لماذا لم يصف الله نفسه

[سماح الدين]

معذرهً لكن اشعر ان السؤال فيه سوء ادب مع الله جل جلاله وتعالى علواً كبيرا

ثم انه سبحانه وصف لنا الجنه والنار فلا نحن قدنا انفسنا للحسنات والاجر العظيم وفزنا بالجنه برحمه الله سبحانه

ولا نحن انتهينا عن المعاصي فتجنبناها وتوقينا عذاب الواحد القهار سبحانه

اللهم ارحمنا برحمتك

أخي الفيصل
أنا عذرت سؤال أخينا
تعرف لماذا لأني فكرت يوما بكل هذه الافكار
لذلك كنت اتوقف عند سورة الرحمن واتوقف عند سورة النور
ثم أردد
قل هو الله أحد
الى آخر السورة
طبيعة الانسان التفكير والوساوس المهم أن نضع لها حدا
ولا نجعل للشيطان نعوذ بالله منه
مدخلا يدخل منه
والله علم بنا وأمرنا أن لا نفكر بذاته فنهلك
أما التقصير
فمن منا غير مقصر بشيء ومن منا يدعي الكمال
تقبل مرور أختك المشاكسه

 

[متابعه]

وقال أيضا:
((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة))
وقال الحديث الشريف:
((سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر))
وقال أيضا: أنه ليس هناك جمال ونعيم يفوق
جمال الله عز وجل

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
قال تعالى : ( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )
صدق الله العلي العظيم .

 

[أرابيان]

السلام عليكم، و رحمة الله تعالى و بركاته
السر موجود في الاية الكريمة : قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )
هناك بعض المواضيع في الدين، من الافضل لعوام المسلمين ان يتجنبوا الخوض فيها، ان كان الرسول عليه الصلاة و السلام لم يتوقف عندها، و لا الصحابة سألوه عن وصف الله القدير عندما حدثهم بالحديث الصحيح : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن
استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا) رواه البخاري في كتاب التوحيد رقم 7434
هل الصحابة لا يريدون ان يستعملوا المنطق و العقل، هناك أمور في منهج السنة و الجماعة تتطلب التسليم و الايمان التام بدون بحث او نبش لان النهاية ستؤدي إلى مهلكات اما الالحاد او التشكيك في الايمان

في المعراج، اختلف الصحابة هل رأى الرسول عليه الصلاة و السلام الله عز و جل رؤي العين او بالقلب،
فقد ثبت عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ وَهُوَ يَقُولُ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ... ) رواه البخاري( التوحيد/6832)

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ نُورٌ أَنَّى أراه رواه مسلم ( الإيمان/261)

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قَالَ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ رواه مسلم (الإيمان/258) ،
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : فصل وأما الرؤية فالذى ثبت فى الصحيح عن ابن عباس انه قال راى محمد ربه بفؤاده مرتين ، وعائشة أنكرت الرؤية . فمن الناس من جمع بينهما فقال عائشة أنكرت رؤية العين وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد ، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هى مطلقة أو مقيدة بالفؤاد ، تارة يقول راى محمد ربه ، وتارة يقول رآه محمد ، ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه . وكذلك الامام أحمد تارة يطلق الرؤية وتارة يقول رآه بفؤاده ولم يقل أحد أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه ، لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق ففهموا منه رؤية العين ، كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس ففهم منه رؤية العين وليس فى الادلة ما يقتضى أنه رآه بعينه ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا فى الكتاب والسنة ما يدل على ذلك بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل كما فى صحيح مسلم عن أبى ذر قال سألت رسول الله هل رأيت ربك فقال نور أنى أراه . وقد قال تعالى : ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا ) ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى ، وكذلك قوله : أفتمارونه على ما يرى لقد رأى من آيات ربه الكبرى . ولو كان رآه بعينه لكان ذِكْرُ ذلك أولى .

قال : وقد ثبت بالنصوص الصحيحة واتفاق سلف الامة انه لا يرى الله أحد فى الدنيا بعينه الا ما نازع فيه بعضهم من رؤية نبينا محمد خاصة واتفقوا على أن المؤمنين يرون الله يوم القيامة عيانا كما يرون الشمس والقمر . أهـ والله أعلم
________
إن كان المسلم عالما فيمكن ان يبحث في هذه الامور المتشعبة، و لنا في الدكتور مصطفى محمود رحمه الله عبرة، فهو لديه كتب قيمة و محاضرات عن الايمانيات و الغيبيات، لكن بالنسبة لعوام المسلمين، يجب التصديق بما جاء في الكتاب و السنة و التقيد به،..
الجواب عن لماذا لا يوجد وصف لله عز و جل في الكتاب و السنة ؟ أن الله عز و جل هو فعال لما يريد،لم ينص على وصفه لان العقل البشري لا يمكن ان يتحمل الوصف، و لكي تصف شيئ يجب ان تكون هناك مقارنة، و الله الواحد الاحد لا يمكن ان يقارب باي شيئ هو من خلقه، فعندما نقول الله الصمد ، فلا يمكن للانسان او الجان ان يفسر ما معنى الصمد، من اين يبدأ الوصف و اين ينتهي...

