• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دروس مستفادة من الهجرة


الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه من خلقه وخليله، بلَّغ الرسالة ، وأدى الأمانة أما بعد:

" لقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" سورة الأحزاب (21)

فإن المستنبط للدروس المستفادة من الهجرة الشريفة سيستنبط منها دروساً عظيمة ، ويستخلص منها فوائد جمة ، ويلحظ فيها حكماً باهرة يستفيد منها الأفراد والأمة بعامة في شتى مجالات الحياة، ومن تلك الدروس والفوائد والحكم ما يلي:

أولاً: ضرورة الجمع بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب:

فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحكم خطة هجرته، وأعد لكل فرض عُدَّتَه، ولم يدع في حسبانه مكاناً للحظوظ العمياء، ثم توكل بعد ذلك على من بيده ملكوت كل شيء.

فالتوكل في لسان الشرع يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده؛ فذلك سر التوكل وحقيقته، والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها؛ فمن عطلها لم يصحَّ توكله؛ فلم يكن التوكل داعية إلى البطالة، أو الإقلال من العمل، بل لقد كان له الأثر العظيم في إقدام عظماء الرجال على جلائل الأعمال التي يسبق إلى ظنونهم أن استطاعتهم وما لديهم من الأعمال الحاضرة يَقْصُران عن إدراكها.

ومن هذه الناحية فإن الدرس المستفاد هو أن الأمة التي تريد أن تخرج من تيهها، وتنهض من كبوتها؛ لا بُدّ أن تأخذ بأسباب النجاة، وعُدَد النهوض، ثم تنطوي قلوبها على سراج من التوكل على الله، وأعظم التوكل على الله التوكل عليه - عز وجل - في طلب الهداية، وتجريد التوحيد، ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وجهاد أهل الباطل، وحصول ما يحبه الله ويرضاه من الإيمان واليقين، والعلم، والدعوة؛ فهذا { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}، وما جمع قوم بين الأخذ بالأسباب وقوة التوكل على الله؛ إلا أحرزوا الكفاية لأن يعيشوا أعزة سعداء.

ثانياً: ضرورة الإخلاص، والسلامة من الأغراض الشخصية: فالإخلاص روح العظمة، وقطب مدارها، والإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقي للفلاح، وهو يجعل في عزم الرجل متانة فيسير حتى يبلغ الغاية

وهذا درس عظيم يستفيد منه المسلمون فائدة عظمى أن الإخلاص هو السبب الأعظم لنيل المآرب التي تعود على الأفراد والأمة بالخير.

ولولا الإخلاص يضعه الله في قلوب زاكيات لحُرم الناس من مشروعات عظيمة تقف دونها عقبات كبرى.


ثالثاً: الاعتدال حال السراء والضراء:

والدرس المستفاد من هذا المعنى واضح جلي؛ إذ الأمة تمرُّ بأحوال ضعف، وأحوال قوة، وأحوال فقر، وأحوال غنى؛ فعليها لزوم الاعتدال في شتى الأحوال؛ فلا تبطرها النعماء، ولا تُقَنِّطها البأساء، وكذلك الحال بالنسبة للأفراد.

فيوم خرج - عليه الصلاة والسلام - من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربِّه، ولما فتح الله عليه ما فتح، وأقرَّ عينه بعزِّ الإسلام وظهور المسلمين؛ لم يَطِشْ زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى، ويوم أخرج منها كارهاً؛ كعيشته يوم دخل مكة ظافراً، وكعيشته يوم أظلت رايته البلاد العربية، وأطلَّت على ممالك قيصر ناحية تبوك، وتواضعه وزهده بعد فتح مكة وغيرها كحاله يوم كان يدعو وحيداً، وسفهاء الأحلام في مكة يضحكون منه ويسخرون


رابعاً: اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين:

فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً أن العاقبة للتقوى وللمتقين والنبي - صلى الله عليه وسلم - يعلِّم بسيرته المجاهدَ في سبيل الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل ولا يَهَنَ في دفاعهم، وتقويم عِوَجِهم، ولا يَهُولُه أن تُقبِلَ الأيام عليهم، فيشتدَّ بأسهم، ويُجْلِبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أما العاقبة فإنما هي للذين صبروا، والذين هم مصلحون.


