نحن لن نعاملهم بالمثل لأن ديننا أعطانا قواعد للتعامل مع الكفار. المحبة والمودة والرحمة القلبية لا تجوز على الكافر بل فقط على المسلمين ولكن ندعو للمسالمين منهم بالهداية والمحاربين بالانهزام والاستئصال.
أما بالإجمال فيجوز لنا الدعاء على أقوام ظلمونا بدون حاجة لاستثناء المسالمين منهم كمثل حكم المسلمين الذين يعيشون بين ظهراني المشركين ولا يريدون الهجرة لبلد الإسلام بدون عذر، فقال الله فيهم.
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء : 97]
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
عن ابن عباس قال : كان قوم من أهل مكة أسلموا ، وكانوا يستخفون بالإسلام ، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم ، فأصيب بعضهم بفعل بعض قال المسلمون : كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا ، فاستغفروا لهم ، فنزلت : ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم [ قالوا فيم كنتم ) إلى آخر ] الآية ، قال : فكتب إلى من بقي من المسلمين بهذه الآية : لا عذر لهم .......
وقال السدي : لما أسر العباس وعقيل ونوفل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : " افد نفسك وابن أخيك " قال : يا رسول الله ، ألم نصل قبلتك ، ونشهد شهادتك ؟ قال : " يا عباس ، إنكم خاصمتم فخصمتم " . ثم تلا عليه هذه الآية : ( ألم تكن أرض الله واسعة [ فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا ] ) رواه ابن أبي حاتم .
ماذا قال الله للمسلمين الذين يعيشون في أوسطهم بلا عذر حقيقي؟ "فأولئك مأواهم جهنم" فما بالك بالكفار أصلا.
رابط القراءة والتفسير والتلاوة:
http://quran.ksu.edu.sa/index.php?aya=4_97