في منهج اهل السنة و الجماعة، المومنون الموحدون الدين يدخلون الجنان، سيرون ربهم ، هناك من يراه صبحا و عشيا، و هناك من يراه مرة في اليوم، و هناك من يراه في يوم المزيد، و هناك من يراه مرة في الشهر، التفاضل حسب الاعمال في الدنيا و الدرجات في الاخرة، و افضل ما يمكن ان يعطى للمومن في الجنة هو رؤية الله عز و جل ...
بالنسبة لوصف الجنة، ما يوجد في الكتاب و السنة و تفسيرات علماء السلف و المعاصرين، هو القليل في ملكوت الله، في حديث النبوي الشريف : عن أبي هريرة ء رضي الله عنه ء أن رسول الله ء صلى الله عليه وسلم ء قال: ((قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر))؛ رواه البخاري

روا الحديث : ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر يعني ان الانسان بالعقل البشري لا يمكن ان يستوعب ما ينتظره في الجنان، مستحيل ان يعرف ما ينتظره، في الكتاب و السنة، هناك وصف وجيز للجنان و هناك وصف وجيز للعذاب في السعير و العياذ بالله، لانه لم تعرفنا على ما يوجد في الجنان او في السعير، ربما سيجن الانسان او يدخل في مرحلة الخروج من الوعي الانساني
يقول الله عز و جل في كتابه العزيز : فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
العلماء حاروا في تفسير كلمة : قُرَّةِ أَعْيُنٍ ما هي القرة و ما نوعها، و كيف سيكون حجمها، !! هذا من اسرار الله عز و جل
قال الحافظ في الفتح: زَادَ اِبْن مَسْعُود فِي حَدِيثه: وَلَا يَعْلَمهُ مَلَك مُقَرَّب وَلَا نَبِيّ مُرْسَل. أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي حَاتِم... ووقع في حديث آخر أن سبب هذا الحديث أن موسى عليه السلام سأل ربه من أعظم أهل الجنة منزلة فقال: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر... ومصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين..
مثال بسيط، اقل مومن في الجنة، لديه مثل الدنيا 10 مرات ، يعني لديه الكون الان الدين نحن فيه 10 مرات، كيف يعقل لانسان وحيد ان يتجول في الكون يعادل 10 مرات الارض الان !! ،
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم" ‏إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الجنّة رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ حَبْوًا فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجلَّ له: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأى فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجلَّ له: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلأى فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلأى فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجلَّ له :اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا ‏ ‏أَوْ إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا،‏ ‏فَيَقُولُ أَتَسْخَرُ بي ‏ ‏أَوْ تَضْحَكُ بي ‏ ‏وَأَنْتَ الْمَلِكُ، قال: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فكَانَ يَقُولُ: " ذَلكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً" وقد جاء أيضا عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه و أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا دَخلَ أهلُ الجَنةِ الجَنةَ ‏يُنَادِي مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا ‏ ‏تَسْقَمُوا ‏ ‏أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا ‏ ‏تَهْرَمُوا ‏ ‏أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلا ‏ ‏تَبْأَسُوا ‏ ‏أَبَدًا " رواه مسلم.
فما بالك بالمومنين الصديقين العليين الدين غرس الله كرامتهم بيده و ختم عليها، كم سيكون لهم من جنان و ما هي عرضها و ماذا فيها، يعني لو فكرنا بالعقل البشري، سننتهي في عالم السريالية...
هناك امر اخر في الجنان حسب ما قرأت في الكتاب و السنة و هو موضوع الخلود الابدي، سيفنى الموت، النوم و الوقت، لن يعود هناك وقت، الخلود يعني أنك تعيش و تحيا بدون وقت زمني كما هو الحال في الدنيا، هنا في هذا العالم، الحياة مرتبطة بالوقت، العمل، الدراسة، تربية الاولاد، الهموم، المشاكل، الجري وراء المال، الصحة، المرض، الانسان يصبح آلي مرتبط بالوقت، يجب ان ينام 8 ساعات، يستيقظ يجري طوال النهار و يرجع تعب و نكد ليرتاح في الليل و ربما لا يرتاح..
في الجنة لن يكون هناك لا نوم، لا مرض و لا موت و لا وقت و لا فصول....
اخر امر كما قال د.مصطفى محمود رحمه الله، للمومن جنان و ليس جنة واحدة كما ذكر في الكتاب : دائما الله عز و جل يستعمل : جنات الفردوس و النعيم، جنات الخلد، فالمومن سيدخل جنات و ليس جنة و احدة،
قال الله عز و جل : ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)،
الموضوع كبير و متشعب، نسأل الله العلي القدير في هذا اليوم العظيم الرحمة و المغفرة و دخول جنات الفردوس و النعيم بلا حساب و لا سابق عذاب، و النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم

