من نعمة الله ورحمته الواسعه أنه جعلنا نتعبد الليالي العشر كلها ، فلو عرفناها لما صلى أغلبنا في باقي الليالي إلا الفريضه
أما أنا فبدون جزم إلا أني يغلب على ظني أنها ثابته لاتتغير ، وأنها هي ليلة 27
وقد كنت سابقاً مقتنع بماذهب إليه بعض مشايخنا في بلاد الحرمين من القول الإجتهادي أنها تتنقل
ولكن حين أعدت النظر في ما روي عن الصحابه الكرام خاصة من علماء الصحابه وأعرفهم بالقرآن مثل أبي بن كعب رضي الله عنه كما في صحيح مسلم أنه يحلف أنها ليلة 27 ولم ينكر عليه أحد من الصحابه
وإيضا روى ابن أبي شيبه أن حنان السهمي قال سألت زرا عن ليلة القدر فقال كان عمر وحذيفه وأناس من أصحاب النبي لايشكون أنها ليلة 27
فهل كان عمر وحذيفه وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابه يجهلون أنها تتنقل ؟
ايضاً حين بدأ الناس يهتمون بالإعجاز العددي في القرآن ظهرت علامتان عجيبتان لايمكن أن يكونا صدفه أبدا
وقد ذكرت ليلة القدر في القرآن في موضعين في سورة القدر ، وفي أول سورة الدخان
وفي كلا الموضعين يوجد إعجاز عددي عجيب
ففي الأولى وهي سورة القدر عدد كلمات السوره 30 كلمه ، والكلمه رقم 27 كانت قوله تعالى ( هي )
( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ )
وفي أول سورة الدخان إذا عددت 27 حرفا تجدها تنتهي عند قوله تعالى( في )
أحسب تجد عدد الأحرف 27 : ( حم. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي )
لايمكن أن تكون صدفه
ولكن حتى لو إقتنعت تماماً أنها ليلة 27 فلا تفرط في أي ليله من الليالي الفاضلة التي كان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يحييها كامله ، ولا أشك أن كل ليله من تلك الليالي غير ليلة القدر أن لها مكانه وقدر عند الله تعالى وأن أجرها عظيم وأن الله لن يضيع أجر الصالحين الذين يطلبون رضوانه بقيامها كلها خاصة أنه هو الذي إختار أن يخفيها لنقوم كل تلك الليالي فله الحمد والشكر وهو أكرم الأكرمين