• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استمعت لمحاضرة لإحدى الأخوات الداعيات وكانت شرح لسورتي المعوذتين

استفدت كثيراً منها وفضلت ان تستفيدوا مثلي ، بالرغم إني اعرف تفسير السورتين لكن القائها جزاها الله ووالديها الفردوس الاعلى وغفر الله لها وهداها لما فيه كل خير وصلاح لدينها ودنياها غير وبطريقة سهلة وبسيطة لكنها شاملة .


سانقل لكم كلامها مع اضافات وضعتها من منتديات لتفسير السورتين ، انصحكم بالأخذ بهما ففيهما الخير الكثير وكل القرآن خير ، ووالله ويشهد الله اصبحت اقرأها بعد كل صلاة مع آية الكرسي بقلب فأجد الراحة وانشراح الصدر فمهما وصفت لكم لن ابلغ ما اشعر به فهو شيء حسي ومعنوي ، واجعل طفليََّ يقرؤوها صباحا ومساءً وعند النوم وقبل ان يخرجوا من البيت للعب مع اقرانهم فيرجعوا لي بعد اللعب والله لا أجد ما كنت اجده قبل الاخذ بهما من عصبية وحضور الشيطان وشقاوتهما المعتادة .


بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }


بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }



فضل السورتين :
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا آوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ { قل هو الله أحد } والمعوذتين ، ثم مسح ما استطاع من جسده يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاثا }

- قال النبي صلى الله عليه وسلم : { يا عقبة ألا اعلمك خير سورتين قرئتا ؟ { قل أعوذ برب الفلق } { وقل اعوذ برب الناس } ، ياعقبة اقرأهما كلما نمت وقمت ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما } . رواه أحمد والنسائي والحاكم عن عقبة .

- قال النبي صلى الله عليه وسلم : { قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء } رواه أحمد والترمذي عن عبدالله بن حبيب .



سبب نزول المعوذتين :

السؤال :
ما هو سبب نزول المعوذتين ؟


ذكر بعض أهل التفسير أن سبب نزول المعوذتين هو قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، والقصة أصلها في الصحيحين ، لكن دون ذكر نزول المعوذتين فيها .

وأما الألفاظ المسؤول عن معناها في القصة ؛ فقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" والراعوفة حجر يوضع على رأس البئر لا يستطاع قلعه ، يقوم عليه المستقي ، وقد يكون في أسفل البئر ، قال أبو عبيد : هي صخرة تنزل في أسفل البئر إذا حفرت ، يجلس عليها الذي ينظف البئر ، وهو حجر يوجد صلبًا لا يستطاع نزعه ، فيترك "

وقال ابن حجر في الفتح : وفي حديث زيد بن أرقم عند عبد بن حميد وغيره : فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وفيه فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال .

يتبــــــــــــــــــــــع


 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
سورة الفلق : استعاذة من الشرور الخارجية .

أما سورة الناس : استعاذة من الشرور الداخلية .



تفسير سورة الفلق :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }


معنى أعوذ : ألتجئ واعتصم وأتحرز .

والفلق قيل : هو كل شيء ينفلق ويخرج منه شيء آخر فقد قال سبحانه عن الحب { إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ } وقال عن البحر الذي ضربه موسى عليه السلام { فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )

وقيل : هو نور الفجر الذي يطرد الظلام فالليل ينفلق ويخرج منه النهار ، والنهار ينفلق ويخرج الليل قال تعالى { فالق الإصباح }

والبويضة في المرأة تنفلق ويخرج منها بعد التلقيح الجنين ، وكذلك { يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها } ، ووو ..........
اذن هو كل شيء ينفلق فهو كل ماخلق الله في الارض والسماء .


وتضمنت هذه السورة: المستعاذ به، المستعاذ منه، المستعيذ :

المستعاذ به :
هو الله رب الفلق ورب الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به ولا يستعاذ بأحد من خلقه ، وقد قال الله في كتابه عمن استعاذ بخلقه : استعاذته زادته رهقاً : وهو الطغيان

واحتج أهل السنّة على المعتزلة في أن كلمات الله مخلوقة : بأن النبي صلى الله عليه وسلم : استعاذ بقوله : { قل أعوذ برب الفلق } ، وأعوذ بكلمات الله التامات ، وهو لا يستعيذ بمخلوق أبداً .

