شكر الله لك أخي العزيز عبدالله للأبد على هذ الموضوع الطيب المبارك الذي هو بجد متنفس لكل مهموم ومكروب ومحطم بارك الله عليك وجزاك الله عنا خير الجزاء
وهذه قصص جمعتها من هنا وهناك أشارك بها في موضوعك هذا الرائع سائلا الله أن تجدوا فيها النفع والفائدة
1- من كتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا[حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ الصَّفَّارُ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا : ثنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي , قَالَ : " حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ : ابْعَثْ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنْ يَأْتِينِي بِهِ تَعِبًا ، قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْهُ ، فَأَمْسَكْتُ عَنْهُ رَجَاءَ أَنْ يَنْسَاهُ ، فَأَغْلَظَ لِي فِي الثَّانِيَةِ ، فَقُلْتُ : جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالْبَابِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : ائْذَنْ لَهُ ، فَأَذِنْتُ لَهُ ، فَدَخَلَ فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ : لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ ، تُلْحِدُ فِي سُلْطَانِي ، وَتَبْغِينِي الْغَوَائِلَ فِي مُلْكِي ، قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ ، قَالَ جَعْفَرٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ سُلَيْمَانَ أُعْطِي فَشَكَرَ ، وَإِنَّ أَيُّوبَ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ ، وَإِنَّ يُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ ، وَأَنْتَ أَسْمَحُ مِنْ ذَلِكَ . فَنَكَّسَ طَوِيلا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : إِلَيَّ وَعِنْدِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، الْبَرِيءَ السَّاحَةِ ، وَالسَّلِيمَ النَّاحِيَةِ ، الْقَلِيلَ الْغَائِلَةِ ، جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ ذِي رَحِمٍ أَفْضَلَ مَا يَجْزِي ذَوِي الأَرْحَامِ عَنْ أَرْحَامِهِمْ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ بِيَدِهِ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى مَفْرَشِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا غُلامُ ، عَلَيَّ بِالْمَنْفَحَةِ ، وَالْمَنْفَحَةُ : مُدْهُنٌ كَبِيرٌ فِيهِ غَالِيَةٌ ، فَأُتِيَ بِهِ ، فَغَلَّفَهُ بِيَدِهِ حَتَّى خِلْتُ لِحْيَتَهُ قَاطِرَةً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : فِي حِفْظِ اللَّهِ وَكَلاءَتِهِ يَا رَبِيعُ ، أَلْحِقْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَائِزَتَهُ وَكِسْوَتَهُ ، فَانْصَرَفَ ، فَلَحِقْتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا لَمْ تَرَ ، وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا قَدْ رَأَيْتُ ، رَأَيْتُكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ ، فَمَا الَّذِي قُلْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّكَ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَكَ مَحَبَّةٌ وَوُدٌّ ، قُلْتُ : اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ ، وَاكْنُفْنِي بِرُكْنِكَ الَّذِي لا يُرَامُ ، وَاغْفِرْ لِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ، وَلا أَهْلِكُ وَأَنْتَ رَجَائِي ، رَبِّ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرِي ، وَكَمْ مِنْ بَلِيَّةٍ ابْتَلَيْتَنِي بِهَا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا صَبْرَى ، فَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ نِعَمِهِ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي ، وَيَا مَنْ قَلَّ عِنْدَ بَلِيَّتِهِ صَبْرَى فَلَمْ يَخْذُلْنِي ، وَيَا مَنْ رَآنِي عَلَى الْخَطَايَا فَلَمْ يَفْضَحْنِي ، يَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَضِي أَبَدًا ، وَيَا ذَا النِّعَمِ الَّتِي لا تُحْصَى أَبَدًا ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَبِكَ أَدْرَأُ فِي نَحْرِهِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِدُنْيَايَ ، وَعَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَايَ ، وَاحْفَظْنِي فِيمَا غِبْتُ عَنْهُ ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِيمَا حَضَرَتْهُ ، يَا مَنْ لا تَضُرُّهُ الذُّنُوبُ ، وَلا تَنْقُصُهُ الْمَغْفِرَةُ ، اغْفِرْ لِي مَالا يَضُرُّكَ ، وَأَعْطِنِي مَالا يَنْقُصُكَ ، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، أَسْأَلُكَ فَرَجًا قَرِيبًا ، وَصَبْرًا جَمِيلا ، وَرِزْقًا وَاسِعًا ، وَالْعَافِيَةَ مِنْ جَمِيعِ الْبَلاءِ ، وَشُكْرَ الْعَافِيَةِ " .
2-ومن ذلك أن الحجاج بنى لنفسه بناء جديدا ..
فلما فرغ منه ، نادى الناس للفرجة عليه و الدعاء له بالبركة ، فخرج الحسن البصري و نظر
إلى جموع الناس و هي تطوف بالقصر المنيف مأخوذة بروعة بنائه ..
فقال لهم : لقد نظرنا فيما ابتنى أخبث الأخبثين ، فوجدنا أن فرعون شيّد أعظم مما شيّد ،
و بنى أعلى مما بنى ، ثم أهلك الله فرعون و أتى على ما بنى و شيّد .
ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه ، و أن أهل الأرض قد غرُّوه .