خامساً: ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة:
ويبدو ذلك في جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه - تطميناً له على قلقه: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) وهذا مثال من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والاتكال عليه عند الشدائد، وهو دليل واضح على صدق الرسول، ودعوى النبوة؛ فهو في أشد المآزق حرجاً، ومع ذلك تبدو عليه أمارات الاطمئنان وأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة، فيا ترى هل يصدر مثل هذا الاطمئنان عن مُدَّعٍ للنبوة؟


سادساً: أن من حفظ الله في سره وعلانيته حفظه الله:
ويؤخذ هذا المعنى من حال زعماء قريش عندما ائتمروا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليعتقلوه، أو يقتلوه، أو يخرجوه قال - تعالى -: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}3، فأجمعوا بعد تداول الرأي على أن يطلقوا سيوفهم تخوض في دمه الطاهر، فأوحى الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما أوحى، فحثا في وجوههم التراب، وبارح مكة من حيث لا تراه أعينهم، وهذا درس عظيم، وسُنَّةٌ ماضية؛ في أنَّ مَنْ حفظ الله حفظه الله .


سابعاً : أن النصر مع الصبر :
فقد قضى - عليه الصلاة والسلام - في سبيل دعوته في مكة ثلاثة عشر حولاً وهو يلاقي نفوساً طاغيةً، وألسنة ساخرة، وربما لقي أيادي باطشة؛ وكان هَيِّناً على الله أن يصرف عنه الأذى جملة، ولكنها سنة الابتلاء يؤخذ بها الرسول الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجرُه، وليتعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً.


ثامناً: ظهور المواقف البطولية:
فالنبي - صلى الله عليه وسلم - تنتهي إليه الشجاعة بأسرها، ومن مواقفه البطولية ما كان من أمر الهجرة وذلك لما اجتمعت عليه قريش ورمته عن قوس واحدة، وأجمعت على قتله، والقضاء على دعوته، فما كان منه إلا أن قابل تلك الخطوب بجأشٍ رابط، وجبين طَلْقٍ، وعزم لا يلتوي.

ولاحت نجومٌ للثريا كأنها جبين رسول الله إذ شاهد الزحفا

ولقد كان ذلك دَأْبَهُ - عليه الصلاة والسلام -، فلم تكن تأخذه رهبة من أشياع الباطل وإن كَثُرَ عددهم، بل كان يلاقيهم بالفئات القليلة، ويفوز عليهم فوزاً عظيماً، ويقابل الأعداء بوجهه لا يوليهم ظهره وإن تزلزل جنده ، وانصرفوا جميعاً من حوله، وكان يتقدم في الحرب حتى يكون موقفه أقرب موقف من العدو .

وحقيق على علماء الإسلام وزعمائه أن يقتدوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أدب الشجاعة التي هي الإقدام في حكمة ؛ فقد جرت سنَّة الله على أن الحق لا يمحق الباطل، والإصلاح لا يدرأ الفساد؛ إلا أن يقيض الله لهما رجالاً يؤثرون الموت في جهاد؛ على الحياة في غير جهاد.


تاسعاً: الحاجة إلى الحلم، ومقابلة الإساءة بالإحسان:
فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة قبل الهجرة كان يلقى من الطُّغاة والطَّغام أذىً كثيراً، فيضرب عنه صفحاً أو عفواً؛ فما عاقب أحداً مسَّه بأذى، ولا أغلظ له في القول، بل كان يقابل الإساءة بالإحسان، والغلظة بالرفق، هذا دأبه وديدنه، يعفو ويصفح، ويدفع السيئة بالحسنة إلا أن يتعدى الشر فيلقي في وجه الدعوة حجراً .


عاشراً: استبانة أثر الإيمان:
فلما تنفس الإسلام في بطاح مكة اعتنقه فريق من ذوي العقول السليمة، وما لبث عُبَّاد الأوثان يؤذونهم في أنفسهم، ويأبون أن يقيموا شعائر دينهم، ولما كان أولئك المسلمون على إيمان أجلى من القمر يتلألأ في سماء صاحية تَحَمَّلُوا الأذى في صبر وأناة، وكانت مظاهر أولئك الطغاة حقيرة في أعينهم؛ منبوذة وراء ظهورهم؛ حتى أذن الله لهم بالهجرة.