المستعيذ :
هو رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من اتبعه إلى يوم القيامة .

أما المستعاذ منه فهو أربعة أقسام :

الشر الأول : الشر العام في قوله { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } هذا يعم كل شر في الدنيا والآخرة وشر الشياطين من الإنس والجن وشر السباع والهوام وشر النار وشر الذنوب والهوى وشر النفس وشر العمل.

وقوله : { مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } أي من شر كل مخلوق فيه شر، وليس المراد الاستعاذة من كل ما خلق الله ؛ فإن الجنة وما فيها ليس فيها شر ، وكذلك الملائكة والأنبياء فإنهم خيرٌ محض .



والشر الثاني : وهذا خاص بعد عام { شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ }

والغاسق : الليل إذا أقبل ودخل في كل شيء ، والغسق الظلمة ، والوقوب : الدخول

والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل ؟!

هو أن الليل محل سلطان الأرواح الشريرة وفيه تنشر الشياطين، والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة، ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين وبيوتهم .

وذكر سبحانه في هاتين الكلمتين الليل والنهار والنور والظلمة. فأمر الله عبداه أن يستعيذوا بربْ النور الذي يقهر الظلمة ويزيلها، وهو سبحانه يدعى بأسمائه الحسنى فيُسأل لكل مطلوب باسم يناسبه

والشر الثالث : { شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } وهذا الشر هو شر السحر، فإن النفاثات هنْ السواحر اللاتي يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يُردن من السحر، والنفث هو النفخ مع ريق، وهو دون التفل وهو مرتبة بينهم، والنفث فعل الساحر، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور واستعان بالأرواح الخبيثة، نفث في تلك العقد نفخاً معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نَفَس ممازج للشر مقترن بالريق الممازج، وقد تساعده الروح الشيطانية على أذى المسحور؛ فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني والقدري.

قال سبحانه : { شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } بالتأنيث دون التذكير : لما كان تأثير السحر من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة ، وعلى تأثير السحر وأن له حقيقة .

والسحر يؤثر: مرضاً وثقلاً وحلاً وقتلاً وحباً وبغضاً وغير ذلك من الآثار موجود يعرفه الناس، وكثير منهم قد علمه ذوقاً بما أصيب به .


الشر الرابع : { شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } قد دلّ القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود، فنفس حسده شر يتصل بالمحسود، في نفسه وعينه وإن لم يؤذه بيده ولا لسانه ، فحقق الشر منه عند صدور الحسد، والقرآن ليس فيه لفظة مهملة لكن قد يكون الرجل في طبعه الحسد وهو غافل عن المحسود ولاهٍ عنه فإذا خطر على قلبه انبعث نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك، فإن لم يستعِذْ بالله ويتحصن به ويكون له أوراد في الأذكار والدعوات، والتوجه إلى الله والإقبال عليه بحيث يدفع عنه من شره بمقدار توجهه وإقابله على الله وإلا ناله شر الحاسد ولا بد ز

وفي الحديث الصحيح : رُقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم : { باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد. الله يشفيك } فذكر شر عين الحاسد ومعلوم أنها لا تؤثر بمجردها إذ لو نظر إليه نظر لاهٍ ساهٍ ، - ما ينظر على الأرض والجبل وغيره - لم يؤثر فيه شيء ، وأما إذا نظر إليه نظر من قد تكيّفت نفسه الخبيثة وانسمت فصارت نفساً غضيبة خبيثة حاسدة، أثمرت بها تلك النظرة فأثرت في المحسود بحسب ضعفه وقوة نفس الحاسد، فربما أمرضه، وربما قتله .


والعائن والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء :

فيشتركان في : أن كلاً منهما تتكيف نفسه وتوجه نحو من تقصده أذاه. والعائن تتكيف نفسه عند مقابلة العين ومعاينته ، والحاسد يحصل حسده في الغيبة والحضور.

ويفترقان في : العائن قد يعين من لا يحسده من حيوان أو زرع فإذا كان لا ينفك من حسد صاحب بل ربما أصاب نفسه. وسببه الإعجاب بالشيء واستعظامه ، فإن رؤيته للشيء رؤية تعجب وتحديث مع تكيف نفسه بتلك الكيفية يؤثر في العين .

فيحسد الانسان نفسه كما جاء في صاحب الجنتين في سوره الكهف قال تعالى { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا }

وقوله : { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } يعم الحاسد من الجن والإنس ، فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما أتاهم الله من فضله ، ولكن الوسواس أخص بشياطين الجن . والحسد أخص بشياطين الإنس ، والوسواس يعمها أيضاً ، فكلا الشيطانين حاسد موسوس فالاستعاذة من شر الحاسد يعمهما جميعاً .

وتأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله : { إِذَا حَسَدَ }
لأن الرجل قد يكون عنده حسد، ولكن لا يترتب عليه أذى لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده، بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولا يعامل أخاه إلا بما يحبه الله، فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمة الله، وقيل للحسن البصري: ( أيحسد المؤمن؟ قال: ما أنساك أخوة يوسف )، فالرجل إذا كان في قلبه حسد لكن يخفيه ولا يترتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده لا يعامل أخاه إلا بما يحب الله، فهو لا يطيع نفسه، بل يعصيها خوفاً من الله وحياءً منه أن يكره نعمة على عباده، فيرى ذلك مخالفة لله وبغضاً لما يحب الله، فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك، ويلزمها الدعاء للمحسود، بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسد ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح فهذا الحسد المذموم، هذا كله حسد تمنى الزوال .


والحسد ثلاث مراتب :

أحدها : هذه وهي تمنى زوال النعمة .

الثانية : تمنى استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يُحدث الله لعبده نعمة .

الثالثة : حسد الغبطة: وهو تمنى أن يكون له مثل حال المحسود من غير أن تزول النعمة عنه فهذا لا بأس به ولا يعاب صاحبه .

وهذا السورة من أكبر أدوية المحسود ؛ فإنها تتضمن: التوكل على الله والالتجاء إليه والاستعاذة به من شر حاسد النعمة، والله تعالى أعلم .


يتبــــــــــــــــــــــع
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
سورة الناس :
بسم الله الرحمن الرحيم



{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }


في سورة الفلق يستعاذ به من كل شيء خلقه باسم واحد وهو رب الفلق ثم ذكر الانواع الاربعة التي يستعاذ به منها .


اما في الناس يستعاذ به بثلاث اسماء حسنى له تعالى من شر نوع واحد فقط وهو الوسواس الذي في الصدور لماذا ؟


سورة الناس اشتملت على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي، وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة،

وسورة الفلق تضمنت : الاستعاذة من ظلم الغير بالسحر والحسد، وهو شر من خارج، وسورة الناس تضمنت، الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه، وهو شر من داخل .


وأما سورة الناس فقد تضمنت أيضاً مستعاذاً به ومستعاذاً منه ومستعيذاً :

فأما المستعاذ به :
فهو الله رب الناس ملك الناس إله الناس، فذكر ربوبتيه للناس وملكه إياهم وإلهيته لهم، وهذه طريقة القرآن ؛ يحتج عليهم بإقرارهم بهذا التوحيد على ما أنكروه من توحيد الإلهية والعبادة، فإذا كان هو ربنا ومليكنا فلا مفرع لنا في الشدائد سواه، ولا ملجأ لنا منه إلا إليه، ولا معبود لنا غيره

فاشتملت الناس هذه الإضافات الثلاثة على جميع قواعد الإيمان ، وتضمنت معنى جميع أسمائه الحسنى، أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى، فإن الرب: هو القادر الخالق البارىء المصور الحي القيوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد المعطي النافع الضار المقدم المؤخر، يهدي ويضل ويّسعد ويشقي ويعز ويذل، إلى غير ذلك من معاني الربوبية، وأما المَلك: فهو الآمر الناهي المعز المذل الذي يصرف أمر عباده كما يحب ويقلبهم كما يشاء، فهو العزيز الجبار المتكبر الخافض الرافع المعز الذل العظيم الجليل الوالي المتعالي الملك المقسط الجامع، إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك، وأما الإله: فهو الجامع لصفات الكمال وتعودت الجلال، فيدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى، ولهذا كان القول الصحيح: إن الله أصله الإله، وإن اسم الله تعالى هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العليا، وأسرار كلام الله تعالى أجلّ وأعظم من أن تدركها عقول البشر، وإنما غاية أولى العلم الاستدلال بما يظهر منها على ما وراءه .