 

[صالح الشعيبي]

السلام عليكم

ردا على سؤالك: لماذا لم يصف الله نفسه...

الجواب في هذه السطور التالية:

في يوم من الأيام تقابل رجل بصير مع كفيف بصر... والكفيف يختلف عن الأعمى بأنه منذ أن ولد وهو لا يرى شيئا ولكن الأعمى قد يكون بصيرا ثم يأتيه العمى بقدر الله... متعنا الله وعافنا بأبصارنا...
فقال الكفيف للرجل البصير أريد أن أسألك سؤالا: أنا اسمعكم تتكلمون عن الألوان وتقولون هذا لونه كذا وهذا لونه كذا ومنهم من يقول يعجبني اللون كذا... فأرجوك اشرح لي الألوان بل سأسهل عليك السؤال أوصف لي اللون الأخضر أو الأزرق أو الأبيض أو أي لون والفروق بينهم...
هنا تلعثم الرجل البصير وقال: لا أستطيع وإن حاولت فلن تستوعب وإن شرحت لك سنين ولن تفهم لأنك لم ترهم من قبل أبدا..
****
فالله المثل الأعلى... لم يره أحد ولن يستوعب أحد وصفه ﻷنه سبحانه لا مثيل له...
نحن كل ما ندركه هو عن سابق تجربة للشيء ورؤيتنا له بالسابق أو علمنا به أو تجربتنا له
وغير ذلك لن نفهمه وإن وصفها لنا أحد لسنين... وقد نعلم بعض الأمور لوجود ضدها، مثلا لم نجرب الخلود ولكن نعلمه لأننا نرى ضده وهو الفناء والموت... والله سبحانه في الحديث وصف بوصف ليس لنا قدرة على استيعابها بعقولنا المحدودة فقد وصف بأنه أول فليس قبله شيء وآخر فليس بعده شيء وظاهر فليس فوقه شيء وباطن فليس دونه شيء ولا يحصره الزمان والمكان وعلمه لم يسبقه جهل ولا يتبعه نسيان فله العلم المطلق وقوته لم يسبقها ضعف ولا يتبعها خور فله القوة المطلقة وهو مستوي على عرشه سبحانه فوق السموات السبع يعلم كل شيء وكل شيء هالك إلا وجهه فهو سبحانه له وجه وعينان ويدان (وكلتا يديه يمين) وله ساق كما في الآية ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) ولديه قدم سبحانه كما ذكر بالحديث يطأ بقدمه على أهل النار... فكل تلك الأوصاف مسميات ولا يجوز تخيلها أو مقارنتها بما في الدنيا وهي وإن وصفت لن نستوعبها بل كل ما نعلمه أن جماله سبحانه يفوق الوصف ولا يعدله جمال أبدا.
وكذلك وصف الجنة بالكتاب والسنة مختصر لأنه كما قيل بالأثر ليس في الجنة من الدنيا غير الأسماء فما ذكر لنا من وصف للجنة نحن نستوعبه بالقدر الذي تعايشنا به بما يشبهه بالدنيا ولكن حتما بالجنة أجمل وأكمل بل وسنتفاجئ به وسنرى أمور جديدة لم نرها من قبل...

والله أعلى وأعلم

 

[هشام رانو]

اللهم ارزقنا الجنة وارضى عنا وعلمنا ما نجهل

 

[سماح الدين]

السلام عليكم

ردا على سؤالك: لماذا لم يصف الله نفسه...

