السلام عليكم
لكي يتم معرفة من أتى بعرش ملكة سبأ ، يجب / التركيز على ما هو علم الكتاب.
و من هنا ، أطرح ما فهمته من الموضوع.
اذن،
, من الممكن جدا، انه ، من عنده علم من الكتاب ، له قدرات التحكم بحركة الزمن
ومن هذا، المنطلق، تتقلص دائرة المرشحين من ملاء سليمان عليه السلام من اتى بعرش بلقيس ، لانه التحكم بالزمن باذن الله، ليس بشيئ الهين و انما هو من المعجزات الكبار . وقد أقسم الله بالزمن في سورة العصر :
قال الله عزوجل: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر.
و لايقسم الله الا بعظيم:
و بهذا، نصل الى من له علم من الكتاب ، هو جبريل عليه السلام , و ما يقوي قولي هذا،
قال الله عزوجل.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ.
يتبع ان شاء الله.
السلام عليكم
يجب أن نأخذ بعين الاعتبار قوله تعالى (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ), فقبل أن يقص الله علينا قصة سليمان ابتدأ الكلام بهذه الآية، لم يذكر الله أن من بين جنود سليمان كان جبريل عليه السلام أحد جنوده، فسليمان عليه السلام له سلطان على جنوده ، يعاقبهم إن عصوا أمره، العصاة من الجن يصفدهم بالأصفاد، وتوعد الهدهد بالعذاب أو الذبح إن كان من الكاذبين، وحاشا جبريل أن يجعله الله موظفا عند أحد، حتى المسيح عليه السلام الذي أيده الله بروح القدس لم يكن يصدر أوامره إلى جبريل بل كان ملازما له بأمر من الله، يتلقى الأمر من الله وليس من المسيح.
أما أقوال المفسرين المختلفة حول من يكون ذلك الذي أحضر عرش بلقيس فلا ألتفت إليها ولا أعيرها اهتماما لأني عندي دليل أقوى موجود في الآية الأولى من سورة النمل وهو : طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ
مُّبِينٍ)، فالقرءان هدى للناس، ولا يكون كذلك إلا إذا كان
مبينا، فلو ترجمت الآيات المتعلقة بهذا الموضوع إلى كل لغات أهل الأرض وسألتهم : ما الذي
تبين لكم حول من أحضر عرش بلقيس؟ سيجيبونك إنه عفريت آخر غير العفريت الأول لأن سياق الكلام يفرض ذلك إن كان
مبينا، فانتقال الحديث عن مخلوق إلى الحديث عن مخلوق آخر بدون تحديد جنسه والتعبير عنه باسم موصول (
الذي ) يفيد أنه من جنس المخلوق الأول ومن نفس الرتبة، غير هذا المعنى لا يعتبر الكلام
مبينا.
العلم بالشيء هو أن تدركه بنفسك وتقتنع به كل الاقتناع، أما إذا قبلنا قولا بغير أن تستيقن النفس صحته وفقط لأن فلان قال كذا، فهذا ليس علما، بل هو ظن على ذمة فلان، والظن ليس علما لقوله تعالى : ما لهم به من علم إلا اتباع الظن.