الفصل الثاني من كتاب التربية الايجابية

[طبيبة اطفال]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين..

العقاب
العقاب يوقف سوء التصرف من الآطفال لكن يوقفه لحظياً الآن و فقط ...
نتائج العقاب و اثاره علي نفسية الطفل نقطة من أربعة و ربما أكثر من واحدة منها :
1- الاحساس بالظلم : يشعر الطفل بأنه مظلوم و أن ما يتعرض له ليس عدلًا و يشعر بفقدان الثقة و الامان تجاه من يفرض عليه العقوبة.
2- الرغبة في الانتقام : الطفل يحدث نفسه و يقول انتم كسبتم هذه الجولة و لكن لي جولات اخرى.
3- العند ( و هو الشكوى المتكررة دائما من الامهات تجاه اطفالهم ) : "الطفل بيقول جواه انتوا عاوزيني اعمل كده طيب انا هعمل العكس عشان اثبتلكم و اثبت لنفسي اني اقدر اعمل اللي انا عاوزه مش اللي انتم عاوزينه حتي لو هتعرض للعقاب "
4- فقدان الثقة بالنفس : يشعر الطفل انه سيئ و غير كفؤ و انه مهما فعل لن يرضي عنه الكبار و يرى ان الاسهل له ان يستمر في سوء التصرف و يستسلم للعقاب كأمر واقع
و سنتحدث باذن الله في جزء قادم عن خريطة الافكار اللي بتدور فى عقل الطفل عندما يسيئ التصرف و ترجمة هذه الافكار،، بصراحة عالم آخر و وشيء مدهش ( الطفل بيبقي قصده حاجات غير الرسايل الي بتوصلنا من تصرفاته تماما و بيترجم تصرفاتنا احنا بشكل تاني خالص غير اللي احنا نقصده)
و هكذا فهناك طريقين :
طريق سهل و يحل المشكلة آنيًا ، لأن الطفل سيخاف من العقاب فيلتزم لحظيا أمامك كمربي ، لكن علي المدي البعيد لن يلتزم و سيفقد ثقته بك و ربما علاقته بك نهائيًا و سبب توقفه عن السلوك يكون الخوف من العقاب و فقط و سيعاني من الاثار المذكورة و تصبح معاناه للطفل و المربي معًا.

و السكه الاصعب التي تحتاج طول نفس و طول بال و هي سكة الاقناع و المشاركة في وضع القواعد و الالتزام بيها و ادوات أخرى كثيرة سنتكلم عنها لاحقا باذن الله وو الذي سيختار هذا الطريق سيختار صفتين ملازمتين له ، و هما الطيبة مع الحزم و سنتحدث في الحلقة القادمة كيف نستطيع تحقيق معادلة الطيبة مع الحزم و معناهم.

مبدأ مهم من مبادئ ال positive discipline يقول :
" مش شرط تخلي الطفل يعاني عشان يتعلم من اخطائه ، بالعكس احنا هدفنا ان الطفل يعمل الحاجه الكويسه عشان يشعربالسعادة فليه عشان يشعرالسعادة لازم نعديه علي شعور سيئ ؟؟ "
- سنفصل لاحقًا في هذا الجزء -
عرفنا ان الصرامة و التساهل الاثنين نتائجهم سلبية علي المدي البعيد و اننا محتاجين صفتين يلازمونا عشان نقدر نمشي في طريق ال positive discipline و هما الطيبة و الحزم ...
الطيبة = احترام المربي للطفل
و الحزم =احترام المربي لنفسه
هتكلم في البوست ده عن الطيبة و البوست الجاي باذن الله هتكلم عن الحزم
الطيبة لا تساوي الدلع الزائد
الطيبة لا تساوى ترك الطفل يتعامل معك بعدم احترام
الطيبة لا تساوى إنقاذ الطفل من كل موقف صعب
لكن الطيبة هي احترام الطفل و مشاعره و اجازة هذه المشاعر ( غضب ، حزن ، فرح ، خوف ) و مساعدتهم في التعبير عنها بشكل مقبول ،، و دعم الطفل في المواقف الصعبة و ليس انقاذه منها لكي يربي عضلات يستطيع التعامل بها مع الصعوبات في المستقبل
( فكرة احترام مشاعر الطفل و اجازتها دي فكرة مهمة جدا ،، في اهالي بتتعامل مع اولادها انهم مش من حقهم يغضبوا او يحزنوا او يخافوا مع ان دي مشاعر انسانية طبيعية جدا من حقهم يعيشوها و يتعاملوا معاها )
ده مثال ازاى الواحد يتعامل بطيبة ( احترام الطفل و مشاعره ) و في نفس الوقت حزم ( احترام للنفس) :
لو بدأت الأمور تحتد بينك و بين اينك و بدأ هو يزعق و يتكلم بأسلوب غير مقبول ؟؟
احدي الطرق اللي فيها ( حزم و طيبة ) انكوا تنسحبوا من النزاع و تبعدوا عن المكان حتى يهدأ الطرفان ، لماذا ؟
الأول : احترام لنفسك لانك لن تسمح للطفل ان يتكلم معك بشكل غير لائق
و احترام للطفل انه غاضب فتترك الموضوع لوقت هدؤه ..
و بعد الهدوء في وقت لاحق نتكلم و نقول للطفل الاتي :
" انا عارف انك كنت غضبان جدا وقتها و انا محترم مشاعر غضبك دي لكن مش موافق علي الطريقة اللي انت عبرت بيها عن غضبك ، اي وقت هتتعامل فيه معايا بالشكل ده انا هنسحب و مش هكمل كلام معاك ،، انا بحبك و بحب اكون موجود معاك وقت ما تكون مستعد نتكلم باحترام و لو تحب نتكلم و نشوف ايه احسن طريقة نعبر بيها عن غضبنا بطريقة فيها احترام لنا احنا الاثنين ،، و يحصل نقاش يكون الطفل طرف ايجابي فيه يعني يقول رأيه و هو شايف ايه اللي يخليكوا انتوا الاثنين راضيين
و طبعا نبسط الكلام بشكل مناسب لسن كل طفل
و دائمًا نتذكر أن أسوأ وقت للنقاش هو وقت النزاع لان في هذا الوقت يكون الحل الوحيد أمام الذهن ساعتها هو الانتصار علي الطرف الاخر و هزيمته و الطرف الثاني يعند و تشكل دائرة مغلقة وأيضًا في أوقات النزاع تصدر عنا تصرفات و كلام نندم عليه لاحِقِاً ..

منقول للفائدة