وكذلك الإيمان تخالط بشاشتهُ القلوبَ؛ فيخلق من الضعف عزماً، ومن الخمول نهوضاً، ومن الذلة عِزّّاً، ومن البَطالة نشاطاً، ومن الشحِّ كرماً وبذلاً، وهذا الأثر يعطي درساً عظيماً وهو أن الإيمان يصنع المعجزات، ويأتي بأطيب الثمرات، وهذا بدوره يدفع أولي الأمر وأهل العلم أن يبذلوا قصارى جُهْدِهم في سبيل تعليمِ الأمةِ أمرَ دينها وقيادتها - ولو بالسلاسل - إلى دعوة الإيمان والهدى؛ كي تعود لها عزتها السالفة، وأمجادها الغابرة.


الحادي عشر: انتشار الإسلام وقوته:
وهذا من فوائد الهجرة؛ فلقد كان الحق بمكة مغموراً بشغب الباطل، وكان أهل الحق في بلاء من أهل الباطل شديد، والهجرة كانت من أعظم الأسباب التي رفعت صوت الحق على صخب الباطل، وخلَّصت أهل الحق من ذلك البلاء الجائر، وأورثتهم حياة عزيزة، ومُقاماً كريماً.


الثاني عشر: أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه:
فإن المهاجرين لما تركوا ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم؛ أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملَّكهم مشارقها ومغاربها.

وفي هذا درس عظيم هو أن الله - عز وجل - شكور كريم، لا يضيع أجر من أحسن عملاً؛ فمن ترك شيئاً لأجله عوضه خيراً منه، والعِوَض من الله أنواع، وأجلّ ما يُعوِّض به الإنسان أن يُرْزَقَ محبة الله - عز وجل -، وطمأنينة القلب بذكره، وقوة الإقبال عليه؛ فحري بأهل الإسلام أن يُضحُّوا في سبيل الله، وأن يقدموا محبوبات الله على محبوبات نفوسهم؛ ليفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.


الثالث عشر: قيام الحكومة الإسلامية:

والدرس المستفاد من هذا أن الأمة لا يمكن أن يكون لها سيادة ومنعة إلا إذا حكمت بشرع الله، ونبذت كل ما يخالفه ظهرياً، فإذا ما التمست العزة والسيادة من زبالات أهل الأرض، واستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير؛ فلن تدرك عِزَّاً ولا فلاحاً، والواقع خير شاهد على ما ذُكر.

الهجرة هيأت للإسلام أن تكون له حكومة ذات سلطان غالب، وكلمة فوق كل كلمة، ومكنت الحكومة الإسلامية أن تقضي بشرع الله الحكيم، وبالسلطان الغالب يُقْهَر الأعداء، وبالشرع الحكيم يعيش الناس بأمن وسعادة .


الرابع عشر: قيام المجتمع المسلم:

فالمسلمون لا يعدون أنفسهم يعيشون في بلد إسلامي إلا إذا ساد نظام الإسلام بلدهم، وقامت به أحكامه وآدابه كما تقوم به شعائره، وتسود عقائده، وإذا تعذر على المسلمين إقامة أحكام دينهم، وتأييد أنظمته الاجتماعية ، وآدابه الخلقية؛ وجب عليهم الانتقال إلى البلد الذي يُعمل فيه بأحكام الإسلام وآدابه تكثيراً لسواد المسلمين، وإعزازاً لأمر الدين، واستعداداً لنصره وتأييده في العالمين، وإذا لم يكن للمسلمين بلد تتوافر فيه هذه الشروط؛ وجب عليهم أن يجتمعوا في بقعة صالحة يقيمون فيها نظام الإسلام حسب استطاعتهم، فهذه من أعظم حكم الهجرة والبواعث عليها .


