إذن، فهناك ثنائية الخلق والأمر، المرتبطة بثنائية القضاء والقدر، وكذلك ثنائية "الكل والجميع" (قابلية التجزئة). وهناك الآن ثنائية المكان والزمان. فالمكان مخلوق، وهو بصفته العامة السموات والأرض، وكل هذا من خلق الله سبحانه وتعالى، أما الزمان فهو من الأمر، لأنه تكون من أول ما خلق الله السموات والأرض وبدأ تسبيحه لله (الحركة). عندها بدأت الملائكة (أرقى أنواع الخلق) والروح (أرقى أنواع الأمر) تعرج فيه، ومن هنا الآية الكريمة "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" إذن كان قُطر السموات والأرض "خمسين ألف سنة". ولما كانت الملائكة مخلوقة من "نور"، والضوء هو نور (أمر) وجسيمات (خلق) مزدوجة معا (فوتونات) فنقيس سرعتها على سرعة الضوء وهو أصبح من المعلوم الآن (300,000 كيلومتر في الثانية تقريبا). فاضرب إن شئت هذا الرقم بالرقم الناتج عن تحويل "خمسين ألف سنة" إلى ثوانْ لتحصل على قُطر الكون في أول خلق السموات والأرض منذ مليارات السنين. ولما كان سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم "والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون"، أصبح على العلماء التجريبيين معرفة مقدار تسارع هذا التوسع، ليعرفوا سعة الكون في لحظة من الزمن. فيزياء كونية.