فأضافهم في الكلمة الأولى إلى ربوبيته المتضمنة لخلقهم وتربيتهم وتدبيرهم وإصلاحهم مما يفسدهم. هذا معنى ربوبيته لهم، وذلك يتضمن قدره التامة ورحمته الواسعة، وعلمه بتفاصيل أحوالهم وبإجابة دعواتهم وكشف كرباتهم،

وأضافهم في الكلمة الثانية إلى ملكه، فهو ملكهم الحق الذي إليه مفزعهم في الشدائد والنوائب، فلا صلاح ولا قيام إلا به،

وأضافهم في الكلمة الثالثة إلى إلوهيته فهو إلههم الحق ومعبودهم الذي لا إله سواه ولا معبود لهم غيره، فكما أنه وحده هو ربهم ومليكهم لم يشاركه في ربوبيته ولا في ملكه أحد فكذلك هو وحده إلههم ومعبودهم .



أما المستعاذ منه فهو :

الشر الأول : لا يدخل تحت التكليف ولا يُطلب منه الكف عنه؛ لأنه ليس من كسبه .

الشر الثاني : الذي في سورة الناس يدخل تحت التكليف ، ويتعلق به النهي ، فهذا شر المعائب، والأول شر المصائب، والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما، فتضمنت سورة الناس الاستعاذة من شر العيوب كلها ؛ لأن أصلها كلها الوسوسة ، وأصل الوسوسة الحركة أو الصوت الخفي الذي لا يُحسن فيتحرز منه

والوسواس : الإلقاء الخفي في النفس إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه وإما بغير صوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد .

و الوسواس الخناس : وصفان لموصوف محذوف وهو الشيطان،


فالوسواس : الشيطان لأنه كثير الوسوسة ، وأما الخناس فهو فعّال من خنس يخنس إذا توارى واختفى .


فإن العبد إذا أغفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان، وبذر فيه الوساوس التي هي أصل الذنوب كلها، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به انخنس، والانخناس تأخر ورجوع معه اختفاء .

فذكر الله يقمع الشيطان ويؤلمه ويؤذيه، ولهذا كان شيطان المؤمن هزيلاً لأنه يعذبه بذكر الله وطاعته ، لأنه كلما اعترضه صبَّ عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة، فشيطانه معه في عذاب شديد. وأما شيطان الفاجر فهو معه في راحة ودعه، ولهذا يكون قويًا عاتيًا شديدًا، فمن لم يعذب شيطانه في هذه الدار بذكر الله وتوحيده وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، فلابد لكل أحد أن يعذب شيطانه أو يُعذبه شيطانه .

وتأمل كيف جاء بناء الوسواس مكررًا لتكريره الوسوسة الواحدة مرارًا يعز عليها العبد. وجاء بناء الخناس على وزن الفعّال الذي يتكرر منه نوع الفعل


وقوله : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ }
صفة ثالثة للشيطان، فذكر وسوسته أولاً ثم ذكر محلها ثانيًا وأنها في صدور الناس. وقد جعل الله للشيطان دخولاً في جوف العبد ونفوذًا إلى قلبه وصدره، فهو يجري منه مجرى الدم وقد وكل العبد فلا يفارقه إلى الممات. ومن وسوسته أن يشغل القلب بحديثه عن صاحب موسى : { فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ }

فإذا كان هذا شأنه وهمته في الشر فلا خلاص منه إلا بمعونة الله وتأييده، ولا يمكن حصر أجناس شرّه فضلاً عن آحادها إذا كل شر في العالم فهو السبب فيه،
ولكن ينحصر شره في ستة أجناس :