و في اليوم التالي دخل الحجاج إلى مجلسه و هو يتميّز من الغيظ و قال لجلاسه :
تبا لكم و سحقا ، يقوم عبدا من عبيد أهل البصرة و يقول فينا ما شاء أن يقول ، ثم لا يجد
فيكم من يرده ، و الله لأسقينكم من دمه يا معشر الجبناء ، ثم أمر بالسيف و النطع فأُحضرا ,
و دعا بالجلاد ، ووجه إلى الحسن بعض شُرطه ليأتوه به .
فلما أقبل الحسن و رأى النطع و الجلاد و السيف ، حرّك شفتيه ..و على وجهه جلال المؤمن و عزة المسلم ووقا ر الداعية
إلى الله .. فلما رآه الحجاج على حاله هذه ، هابه أشد الهيبة و قال له : ها هنا يا أبا سعيد
.. ها هنا يا أبا سعيد .. حتى أجلسه على فراشه .. و الناس في دهشة ..
و جعل يسأله عن بعض أمور الدين ، و الحسن يجيبه بجنان ثابت ، و بيان ساحر ، و علم واسع .
فقال له الحجاج : أنت سيد العلماء يا أبا سعيد .
و لما خرج الحسن من عنده ، تبعه حاجب الججاج قائلا : يا أباسعيد لقد دعاك الحجاج لغير ما فعل بك ،
و إني رأيتك لما أقبلت حركت شفتيك ، فماذا قلت ؟
فقال الحسن : لقد قلت :
يا وليَّ نعمتي و ملاذي عند كربتي ، اجعل نقمته عليَّ بردا و سلاما عليَّ كما جعلت النار برداً
و سلاماً على إبراهيم .
3-من كتاب سير أعلام النبلاء لذهبي[وبالإسناد عن بقية قال كنا مع إبراهيم[ابن ادهم] في البحر فهاجت ريح واضطربت السفينة وبكوا فقلنا يا أبا إسحاق ما ترى فقال: يا حي حين لا حي ويا حي قبل كل حي ويا حي بعد كل حي يا حي يا قيوم يا محسن يا مجمل قد أريتنا قدرتك فأرنا عفوك فهدأت السفينة من ساعته]
4-جاء في كرامات أبي معلق – رضي الله عنه – أنه عرض له لص فقال : ذرني أصلي أربع ركعات !
قال اللص : صـلّ ما بدا لك .
فتوضأ ثم صلى أربع ركعات وكان من دعائه في آخر سجدة أنه قال :
يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام ، والملك الذي لا يضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص . يا مغيث أغثني - ثلاث مرات - دعا بها ثلاث مرات فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربة واضعها بين أذني فرسه ، فلما أبصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ، ثم أقبل إليه فقال : قُـم . قال : من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله تعالى بك اليوم ؟ قال : أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت الله بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجيجا ، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل : دعاء مكروب ، فسألت الله عز وجل أن يوليني قتله . قال أنس : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب . رواها الإمام الالكائي في كرامات الأولياء وأوردها ابن حجر في الإصابة .
5-نقل الدميري الشافعي في كتابه "حياة الحيوان الكبرى" دعاء الصحابي الجليل علاء بن الحضرمي فقال:
فائدة: رأيت في كتاب الدعاء للشيخ الإمام العلامة أبي بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي، ويعرف بابن أبي رنده بالراء المهملة المفتوحة وتسكين النون، وهو إمام ورع أديب متقلل، وفاته بالأسكندرية سنة اثنتين وخمسمائة، عن مطرف بن عبد الله بن أبي مصعب المدني أنه قال: دخلت على المنصور فوجدته مغموماً حزيناً قد امتنع من الكلام، لفقد بعض أحبته فقال لي: يا مطرف طرقني من الهم ما لا يكشفه إلا الله الذي بلا به، فهل من دعاء أدعو به عسى يكشفه الله عني؟ فقلت: يا أمير المؤمنين حدثني محمد بن ثابت عن عمر بن ثابت البصري قال: دخلت في أذن رجل من أهل البصرة بعوضة حتى وصلت إلى صماخه فأنصبته وأسهرته ليله ونهاره، فقال له رجل من أصحاب الحسن البصري: يا هذا ادع بدعاء العلاء بن الحضرمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا به في المفازة وفي البحر فخلصه الله تعالى. فقال له الرجل: وما هو رحمك الله؟ فقال قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: بعث العلاء بن الحضرمي في جيش، كنت فيهم، إلى البحرين فسلكنا مفازة فعطشنا عطشاً شديداً حتى خفنا الهلاك، فنزل العلاء وصلى ركعتين ثم قال: يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم اسقنا، فجاءت سحابة كأنها جناح طائر، فقعقعت علينا وأمطرتنا حتى ملأنا الانية، وسقينا الركاب ثم انطلقنا حتى أتينا على خليج من البحر، ما خيض قبل ذلك اليوم، ولا خيض بعده، فلم نجد سفناً فصلى العلاء ركعتين، ثم قال: يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم أجزنا، ثم أخذ بعنان فرسه ثم قال بسم الله جوزوا. قال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: فمشينا على الماء فوالله ما ابتل لنا قدم ولا خف ولا حافر. وكان الجيش أربعة آلاف. قال فدعا الرجل بها فوالله ما برحنا حتى خرجت من أذنه لها طنين، حتى صكت الحائط وبرأ الرجل. قال: فاستقبل المنصور القبلة ودعا بهذا الدعاء ساعة ثم أقبل بوجهه إلي وقال: يا مطرف قد كشف الله عني ما كنت أجده من الهم، ودعا بالطعام فأجلسني فأكلت معه.