل هم أنفسنا.

فهلا كنت ورعا " وتركت مالا يعنيك

 

[متابعه]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
بالفعل ، حتى وسائل التواصل أُستخدمت لمتابعة توافه الأمور ، ومراقبة الآخرين !
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ .

 

[أسد الله وأسد رسوله]

صحيح
!!!!؟؟؟؟؟

 

[راجية عفو ربها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين استيقظت صباح الخميس ورأيت ابنتي الصغرى وقد نسقت أكواب الحليب والإبريق الأبيض الذي لم ير النور منذ خمسة عشر عاما وألقت وردة في الصينية لم يسعدني المنظر بقدر مامنحني فرصة للتأمل
فتحت حسابي في الانستقرام لأتأكد من صدق حدسي فإذا صورة الإبريق الفارغ والأكواب والوردة تتصدر الصور
وقد كتب تعليق
صباح الحليب الدافئ والروقان
وحظيت خلال دقائق ب35 قلبا معجبا
لاأفشي سرا حين أقول إن الإبريق كان فارغا وأن تلك المشاعر المستنسخة لم تكن سوى عدوى الانستقرام
طفلتي تستعير مشاعر لاتعيشها وتكتب مالاتؤمن به.
غفرت لها مالا أستطيع أن أغفره لمجتمع متعلم يردد مايسمع ويأكل مالايشتهي ويقطع الفيافي والقفار ليلتقط صورة ملفقة وسعادة مصطنعة وأحاسيس لايحياها .
يشتري من غير قناعة ويرتدي مالايعجبه والكل يلهث ولم يعرف بعد
ذلك الجندي المجهول صاحب الذوق الأعظم الذي يسير الناس كالدمى صما وبكما وعميا .
قبل أن تسدد رمية هجوم على رأيي أو حتى دفاع اسأل نفسك بصوت خافت واكتم سرك المخجل وأجب .
كم مرة عدت من المطعم وقد كرهت ضيق المكان وشح الطعام وارتفاع الأسعار أو حتى صدمت بالنكهة ورغم ذلك تعيد الكرة مرغما .
كم مرة أدخلت يدك في جيبك لتدفع ثمنا باهظا لحذاء مشهور أو حقيبة يد لو رأيتها قبل أن تسمع بها لم تطاوعك نفسك أن تدفع عليها ربع عشر مادفعت
كم مرة سافرت لبلد لايختلف عن بلدك بل دونه وسلبت ابتسامتك حين صدمت أنه لايستحق أن تحمل نفسك تلك المصاريف .
كم مرة تغنيت بجمال مكان لم يعجبك
ودفعت ليلة في فندق ماتستكثر أن تدفعه على منزلك في عام ولو دفعته لتحسين منزلك لسعدت به شهورا
ولكنها التبعية الجارفة والخوف من السير عكس التيار الذي ربما جرف لهاوية الإفلاس والمتاعب والانفصام .
انفصام غربة عن أنفسنا وعن سعادتنا
الحقيقية غير المتكلفة
والنتيجة قلوب منهكة وأنفاس لاهثة
وخواء وحال جدير بإعادة النظر
الا من رحم

كلام جميل لابد من إعادة النظر في حياتنا قبل فوات الأوان

 

[راجية عفو ربها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيء الذي لن أستطيع أنا و لا أنت و لا جميع البشريّة أن تستوعبه هو “الخلود” ، سواء في جنّة أو نار؛ ذلك أننا اعتدنا في الدنيا أن لكل شيء نهاية!
الحزن له نهاية ، السعادة لها نهاية ، الطريق له نهاية ،
الحيــــاة نفسها لها نهاية .. لكن في الآخرة : إلى الأبد .. الأبد!

“يا أهل الجنّة: خلودٌ فلا موت! ويا أهل النّار: خلودٌ فلا موت!”

نؤمن بخلود الآخرة لكنّنا لن نستطيع أن نتخيّله، أن نفهمه ..
شُعور مُخيف عندما تتفكّر فيه ، لا خروج من الجنّة و لا خلاص من النار؛ للأبد!

لذلك كان من قمة الغباء و الغبن أن نخسر الجنّة لأجل حياة ليست بالحياة ! لأجل دنيا ستنقضي لا محالة ، و بعدها الحياة الحقيقية اللامنتهية ..
حتى النوم الذي هو نصف موت لا وجود له لن ينام أهل النار لأن عذابهم متواصل ، ولن ينام أهل الجنّة لأنهم في راحة لا يحتاجون معها للنوم!

كل شيء مستمر !
فكّر دائمًا بخُلود الآخرة ، ستجد نفسك رغمًا عنك تستحقر حياة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، حياة قال الله عنها:
{كأن لم يلبثوا إلا ساعة}.. فقط!

 

[راجية عفو ربها]

مرت بك أحداث مؤلمة ومحزنة في حياتك ؟؟

لكن .. هل سبق أن حصل لك مثل هذا ؟

“أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ”

ظاهر الأمر .. قذف ، يتلوه قذف ، يتلوه أخْذ عدوّ ..