الشر الأول:
الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله، فإذا ظفر بذلك بابن آدم استراح، وهو أول ما يريد من العبد،فإن يئس منه من ذلك وكان ممن سبق له الإسلام في بطن أمه نقله إلى المرتبة الثانية من الشر وهي :

2- البدعة :
وهي أحب إليه من الفسوق والمعاصي لأن ضررها متعدٍ وهو ذنب لا يتاب منه، وهي مخالفة لدعوة الرسل ودعاء إلى خلاف ما جاءوا به، فإذن نال منه البدعة وجعله من أهلها صار نائباً له وداعياً من دعاته، فإن أعجز من هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الثالثة وهي :

3- الكبائر :
على اختلاف أنواعها : فهو أشد حرصاً على أ ن يوقعه فيها ولا سيما إن كان عالماً متبوعاً فهو حريص على ذلك لينفر الناس عنه، ثم يشيع من ذنوبه في الناس ويستنيب منهم من يشيعها تقرباً بزعمه إلى الله وهو تائب إبليس ولا يشعر، { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم } ، هذا إذا أحبوا إشاعتها فكيف إذا تولوا هم إشاعتها، فإن عجز عنه هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الرابعة وهي :

4- الصغائر :
التي إذا اجتمعت فربما أهلكت صاحبها كما قال النبي عليه الصلاه والسلام { إياكم ومحقرات الذنوب فإن مثل ذلك مثل قوم نزلوا بفلاة من الأرض }

فإن عجزه العبد في هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الخامسة وهي:

5- اشتغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب :
بل عاقبتها فوات الثواب الذي ضاع عليه باشتغاله بها، فإن أعجزه العبد في هذه المرتبة وكان حافظاً لوقته شحيحاً به يعلم أنه مقدار أنفاسه وانقطاعها ومايقابلها من النعيم والعذاب، نقله إلى المرتبة السادسة وهي :

6- أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه :
ليفوته ثواب العمل الفاضل ، فيأمره بفضل الخير المفضول ويحضه عليه إذا تضمن ترك ما هو أفضل منه ، وقلّ من ينتبه لهذا من الناس .



وتأمل السر في قوله تعالى : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ }
ولم يقل قلوبهم، والصدر هو ساحة القلب، وهو بمنزلة الدهليز وبيته، فمنه يدخل الواردات إليه فيجتمع في الصدر ثم يلج في القلب، وفي القلب يخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود، ومن فهم هذا فهم قوله { وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته ويلقى ما يريد إلقاءه إلى فهو موسوس في الصدر وسوسة واصلة إلى القلب، ولهذا قال تعالى : { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ } ولم يقل فيه؛ لأن المعنى أنه ألقى إليه ذلك وأوصله إليه فدخل في قلبه .


وقوله تعالى { مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }

قوله مِنْ الْجِنَّةِ بيان للذي يوسوس ، وأنهم نوعان :

إنس وجن ، فالجني يوسوس في صدر الإنسي والإنسي يوسوس إلى الإنسي

فإن الوسوسة : هي الإلقاء الخفي في القلب وهذا مشترك بين الجن والإنس وإن كان إلقاء الإنسي ووسوسته إنما هي بواسطة الأذن ، والجني لا يحتاج إلى الواسطة ؛ لأنه يدخل في ابن آدم ويجري منه مجرى الدم ، على أن الجني قد يتمثل ويوسوس إليه في أذنه كالإنس .



يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
ونختم الكلام على السورتين في ذكر قاعدة نافعة فيما يعتصم به العبد من الشيطان، ويحترز به منه وذلك عشرة أسباب :

أحدها : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم،
قال تعالى : { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } المراد بالسميع هنا سميع الإجابة، لا السمع العام .

الحرز الثاني : قراءة هاتين السورتين،
فإن لهما تأثيرًا عجيباً في الاستعاذة بالله من شره ودفعه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : { ما تعوذ المتعوذون بمثلهما }
وذكر { أن من قرأهما مع سورة الإخلاص ثلاثاً حين يمسي وثلاثاً حين يصبح كفته من كل شيء }


الحرز الثالث : قراءة آية الكرسي .


