كلمة ( عرب ) تدل على قيام الشيء وفق سننه
و الأصالة، والطهارة، والنقاء والصفاء، والفطرة
وبقاء الشيء على أصله دون تدخل الإنسان به صنعة
مثل السمن العربي ، والصمغ العربي ، والحصان العربي
والقعدة العربية ، والقهوة العربية، والإنسان العربي
والقرآن العربي، واللسان العربي... الخ،
ولا علاقة لذلك بالمكان أو القوم أبداً.
والقرآن نزل بلسان عربي، واحتوى حكماً عربياً،
ويتحرك في الواقع بصورة عربية
فالعربية مدح ، والأعراب ذم . فماذا تعني كلمة ( أعراب) ؟
كلمة (عَرَبَ) مضارعها ( يَعربُ ) والمصدر
عرب أو عروبة أو عروب .
أما كلمة ( أعراب) فهي من الماضي الرباعي
المزيد ( أعرب) ومضارعها( يُعربُ) مضموم الياء
والمصدر إعراب . عَرَبَ – يَعربُ – عَرباً أو عروبة .
أَعرَبَ – يُعرِبُ – إعراباً
وكلمة ( أَعْرَبَ) مثل كلمة ( أضرب)
وما نفهمه من تحليل دلالة كلمة ( أضرب)
ينطبق على كلمة (أعرب) تماماً ..!!
ضرب – يَضرب – ضرباً
عَرَبَ – يَعربُ – عرباً أو عروبة
والنسبة عربي، وجمعه عرب.
أضرَبَ – يُضرب – إضراباً
أَعربَ – يُعربُ – إعراباً
والنسبة أعرابي، وجمعها أعراب .
والإضراب معروف في الحياة الاجتماعية
وهو الامتناع عن فعل شيء للتأثير على الآخر
فنلاحظ أن فعل ضرب يدل على صدور فعل
من الفاعل نحو شيء معين ليؤثر به
أما فعل أضرب فيدل على امتناع الإنسان عن الفعل
وتحويل فعل ضرب إلى مفهوم سلبي
انظر إلى فعل سجد، يسجد، سجوداً
ولاحظ الهمزة إذا دخلت عليه كيف تُحَوّله
إلى مفهوم آخر: أَسَجدَ، يُسجد، إسجاداً
نفت حدوث فعل السجود عن الإنسان نفسه
ونقلته إلى الآخر بالإكراه ( إسجاد ، إضراب ) .
ونرجع إلى كلمة ( أعراب ) التي هي جمع كلمة
( أعرابي ) وأصلها الماضي الرباعي المزيد (أعرب)
وليس ( عرب ) .
فماذا تعني كلمة ( أعرب ) ؟!
نقول : أضرب الرجل عن العمل
بمعنى امتنع عن ممارسة العمل
بقصد التأثير على آخر ليغير موقفه أو رأيه.
ونقول : أعرب الرجل في حياته
بمعنى امتنع عن صفة العروبة في حياته
أي اتخذ الموقف المضاد للعروبة
الذي هو الكفر والنفاق والإفساد في البيئة
والمجتمع، ومن هذا الوجه قال تعالى :
( الأعراب أشَدُّ كُفراً ونفاقاً وأجدر ألاّ يعلموا حدود
ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم)
وذلك لوجود قابلية عند الأعراب للكفر
والنفاق والإفساد ،ويمكن أن يدخلوا في الإسلام
ولكن بحده الأدنى ولا يرتقوا للإيمان
( الإنسان الفاعل الايجابي في حياته)
بسبب الغلظة في تفكيرهم ونفي العلم عنهم
وهؤلاء يشكلون خطراً في وجودهم بالمجتمع الإسلامي
لإمكانية استغلالهم في ضرب المجتمع من داخله
وما أكثر الأعراب بيننا!.
فكلمة ( أعراب) هي صفة لطريقة منهج سلبي
في الحياة يسلكه الناس، سواء أكانوا من البدو أم الحضر
وكون النص القرآني نصاً إنسانياً كونياً عالمياً
يؤكد على أن كلمة (أعراب) مستمرة في دلالتها
لكل زمان ومكان ، وبالتالي يمكن أن يصير الإنسان
أعرابياً في حياته ولو وصل إلى المريخ!
من ينتهج الكفر والنفاق والإفساد في البيئة
والمجتمع في حياته الاجتماعية هو " الأعرابي "
لا حول ولا قوة إلا بالله!
من أين لك بهذا يا أخي؟
كلنا نعرف من هم الأعراب وأين يسكنون فلا داعي لمثل هذا الجدال العقيم.
قال النووي رحمه الله :
"أهل البادية هم الأعراب ، ويغلب فيهم الجهل والجفاء ، ولهذا جاء في الحديث : (من بدا جفا) ، والبادية والبدو بمعنًى [واحد] : وهو ما عدا الحاضرة والعمران . والنسبة إليها بدوي " انتهى .
في الأعراب كفار ومنافقين ومنهم مؤمنون لذلك أتمنى أن تتوقف عن تحريف آيات الله ولا ينزغنك الشيطان لتلحد في آيات الله.
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت : 40]
يقول ابن كثير:
قوله : ( إن الذين يلحدون في آياتنا ) ، قال ابن عباس : الإلحاد : وضع الكلام على غير مواضعه .
وقال قتادة وغيره : هو الكفر والعناد .
وقوله : ( لا يخفون علينا ) أي : فيه تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، أي : إنه تعالى عالم بمن يلحد في آياته وأسمائه وصفاته ، وسيجزيه على ذلك بالعقوبة والنكال ; ولهذا قال : ( أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة ) ؟ أي : أيستوي هذا وهذا ؟ لا يستويان .