الخامس عشر: اجتماع كلمة العرب، وارتفاع شأنهم:
فالهجرة - كما مكَّنت للدعوة، وإقامة المجتمع والدولة - مكنت لجمع الكلمة؛ فكلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة؛ وأمة العرب كانت متفرقة متشاكسة، فأصبحت متحدة متآلفة، وكانت مَهيضَةَ الجناح تنظر إليها الأمم بعين الازدراء؛ فأصبحت مكرمة مهيبة الجناب، تفتح البلاد، وتضرب على هذه الأمم بسلطانها الكريم، كما كانت في ظلمات الجهل فأصبحت في نور من العلم دون أن يُجْلَب إليها من بلاد أجنبية.


السادس عشر:التنبيه على فضل المهاجرين والأنصار:
فمن بركات الهجرة على المهاجرين أنهم كانوا يلاقون في مكة أذىً كثيراً؛ فأصبحوا بعد الهجرة في أمن وسلامة، ثم إن الهجرة ألبستهم ثوب عزة بعد أن كانوا مستضعفين، ورفعت منازلهم عند الله درجات، وجعلت لهم لسان صدق في الآخرين، وقد سمى الله - تعالى - الصحابة الذين فروا بدينهم إلى المدينة بـ"المهاجرين"، وصار هذا اللقب أشرف لقب يُدْعَون به بعد الإيمان، كما درَّت بركات الهجرة على أهل المدينة من آووا ونصروا أنْ علا شأنهم، وبرزت مكانتهم، واستحقوا لقب الأنصار الذي استوجبوا به الثناء من رب العالمين.


السابع عشر: ظهور مزية المدينة:
فالمدينة لم تكن معروفة قبل الإسلام بشيء من الفضل على غيرها من البلاد، وإنما أحرزت فضلها بهجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المسلمين بحق، وبهجرة الوحي معهم إلى ربوعها حتى أكمل الله لهم الدين، وأتمَّ عليهم النعمة؛ وبهذا ظهرت مزايا المدينة ظهوراً بيِّناً، فَأُفْرِدت المصنفات بذكر فضائلها ومزاياها.


الثامن عشر: سلامة التربية النبوية:
فقد دلت الهجرة على سلامة التربية النبوية للصحابة، فصاروا - رضي الله عنهم - مؤهلين للاستخلاف في الأرض، وتحكيم شرع الله، والقيام بأمره، والجهاد في سبيله، ولقد كان من أثر الهجرة أن الصحابة - لاستقامتهم، وكمال آدابهم، وصدق لهجاتهم -؛ يعرضون الإسلام في أقوم مثال، وأمثل صورة، ولقد شهد الأعداءُ بذلك الفضلِ يقول الإمام مالك - رحمه الله -: "بلغني أن نصارى الشام لما رأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: والله لهؤلاء خير من حواريِّيْ عيسى - عليه السلام -"، وفي هذا درس عظيم هو أن التربية الحقة القائمة على العقيدة الصحيحة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.


التاسع عشر: التنبيه على عظم دور المسجد في الأمة:
فأول عمل قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - فور وصوله إلى المدينة هو بناؤه المسجد ؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم برب العالمين، وتنقي قلبه من أدران الأرض، ولقد تمَّ بناء المسجد في حدود البساطة؛ ففراشه الرمال والحصباء، وسقفه الجريد، وأعمدته الجذوع، وربما أمطرت السماء فأوحلت أرضه، وقد تَفلُتُ الكلاب إليه فتغدو وتروح فيه، هذا البناء المتواضع هو الذي تَرَبَّى فيه ملائكة البشر، ومؤدبو الجبابرة، وفاتحو البلاد والقلوب، وفي هذا المسجد أذِنَ الرحمنُ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يؤم بالقرآن خِيْرَةَ أمته، فيتعهدهم بأدب السماء من غَبِش الفجر إلى غسق الليل.