الجواب في هذه السطور التالية:

في يوم من الأيام تقابل رجل بصير مع كفيف بصر... والكفيف يختلف عن الأعمى بأنه منذ أن ولد وهو لا يرى شيئا ولكن الأعمى قد يكون بصيرا ثم يأتيه العمى بقدر الله... متعنا الله وعافنا بأبصارنا...
فقال الكفيف للرجل البصير أريد أن أسألك سؤالا: أنا اسمعكم تتكلمون عن الألوان وتقولون هذا لونه كذا وهذا لونه كذا ومنهم من يقول يعجبني اللون كذا... فأرجوك اشرح لي الألوان بل سأسهل عليك السؤال أوصف لي اللون الأخضر أو الأزرق أو الأبيض أو أي لون والفروق بينهم...
هنا تلعثم الرجل البصير وقال: لا أستطيع وإن حاولت فلن تستوعب وإن شرحت لك سنين ولن تفهم لأنك لم ترهم من قبل أبدا..
****
فالله المثل الأعلى... لم يره أحد ولن يستوعب أحد وصفه ﻷنه سبحانه لا مثيل له...
نحن كل ما ندركه هو عن سابق تجربة للشيء ورؤيتنا له بالسابق أو علمنا به أو تجربتنا له
وغير ذلك لن نفهمه وإن وصفها لنا أحد لسنين... وقد نعلم بعض الأمور لوجود ضدها، مثلا لم نجرب الخلود ولكن نعلمه لأننا نرى ضده وهو الفناء والموت... والله سبحانه في الحديث وصف بوصف ليس لنا قدرة على استيعابها بعقولنا المحدودة فقد وصف بأنه أول فليس قبله شيء وآخر فليس بعده شيء وظاهر فليس فوقه شيء وباطن فليس دونه شيء ولا يحصره الزمان والمكان وعلمه لم يسبقه جهل ولا يتبعه نسيان فله العلم المطلق وقوته لم يسبقها ضعف ولا يتبعها خور فله القوة المطلقة وهو مستوي على عرشه سبحانه فوق السموات السبع يعلم كل شيء وكل شيء هالك إلا وجهه فهو سبحانه له وجه وعينان ويدان (وكلتا يديه يمين) وله ساق كما في الآية ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) ولديه قدم سبحانه كما ذكر بالحديث يطأ بقدمه على أهل النار... فكل تلك الأوصاف مسميات ولا يجوز تخيلها أو مقارنتها بما في الدنيا وهي وإن وصفت لن نستوعبها بل كل ما نعلمه أن جماله سبحانه يفوق الوصف ولا يعدله جمال أبدا.
وكذلك وصف الجنة بالكتاب والسنة مختصر لأنه كما قيل بالأثر ليس في الجنة من الدنيا غير الأسماء فما ذكر لنا من وصف للجنة نحن نستوعبه بالقدر الذي تعايشنا به بما يشبهه بالدنيا ولكن حتما بالجنة أجمل وأكمل بل وسنتفاجئ به وسنرى أمور جديدة لم نرها من قبل...

والله أعلى وأعلم

بارك الله فيك أخوي شرح جميل جدا

 

[السبيل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمنت بالله

 

[كاديلاك]

اشهد ان لا اله الا الله فردا واحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولم يتخذ ولدا .واشهد ان محمدا عبده ورسوله

 

[أرطبون العرب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله رامي إبراهيم ، جزاك الله خير وبارك الله فيك وزادك الله من نعيمه
وكل من شارك في الموضوع
وعجبني صدق النية في سؤالك
والدليل روعة وجمال المشاركات في الموضوع من إخواني وإخواتي في الله
واللي كفو و وفو فيها ، جزاهم الله خير
بس حبيت آنبه علي شى مهم وهو الأنتباه من مداخل الشيطان علينا
وخاصة لمن لا يملك العلم الشرعي الكافي
وسؤالك ممكن نعتبره مدخل من مداخل الشيطان للمسلم قليل العلم
لو جلس يفكر بالسؤال بدون علم وبدون البحث وسؤال العلماء
لأن فيه إشياء اقدر أسميها بالـ الخط الرفيع او شعرة الجنون
وهي لمن لا يملك العلم الكافي تعتبر قاتله له
وهي لمن لا يملك العلم الكافي صعب فهمها عليه
وهي لمن لا يملك العلم الكافي صعب يجتهد فيها
لان الأجتهاد في الدين له أهله وهم العلماء الربانيين
وقيس عليها في اي فن من العلوم تحتاج سؤال المتخصص
( حتي لا نوكل ونوخذ من قبل الشيطان ولعدم علمنا ( نحن قليلين العلم ، العلم الشرعي
ولعدم علمنا بما هو مسموح ( الحدود ) لنا أن نفكر فيه
وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم
رغم يقيننا أن الله لم يترك لنا شئ إلا بينه في كتابه الكريم وسنة محمد رسول الله ، صلى الله عليه وسلم
.
وجزاكم الله خير
.
والسلام عليكم

 

[بلوري]

السؤال غير صحيح .. وذلك أن لله الكثير من الصفات التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله و لا يجوز للمسلم أن يبتدع و يزيد صفات من عنده ..
و الانسان في الحقيقة لا يحتاج لغيرها .. ​