كم مدة الأبدية

[بالانتظار]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا

كلنا نحفظ آيات القرآن التي تقول "خالدين فيها أبدا..." على اختلاف مواضعها. لكن هل فكرنا ما هو الأبد وكم يكون. أم أننا نظن أنه لا نهائي.
اللانهائية في المخلوقات لا تستقيم. فلا بد للأبد من زمن ينقضي. فأين نجد في القرآن الكريم معنى وتعريف كلمة "أبدا". في آية واحدة "خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) " سورة هود.
هنا حلّ محل كلمة "أبدا" المعتادة تعريفها "ما دامت السموات والأرض" ويعني المدة الزمنية التي دامتها السموات والأرض (الكون). وعلماء المادة الحاليون يقولون إن عمر الكون (إلى الآن) مليارات السنين. والله أعلم كم تبقى من أجله. إذن مكث المؤمنين في الجنة، اللهم اجعلنا منهم وآباءنا وأمهاتنا، والكافرين في النار، أعاذنا الله وإياكم منه، هو بعمر السموات والأرض. والله أعلم. وهذا هو تعريف "أبدا".​

 

[واثقة بالله]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يوم الله ليس كيوم الدنيا

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}

{فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}

 

[بالانتظار]

وعليكم السلام
لا يهم الكم. فيمكن أن تقول إن قيمة شيء ما مائة دولار أو ثلاثمائة وخمسين ريال أو آلاف الينات اليابانية.
الفكرة في الموضوع أنه ليس لانهائي.

 

[أسد الله وأسد رسوله]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس في كلام الله تعالى تناقض ولا تضارب حاشا لله أن يتناقض كلامه وهو العليم الخبير الحكيم، ومن شك في ذلك وتخيل وجود تناقض في كلام الله تعالى فهو من الكافرين.

والخلود المذكور في الفريقين أبدي بلا شك ولا ريب دلت على ذلك نصوص القرآن الصريحة الكثيرة، وإنما خاطب الله العرب في هذا الموضع بما هو معروف في لغتهم من التعبير عن الشيء المؤبد الباقي بشبيه دوامه بدوام السماء والأرض ونحو هذا مما يريدون به طولا من غير نهاية.

قال الطبري في تفسيره: ويعني بقوله: ما دامت السموات والأرض: أبدا: وذلك أن العرب إذا أرادت أن تصف الشيء بالدوام أبدًا قالت: هذا دائم دوام السموات والأرض، بمعنى أنه دائم أبدًا، وكذلك يقولون: هو باقٍ ما اختلف الليل والنهار. وما سمر ابنا سَمِير، وما لألأت العُفْرُ بأذنابها، يعنون بذلك كله: أبدا. فخاطبهم جل ثناؤه بما يتعارفون به بينهم فقال: خالدين فيها ما دامت السموات والأرض، والمعنى في ذلك: خالدين فيها أبدًا. انتهى.

وقال البيضاوي في تفسيره: خالدين فِيهَا مَا دَامَتِ السموات والأرض ليس لارتباط دوامهم في النار بدوامهما، فإن النصوص دالة على تأبيد دوامهم وانقطاع دوامهما. بل التعبير عن التأبيد والمبالغة بما كانت العرب يعبرون به عنه على سبيل التمثيل، ولو كان للارتباط لم يلزم أيضاً من زوال السموات والأرض زوال عذابهم، ولا من دوامه دوامهما إلا من قبيل المفهوم، لأن دوامهما كالملزوم لدوامه، وقد عرفت أن المفهوم لا يقاوم المنطوق. انتهى.

 

[بالانتظار]

أفهم ما قلت من كلام العلماء أنها غير متلازمة مع وجود السموات والأرض، لكن ما أقوله أن مدة لبثها تعدل مدة لبث السموات والأرض، هذا ما فهمته من الآية.
يعني أقصد أن الجنة والنار لا تفنى مع فناء السموات والأرض، وهو التلازم الذي ذكرته، إنما أعني أن مدتها هي نفس مدة السموات والأرض وليس مع فنائهما تفنيان. لأن الإنسان يدخل الجنة أو النار بعدما تكون قد انقضت مدة طويلة على خلق السموات والأرض، إن لم تكن انتهت أصلا هذه المدة، لما في آيات أخرى مثل "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات" و"إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)" هذه الآيات تتحدث عن أواخر أيام السموات والأرض.

 

[واثقة بالله]