العشرون: عظم دور المرأة في البناء والدعوة:
ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء - رضي الله عنهما - حيث كانتا نعم المعين والناصر في أمر الهجرة؛ فلم يُخَذِّلا أباهما مع علمهما بخطر المغامرة التي سيقوم بها، بل لقد كان دورهما أعظم من ذلك؛ حيث حفظتا سر الرّحلة، وجهزتا ما تحتاجه الرحلة تجهيزاً كاملاً، ولقد قطعت أسماء قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب، وقطعت الأخرى وصيَّرتها عصاماً لَفَمِ القِرْبة، فلذلك سميت "ذات النطاقين"، وفي هذا الموقف ما يثبت حاجة الدعوة إلى النساء فهن أرقُّ عاطفة، وأسمح نفساً، وأطيب قلباً، ثم إن المرأة إذا صلحت أصلحت زوجها، وبيتها، وأبناءها، وإخوتها، فينشأ جيل مُؤْثِرٌ للعفة والخلق والطهارة


الحادي والعشرون: عظم دور الشباب في نصرة الحق:
ويتجلى ذلك فيما قام به علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عندما نام في مضجع النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما همَّ بالهجرة؛ فضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والبطولة، ومثله ما قام به عبد الله بن أبي بكر؛ فقد أمره والده أن يتسمع ما تقوله قريش في الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك من أخبار، وأمر أبو بكر عامر بن فهيرة - مولاه - أن يرعى غنمه نهاره، ثم يُرِيْحَها إذا أمسى في الغار، فكان عبد الله بن أبي بكر في قريش يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون في شأن الرسول وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى، ويقص عليهما ما علم، وكان عامر في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر، فاحتلبا وذبحا، فإذا غدا عبد الله من عندهما إلى مكة أتبع عامر أثره بالغنم يُعَفِّي عليه، وتلك هي الحيطة البالغة، ففي موقف عبد الله بن أبي بكر ما يثبت أثر الشباب في نجاح الدعوة، ونصرة الإسلام، وإذا تأملت السيرة رأيت أن أكثر الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا من الشباب الذين حملوا لواء الدعوة، واستعذبوا من أجلها الموت والعذاب


الثاني والعشرون: حصول الأُخوَّة وذوبان العصبيات:

فمن أعظم حسنات الهجرة ما قام به الرسول - عليه الصلاة والسلام - من المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ومعنى هذا ذوبان عصبيات الجاهلية؛ فلا حمِيَّة إلا للإسلام، ولا ولاء إلا له، فتسقط بذلك فوارق النسب، واللون، والجنس، والتراب؛ لا يتأخر أحد، ولا يتقدم؛ إلا بتقواه ومروءته.


الثالث والعشرون: إصلاح العقائد الباطلة والسلوك المنحرف، والتربية على العقيدة الصحيحة والأخلاق الحميدة:

فلقد كان العالم يتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض ظلمة من الجهل، وظلمة من دناسة الأخلاق، وظلمة من منكر الأعمال، فبعث الله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليخرج الناس من هذه الظلمات إلى نور يسعى بين أيديهم في الحياة الأولى، ويهديهم إلى السعادة في الحياة الأخرى؛ فلقد أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب عظيم مُصلحٍ للعقائد والأخلاق والأعمال، ومنظم لجميع شؤون الحياة، فَتَدَبَّرَتْهُ فئة قليلة، واتخذته قائدَها المطاعَ، فكانت خير أمة جاهدت في الله وانتصرت، وغلبت فرحمت، وحكمت فعدلت، وساست فأطلقت الحرية من عقالها، وفجرت ينابيع المعارف بعد نضوبها .

وهذه المعاني إنما تجلت أعظم التجلي بعد الهجرة النبوية الشريفة المباركة.

م ن ق و ل
 
إنضم
1 يوليو 2013
المشاركات
1,204
مستوى التفاعل
3,578
النقاط
122
الإقامة
بلاد الحرمين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على النقل المفيد والرائع
فهي بالفعل دروس ومواقف عظيمة من هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
من الواجب على كل مسلم الوقوف عندها وأخذ العِبر منها .​
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على النقل المفيد والرائع
فهي بالفعل دروس ومواقف عظيمة من هجرة النبي
صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
من الواجب على كل مسلم الوقوف عندها وأخذ العِبر منها .​

وجزاك الله ووالديك كل خير
لو وقفنا على كل جزء من سيرته عليه الصلاة والسلام فسنخرج بكم هائل من العبر
ولو طبقناها لكانت حياتنا افضل بكثير مما نحن عليه الان
نسال الله ان يثبتنا على دينه وطاعته وان يختم لنا بخير
 

مواضيع ممائلة