الحرز الرابع : قراءة سورة البقرة
ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : { إن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان }

الحرز الخامس : خواتيم البقرة ، فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : { من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه }


الحرز السادس : أول سورة حم المؤمن إلى قوله : { إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }


الحرز السابع : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت حرزاً له من الشيطان يومه ذلك } .


الحرز الثامن : وهو من أنفع الحروز من الشيطان : كثرة ذكر الله عز وجل،
وهذا بعينه هو الذي دلت عليه سورة الناس، فإنه وصف الشيطان فيها بأنه الخناس، والخناس: الذي إذا ذكر العبد ربه انخنس، فإذا غفل عن ذكر الله التقم القلب وألقى إليه الوساوس ، فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذكر الله عز وجل .


الحرز التاسع : الوضوء والصلاة وهذا من أعظم ما يتحرز العبد به، ولا سيما عند الغضب والشهوة،
فإنها نار تصلى في قلب ابن آدم وهذا أمر تجربته تغني عن إقامة الدليل .


الحرز العاشر : إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس،
فإن الشيطان إنما ينال غرضه من ابن آدم فيه هذه الأبواب الأربعة :

- فإن فضول النظر يدعو إلى استحسان وقوع المنظر غليه في القلب والاشتعال به. وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { النظر سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه } .

- وأما فضول الكلام فإنها تفتح للعبد أبواباً من الشر كلها مداخل للشيطان فإمساك فضول الكلام يسد عنه تلك الأبواب وكم من حرب جرتها كلمة واحدة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم } .

وأكثر المعاصي إنما تولد من فضول الكلام والنظر ، وهما أوسع مداخل الشيطان ، فإن جارحتيهما لا يملان ولا يسأمان بخلاف البطن، فإنه إذا امتلأ لم يبقَ فيه إرادة للطعام . وأما العين واللسان فلو تركا لم يفترا، وكان السلف يحذرون من فضول النظر، وكانوا يقولون : ما من شيء أحوج إلى طول السجن من اللسان ، وأما فضول الكلام : فهو داع إلى أنواع كثيرة من الشر، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصي ويثقله عن الطاعات وحسبك بهذا شراً .

- وأما فضول المخالطة : فهي الداء العضال الجالب لكل شر وكم سلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة ! وكم زرعت من عداوة ! وكم غرست في القلب من حزازة ! ففضول المخالطة بمقدار الحاجة ، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينهما دخل عليه الشر :

أحدها : من مخالطته كالغذاء ولا يستغنى عنه في اليوم والليلة ، فإذا أخذ حاجته منه ترك الخلطة ، ثم إذا احتاج إليه خالطه. هكذا على الدوام .

القسم الثاني : من مخالطتهم كالدواء تحتاج إليه عند المرض فإذا كنت صحيحاً فلا حاجة لك في خلطته، وهم من لا تستغني عن مخالطتهم في مصلحة المعاش .

القسم الثالث : من مخالطتهم كالدواء على اختلاف أنواعه وقوته وضعفه فمنهم من مخالطته كالداء العضال، وهو من لا تربح عليه في دين ولا دنيا ومع ذلك فلا بد أن تخسر عليه الدين والدنيا أو أحدهما، فهذا إذا تمكنت مخالطته واتصلت، فهي مرض الموت المخوف. ومنهم من مخالطته كوجع الضرس فإذا فارقك سكن الألم. ومنهم من مخالطته حمى الرِبْع: وهو الثقيل البغيض الذي لا يحسن أن يتكلم فيضيرك ولا يحسن أن ينصت فيستفيد منك، ولا يعرف منزلته فيضعها في منزلتها بل إن تكلم فكلامه كالعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه بكلامه، وإن سكت فأثقل من نصف الرحى العظيمة التي لا يطاق حملها .


القسم الرابع : من مخالطته الهلك كله ومخالطته بمنزلة أكل السم، فإذا اتفق لأكله ترياق وإلا فأحسن الله فيه العزاء. وما أكثر هذا الضرب في الناس هم أهل البدع والضلالة الصادون عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الداعون إلى خلافها، فيجعلون البدعة سنة والسنة بدعة .