الآيتان من الآيات المُحْكَمة ، اي هي التي لا تحمل إلا تفسيرا واحدا لها، قطعية الدلالة ، آية لا يستطيع المجتهد أن يعمل فيها ولا يختلف فيها اثنان.
من قول الشيخ ابن باز:
وقوله جل وعلا : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ) اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك ، مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها ، ولهذا قال بعده سبحانه : (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا ، فهم خالدون فيها أبدا ، وأن هذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع ، ولهذا في الآيات الأخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ) فبين سبحانه أنهم آمنون - أي آمنون من الموت وآمنون من الخروج وآمنون من الأمراض والأحزان وكل كدر - ثم قال سبحانه وتعالى : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) فبين سبحانه أنهم فيها دائمون لا يخرجون وقال عز وجل : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعترضهم خوف ولا زوال نعمة وأنهم آمنون أيضا ، فلا خطر عليهم من موت ولا مرض ولا خروج منها ولا حزن ولا غير ذلك من المكدرات ، وأنهم لا يموتون أبدا ، ومعنى ذلك أن أهل الجنة يخلدون فيها أبد الآباد .
وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) قال بعض أهل العلم معناه :
مدة بقائهم بالقبور وإن كان المؤمن في روضة من رياضها ونعيم من نعيمها ، لكن ذلك ليس هو الجنة ، ولكن هو شيء من الجنة ، فيفتح على المؤمن في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها ، ثم يُنقل بعد ذلك إلى الجنة فوق السموات في أعلى شيء .
وقال بعضهم معنى : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) أي مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء بعد خروجهم من القبور ثم ينقلون بعد ذلك إلى الجنة . وقال بعضهم المراد جميع الأمرين مدة مقامهم في القبور ومدة مقامهم في الموقف ومرورهم على الصراط كل هذه الأوقات هم فيها ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها إلى الجنة وقوله : ( إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ ) يعني إلا وقت مقامهم في القبور ، وإلا وقت مقامهم في الموقف وإلا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة ولكنهم منقولون إليها ، وسائرون إليها ، وبهذا يعلم أن الأمر واضح ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب فالحمد لله .

ومن الآيات التي دلّت صراحة على خلود أهل النار خلوداً أبدياً :
1- قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ) سورة النساء /169
2- قوله تعالى : ( إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) سورة الجن / 23
3- إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا(64)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا(65) سورة الأحزاب .
والله أعلم .

 

[بالانتظار]

لا تناقض بين القولين، فلا انقطاع ولا موت وخروج من النعيم أو الحجيم. لكن في نهاية لكل شيء. يعني بدون وجود مؤقت في الجنة أو النار على الزمن المتبقي للنهاية، تأتي النهاية على المنعمين والمجحمين والنعيم والجحيم في آن واحد، فلا يخرج أحد من الجنة أو النار ولكن ينتهيان معًا. ولا بد.
وهذا مصداق لقول الله عز وجل "كل شيء هالك إلا وجهه..." وهنا القول "كل شيء" ولم يقل عن الأحياء أو الناس فقط. فلو قال "كل إنسان هالك" لكان المعنى الموت، لكن كل شيء هالك يعني منتهي ليعود كما كان. مثل موت الإنسان وعودة جثته إلى أصلها العناصر الطبيعية...
ثم يبدأ خلق جديد مصداقا لقوله تعالى "كما بدأنا أول خلق نعيده.." فلا بد من نهاية للخلق وبداية لخلق جديد وهكذا..
وأرجوك أختي واثقة بالله، لا تقولي هذه من الآيات التي لا تحتمل الخلاف، ثم تقولي في معرض كلام الشيخ بن باز إنه اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك.

 

[الياس ياسر]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ) ، وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا ( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .
رواه البخاري ( 4453 ) ومسلم ( 2849 ) .

وفي رواية ابن عمر في البخاري ( 6182 ) ومسلم ( 2850 ) : ( إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ثُمَّ يُذْبَحُ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ ) .

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ينادي مناد ( يعني في أهل الجنة ) إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً ، وإن لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبداً ، وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرموا أبداً ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً ، فذلك قوله عز وجل ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون .
رواه مسلم ( 2827 )


و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

 

[أخ الإسلام]

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

القرطبي قال
قال احد المفسرين واعجبني كلامه والعلم عند الله:

السماوات والارض المذكورتين في الآيتين هما السماوات والارض المبدلتين وليست سماوات وارض الدنيا(يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات)
فخلود الفريقين هو للابد ماعدا الذين استثناهم الله.



الآية تتحدث عن فريقين:

فريق في السعير (الذين شقوا) :
وقول الله تعالى في هذا الموضع (إلا ماشاء ربك) تعني إستثناء الموحدين اهل المعاصي الذين يخرجون من النار برحمة الله (وهذا قول بعض أهل العلم ذكره الطبري في تفسيره).

فريق في الجنة (الذين سعدوا) :
خالدين فيها مادامت السماوات والارض المبدلتين أي خلود للأبد.

وقول الله تعالى في هذا الموضع (إلا ماشاء ربك) تعني خلود الذين سعدوا والإستثناء هو إستثناء الفترة التي قضاها العصاة الموحدين في جهنم قبل دخولهم الجنة. وذكر ذلك الطبري في تفسيره

فهؤلاء من اهل الجنة وسيخلدون فيها ولكن لانهم عصاة لم يدخلوا الجنة من البداية مع بقية اهل الجنة لذلك هناك إستقطاع او إستثناء من فترة الخلود في الجنة بالنسبة لهذه المجموعة وهي الفترة التي قضوها في النار.

هذا والله اعلم واحكم

 

[واثق الخطوة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
في بداية حديثي عن هذا الموضوع اود ان اذكر لكم شيئين:
1- عدم التخرص فيما اخفاه الله عزوجل:
قال تعالى: (

سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22)) الكهف
2- اتمنى عدم طرح مواضيع جدلية لافائدة من النتيجة سواً كانت الآف او مليارات من السنين المهم هو صفة الدوام.
تقبلوا مروري​