لكن حقيقته .. محبة وصناعة ربانية :
“وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي”

ما يدريك ؟!
لعل ما يمر بك .. صناعة لها نهاية جميلة

(افتح قلبك للقرآن)

 

[راجية عفو ربها]

اشراقة:
تتزاحم الآلام في قلب العبد حتى ما يظن أنّ لها كاشفة..فإذا بالجبّار يجبر ذلك القلب.. وبعد مدة ينسى العبد كل آلامه وأوجاعه لأن الله لم يذهبها فحسب..بل جبر المكان الذي حطّمته.. فعاد كأن لم يتهشّم بالأمس..
تأكد بأن الله لا يضعك في مواقف لا تستطيع التغلب عليها الله يعلم أنك تملك القدرة على تجاوزها وتحملها فاطمئن..
الرحيم لا يُكلّف نفسًا إلا وسعها

 

[ذات الخمار]

وقفـة :
حين كنا أطفالاً وقرأنا سورة الكهف عصر قلوبنا قول الرجل الصالح لنبي الله موسى عليه السلام :
( قَالَهَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ) 78 الكهف
وقلنا لو أنه صبر ..؟

كنا نرغب بالمزيد .. لكن عندما كبرنا عرفنا أن هناك دائماً حداً تقف عنده الأشياء
وكان علينا أن نرضى بأن يكون الفراق أحد ركائز الحياة التي لا تستقيم الأمور
بدونها والتي – وللمفارقة – تنهار الأمور أيضاً بها .. !!

تعلمنا أن الفراق ضروري من أجل أن تكتمل دورة الحياة .. أناس تولد وأناس تموت ..
البعض يسافر والبعض يعود .. حب يولد وآخر يموت ..
تعلمنا أن نصبر على أن نفارق من نحب حين يغيبهم الثرى .. أو بعد المسافات ..
فمتى إذن نتعلم أن نصبر على ألم الفراق حين نختاره بإرادتنا وحين يكون حلاً قهرياً تفرضه الحياة ؟؟

في الحديث القدسي يقول الله عز وجل :
( يا ابن آدم عشْ ما شئت فإنك ميّت، وأحبب مَنْ شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به )

هناك مواقف أيقضتنا وصنعتنا من جديد وهناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل ..
وهناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتنا الإنتباه !!

النخلة يتأخر حصادها لفصل الصيف حتى يتكون الرطب .. ويتأخر أكثر ليتحول إلى تمر به حلاوة رائعة ..
يتأخر المنزل الجميل في بنيانه ثم يكتمل ليصبح بيتاً رائعاً بعد طول عناء ..
يطول الطريق ثم ما نلبث أن نصل للنهاية حتى ننسى ألم البداية ..

هكذا هي الأشياء الأكثر جمالاً لا تأتِ بطرقة باب واحدة وإنما بالصبر .!
وهكذا ربنا سبحانه وتعالى يمنع عنا ما نحسبه جميلاً ليمنحنا ويعطينا الأجمل !
عطاياه كثيرة سبحانه الكريم جل في علاه ، ولكنه يعجل لنا أمور ويؤجل أخرى ..
لحكمة لو عرفناها لبكينا ليلاً ونهاراً على تأجيلها ’’

 

[سماح الدين]

يحكى أن شيخاً عالماً كان يمشي مع أحد تلاميذه بين الحقول
وأثناء سيرهما شاهدا حذاء قديما اعتقدا أنه لرجل فقير يعمل في أحد الحقول القريبـة والذي سينهي عمله بعد قليل .
التفت الطالب إلى شيخه وقال :
هيا بنا نمازح هذا العامل بأن نقوم بتخبئـة حذاءه ونختبئ وراء الشجيرات
وعندما يأتي ليلبسه يجده مفقوداً
فنرى دهشته وحيرته !
فأجابه العالم الجليل :
"يابني يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقراء ولكن أنت غني ويمكن أن تجلب لنفسك مزيداً من السعادة والتي تعني شيئاً لذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذائه ونختبئ كي نشاهد مدى تأثير ذلك عليه" !!
أعجب الطالب بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو وشيخه خلف الشجيرات ؛ ليريا ردة فعل ذلك العامل الفقير ..
وبعد دقائق جاء عامل فقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة ليأخذ حذاءه ، وإذا به يتفاجأ عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا ما بداخله وعندما أخرج ذلك الشيء وجده (نقوداً) !!
وقام بفعل نفس الشيء في الحذاء الآخر ووجد نقوداً أيضاً !!
نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم ..
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحداً حوله !!
وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يخاطب ربـه :
"أشكرك يا رب يا من علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز ؛ فأنقذتني وأولادي من الهلاك"
واستمر يبكي طويلاً ناظرا إلى السماء شاكرا هذه المنحة الربانية الكريمة .
تأثر الطالب كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع ،،
عندها قال الشيخ الجليل :
"ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء ؟
أجاب التلميذ :
"لقد تعلمت درسا لن أنساه ما حييت ،،
الآن فهمت معنى كلمات لم أكن أفهمها في حياتي : "عندما تعطي ستكون أكثر سروراً من أن تأخذ" .
فقال له شيخه :
والآن لتعلم أن العطاء أنـواع :
- العفو عند المقـدرة عطـاء .
- الدعاء لأخيك بظهر الغيب عطـاء .
- التماس العذر له وصرف ظن السوء به عطـاء .
- الكف عن عرض أخيك في غيبته عطاءً ..
فهذه بعض العطاءات حتى لا يتفرد أهل الدثور ( الأموال ) بالعطاءات وحدهم !!

 

[واثقة بالله]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرفع للتذكير.
ولنذكر اختنا راجية وندعو لها.