فمن كان بواب قلبه وحارسه من هذه المداخل الأربعة التي هي أصل بلاء العالم وهي : فضول النظر والكلام والطعام والمخالطة، واستعمل ما ذكرناه من الأسباب التسعة التي تحرز بها من الشيطان، فقد أخذ بنصيبه من التوفيق وسد على نفسه باب جهنم وفتح له باب الرحمة، ويوشك أن يحمد عند الممات عاقبة هذا الدواء فعند الممات يحمد العبد التقي، وعند الصباح يحمد القوم السري، والله الموفق لا رب غيره ولا إله سواه .


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه خاتم النبيين والمرسلين .
 

محمود ثابت

عضو موقوف
محظور
إنضم
8 يناير 2015
المشاركات
219
مستوى التفاعل
415
النقاط
72
الإقامة
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. بارك الله فيكِ أختي الكريمة وأعز شأنكِ وزادكِ علما وحلما وفقها وفهما ..فلا نجد من الكلمات من نستطيع بها التعبير عن جمال هذا الكلام ..فلو فُسر القرآن كله بهذا الطريقة وذلكِ النهج لفهمنا القرآن إجمالا وتفصيلاً وما حدث سوء فهم له ..
 
إنضم
18 نوفمبر 2013
المشاركات
3,690
مستوى التفاعل
11,522
النقاط
122
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاها و جزاكِ الله كل خير وجميع المسلمين

لكن القائها جزاها الله ووالديها الفردوس الاعلى وغفر الله لها وهداها لما فيه كل خير وصلاح لدينها ودنياها غير وبطريقة سهلة وبسيطة لكنها شاملة .

.فلا نجد من الكلمات من نستطيع بها التعبير عن جمال هذا الكلام ..فلو فُسر القرآن كله بهذا الطريقة وذلكِ النهج لفهمنا القرآن إجمالا وتفصيلاً وما حدث سوء فهم له ..


مما أعانها و عزز و يسر طرحها نقلها و اختصارها لما أورده الإمام ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة في كتابه " تفسير المعوذتين "
http://waqfeya.com/book.php?bid=290
 

محمود ثابت

عضو موقوف
محظور
إنضم
8 يناير 2015
المشاركات
219
مستوى التفاعل
415
النقاط
72
الإقامة
.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاها و جزاكِ الله كل خير وجميع المسلمين






مما أعانها و عزز و يسر طرحها نقلها و اختصارها لما أورده الإمام ابن القيم رحمه الله رحمة واسعة في كتابه " تفسير المعوذتين "
http://waqfeya.com/book.php?bid=290
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..أخي الكريم عمر كلامك لا جدال فيه ..فكلنا عالة في العلم والفهم على ابن القيم وابن تيمية وسائر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعا ..أنا آسف ٱن فهم أحد مني غير ذلك ..لقد قصدتُ هنا طريقة الالقاء التي تناسب هذا العصر الذي لا يستطيع الكثير من الناس فيه فهم وادراك بلاغة وكل معاني كلام العلماء السلف الكرام ......بارك الله فيك أخي الكريم علي التعديل والتصحيح ونرجو منك دائما إدراك ما زللنا فيه وتصويب الخطأ الذي نقع فيه....وآسف مرة أخرى على سوء التعبير ..
 
إنضم
18 نوفمبر 2013
المشاركات
3,690
مستوى التفاعل
11,522
النقاط
122
أنا آسف ٱن فهم أحد مني غير ذلك
بارك الله فيك أخي الكريم علي التعديل والتصحيح ونرجو منك دائما إدراك ما زللنا فيه وتصويب الخطأ الذي نقع فيه....وآسف مرة أخرى على سوء التعبير ..
يا أخي الكريم جزاك الله كل خير
على رسلك ..أنت لم تخطئ و لم يفهمك أحد بسوء و لا يوجد شيء لتعتذر منه:eek::)
فقط أحببت أن أشير أن التفسير للإمام ابن القيم للفائدة لا أكثر
أنا الآن اعتذر منك على سوء فهمي و ردي:D
 

مواضيع ممائلة

ع
الردود
0
المشاهدات
1K
منهاج المسلم
عبدالعزيز الحسني
ع