• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
14 يوليو 2013
المشاركات
158
مستوى التفاعل
366
النقاط
72
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" ما فعل اللهُ بك"
الرؤى المنامية في كتب التراث
بقلم أ.د. رياض بن حسن الخوام
جامعة أم القرى
عرضت الكتب التراثية لهذه الظاهرة التي تصور مشهداً تجري أحداثه بعد الموت يعد هذا المشهد خبراً أو أثارة من ذاك العالم الآخر ، يُستأنس به ، ويُستروحُ بدلالاته وإيحاءاته ، ولهذا وُجد فنُّ " تعبير الرؤيا " وكثرت المؤلفات فيه ، فالرائي يتلهف إلى معرفة ما تحمله رؤياه من رموز ، ربما تكون مبشرة له أو منفرة منغصة لحياته ..وحين كنت أقرأ في كتب التراجم لحظت هذه الظاهرة شاملة متنوعة ، فهي عند الناس جميعاً ذكوراً وإناثاً ،على شتى أصنافهم وأنواعهم وأحوالهم ومقاماتهم ومكاناتهم ومذاهبهم ، فمنهم اللغويون ومنهم الأدباء والشعراء ومنهم القراء والفقهاء والزهاد.فرأيت أن أشير إلى هذه الظاهرة الطريفة ذاكراً أمثلة توضح صورتها ، وتحدد معالمها ، ففي ذلك فائدة أية فائدة ، إذ هي لا تخلو من وعظ وإرشاد وتوجيه وتسديد, وعلم وحكم, وأهداف سامية وأغراض نبيلة .لقد رأى أحد الصالحين في النوم الخليلَ بن أحمد الفراهيدي أستاذ العربية وشيخ النحاة - وهو الذي مات بارتطام رأسه بسارية المسجد كما قيل – فقال له : ماصنعَ الله بك؟ قال : رأيت ما كنا فيه ، لم يكن شيئاً، وما وجدت افضلَ من سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر 1، ولا عجب من ذلك ، فالخليل عالم معلّم في حياته وبعد مماته ، وانظر إلى ترغيبه هذا الداعي فيه إلى هذا الذكر المشهور.وللخليل خصّيصة خاصة ، تتصل بالرؤيا ، فقد كان الرجل معبراً للرؤيا نستدل على ذلك بما ذكره أبو الطيب اللغوي فيما حكاه الأصمعي قال: سألت الخليل بن أحمد عن اللؤلؤ في النوم – وكان الخليل من أعبر من رأيت للرؤيا – فقال حدثني هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين: أن اللؤلؤ القرآن2أما سيبويه تلميذ الخليل الذي مات كمداً – كما ذكرنا في المقالة السابقة -فقد حُكي أنه رؤي في المنام ، فقيل له : ما فعل بك الله؟ فقال: خيراً كثيراً، لجعل اسمه أعرف المعارف 3وذكر الأنباري أن عبدالوهاب بن حريش قال : رأيت الكسائي في النوم فقلت له : ما فعل الله عزوجل لزوجك؟ قال: غفر لي بالقرآن 4ورأى ابن العماد الأصفهاني ابن الخشاب صاحب المرتجل في المنام بعد موته ، وقال له : ما فعل الله بك ؟ فقال : خيراً، فقلت : وهل يرحم الله الأدباء ؟ قال : نعم ، قلت : وإن كانوا مقصرين ؟ قال : يجري عتابٌ كثير ثم يكون النعيم5 وروى السيوطي نحواً من ذلك بتفصيل آخر ، قال ، ورئي بعد موته بمدة في النوم على هيئة حسنة فقيل له : ما فعل الله بك ؟ قال غفر لي ، قيل : ودخلتَ الجنةَ ؟ قال: نعم, إلا أن الله أعرض عني . قيل : وأعرض عنك؟ قال : نعم ، وعن كثير من العلماء ممّن لايعمل6وذكر الفاسي أن الدميري رأى في المنام القاضي أبا الفضل النويري فسأله عن حال الشيخ أبي العباس نحويّ الحجاز ، أحمد بن محمد بن عبدالمعطي المتوفى بمكة سنة 788هـ، فقال له ما معناه : إنه في مقعد صدق7وذكر السيوطي في ترجمة محمد بن محمد بن جندب المتوفى سنة 682هـ ، أنه أخذ النحو عن الجمال بن مالك وأنه كان من كبار أصحابه ، وأنه رئي في النوم بعد مماته ، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال : كل خير، نحن نفترش السندس ، رزقك الله ما رزقنا.8 وأشار أيضاً في ترجمة عمر بن عبدالله أبي القاسم النحوي الدباسي الى أنه برع في النحو واللغة، وقال عنه ابن النجار: أنه رآه في المنام بعد موته بخمسة عشر يوماً وهو فرحان ، فقال له: ما فعل الله بك؟ فقال : الآن خرجت من السجن 9.وحبهم للعلم وشغفهم به جعلهم إذا رأوا بعضهم في النوم سألوا فيه وعنه ، قال أبوالطيب اللغوي: أخبرنا عبدالقدوس بن أحمد قال: أنبانا المبرد ، قال: أخبرنا الرياشي قال : رأيت في النوم كأني أسأل الأصمعي بعدما مات . ما معنى قول الشاعر:وكلُّ جديدةٍ فإلى بلاهاوكلُّ جديدة فإلى جديدِفقال لي : إلى يوم جديد يأتي عليها، أو إلى بلىً جديد لابد من ذاك ، قال الرياشي: حتى في النوم وبعد الموت أيضاً لم يخطئ.10وأشار بعضهم إلى شعر نظمه ولا يعرف مكانه فدلّ على مكانه في الرؤيا . ذكر السيوطي في ترجمة صالح بن الأنصاري المالقي المتوفى سنة 625هـ أنه كان من أهل الاجتهاد في النحو والأدب ، ورآه ولده في النوم فقال له : هل نظمت شيئاً قط ؟ فقال: نعم , وأنشده بيتين ، وقال : هما مكتوبان على ظهر كتاب سيبويه ، فنظر فرآهما كذلك وهما:وقفتُ أمام الحيِّ أَرصُدُ غفلةًأُساعدُ طرفي ساعةً وأُناظرُفإن غفلَ الواشون عنا تكلمتْجوانبُنا عمَّا تكِنّ|ُ الضمائرُ11 أما ابن نزار ملك النحاة فقد أنشد شعراً أُبعد بسببه عن النار، قال السيوطي : رئي ابن نزار ملك النحاة في النوم فقيل له : ما فعل الله بك؟ قال: أنشدته قصيدة ما في الجنة مثلها, وهي :ياهذه أقصري عن العَذلفلستِ في الحلِّ ويك منْ قَبْلِياربِّ ها قد أتيت معترفاًبما جنتْهُ يداي منْ زللِملآن كفٍّ بكلِّ مأثمةٍصفر يدٍ من محاسنِ العملِفكيف أخشى ناراً مسعَّرةًوأنت ياربِّ في القيامة ليقال : فوالله منذ فرغت من إنشادها ما سمعت حسيس النار12 ويروي لنا الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة سيف الدين الحنفي محمد بن محمد بن عمر بن قطلو بغا المصري ، أنه أخذ عن ابن الهمام والسراج واجتمع بالأذكاوي ودعا له ، ونقل عن السخاوي قوله : إنه رأى الأذكاوي في المنام ، والتمس منه الدعاء بنزع حب الدنيا، فبادر إلى مدحه والثناء عليه بكلمات من جملتها :أنت سيف الآمدي ، والسيف الأبهري ، فخجل من ذلك، فقال الأذكاوي : إذا أراد الله أمراً كان ، ثم بعد ذلك أكثر من العزلة والانجماع ، فقال له ابن الهمام : والله لو دخلت مكاناً وطينت عليه لظهرتَ ، ثم درَّسَ بمدارس , واشتهر صيته وطار ذكره ، وكثرت تلامذته وصار إماماً محققاً في الفقه وأصوله والعربية والتفسير وأصول الدين وصنف تصانيف منها: شرح التوضيح لابن هشام، وتوفي سنة881هـ13. وامتد ذكر الرؤى في كتب التراجم والأدب إلى الشعراء والأدباء ، قال أبوالقاسم المغربي: رأيت في المنام عبدالرحيم بن نباته الخطيب ، فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : دفع لي ورقة فيها سطران بالأحمر وهما شعر :قد كان أَمْنٌ قبلَ ذاواليوم أُدخلك أَمانيوالصفحُ لا يحسنُ عن محسنٍوإنما يحسنُ عن جاني14 ورئي أبونواس في المنام ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال: غفر لي بأبيات قلتها في النرجس :تفكرْ في نباتِ الأرض وانظرإلى آثار ما صنعَ المليكُعيونٌ من لُجينٍ شاخصاتٌبابصارٍ هي الذهبُ السبيكُعلى قضُبِ الزَّبرجدِ شاهداتبأن الله ليس له شريكُوفي رواية أخرى عنه أنه قال :غفر لي بأبيات قلتها ، وهي تحت وسادتي ، فجاؤوا فوجدوها رقعةً بخطه:ياربّ إنْ عَظُمتْ ذنوبي كثرةًفلقد علمتُ بأن عفوك أعظمُأدعوك ربِّ كما أمرت تضرُّعاًفإذا رددتَ يدي فمن ذا يرحمُإن كان لا يرجوك إلا محسنفمن ذا الذي يرجو المسيء المجرمُمالي غليك وسيلة إلا الرَّجاوجميلُ عفوك ثم إني مسلم14ورئي أبودلف العجلي ، الشاعر المشهور في المنام جالساً عُرياناً على أسوأ حال وأنشده أبياتاً منها:15ولو كنَّا إذا متنا تُركنالكان الموتُ راحة كلّ حيولكنا إذا متنا بُعثنَاونسأل بعده عن كل شي16ومن طريف ما ذكر أيضاً أن أبا القاسم بن العلاء الشاعر ، قال: رأيتِ في المنام بعد موت الصاحب أبي القاسم بن عباد ، قائلاً يقول : لم لا ترثي الصاحبَ مع فضلك وشعرك ؟ فقلت : ألجمتني كثرةُ محاسنه ، فلم أدر بما أبدأ منها ، وخفت أن أُقصرَ ، وقد ظُنّ بي الاستيفاء لها ، فقال : أجز ما أقوله ، قلت : قل فأنشد:ثوى الجود والكافي معاً في حفيرةفأجبته :ليأنس كلٌّ منهما بأخيهفقال : هما ضجعا حيين ثم تعانقافأجبته : ضجيعين في لحدٍ بابٍ كريهفقال :إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهمفاجبته : أقاما إلى يوم القيامة فيه 17 وثمة رؤى جاءت مبشرةً بقدوم شاعر إلى هذه الدنيا ، أو ولدٍ نابه سيكون له شأن وشهرة ، قيل : إن أم جرير الشاعر المشهور رأت في المنام – وهي حامل بجرير – كأنها ولدت حبلاً من شعر أسود ، فلما سقط منها جعل يقع في عنق الرجل فيخنقه ، ثم يقع في عنق آخر فيخنقه حتى خنق رجالاً كثيرة ، فانتبهت مرعوبة ، فقصّت الرؤيا على بعض المعبرين ، فقال :تلدين غلاماً شاعراً ذا شر وشدة ، وشكيمة وبلاء على الناس ، فلما وضعته سمته جريراً باسم الحبل الذي رأته قد خرج منها . والجرير في اللغة هو الحبل 18ونقل السيوطي عن صاحب تاريخ إربل في ترجمة يحيى بن سعيد بن المبارك بن الدهان المتوفى سنة 616هـ. أن أباه قد بُشر به ، وقد أسنَّ فقال :قيل لي جاءك نَسْلٌولدٌ شهمٌ وسيمُقلتُ: عَزّوه بفقديولدُ الشيخ يتيمُثم توفى بعده وهو صغير فلما كبر انقطع إلى مكي بن ريان فأخذ عنه النحو وتخرَّج به واعتنى به لحقِّ والده 19ومن الرؤى المشتهرة عند فقهاء الشافعية أن أم الشافعي حين حملت به رأت كأن "المشتري" خرج من فرجها حتى انقضَّ بمصر, ثم وقعِ في كل بلد منه شظية ، فتأوله أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخصُّ علمه أهل مصر ثم يتفرق في سائر البلدان 20ومن طرائف رؤى القراء مانقله الظاهري عن رؤيا القارئ حمزة بن حبيب الزيات لذات الله سبحانه وتعالى ، وقد تضمنت ترجيح قراءتين له . قال الظاهري: "روي بسند صحيح متصل إلى جماعة ، قال: دخلتُ على حمزة بن حبيب الزيات فوجدته يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ فقال: وكيف لا أبكي وقد رأيت في منامي كأني عُرِضْتُ على الله تبارك وتعالى الليلة ، فقال لي : ياحمزة ، اقرأ القرآن كما علمتك ، فوثبت قائماً، فقال لي : ياحمزة ، اجلس إني أحب أهلَ القرآن ، ثم قال لي : اقرأ فقرأت حتى بلغت سورة طه ، فقلت : طوى وأنا أخترتك، فقال لي: بين وأنا اخترناك 21 ثم قال لي :اقرأ حتى بلغت سورة يس، فقلت:تنزيل العزيز الرحيم ، برفع اللام ، فقال لي عزوجل : تنزيل العزيز الرحيم بالنصب 22 ياحمزة كذا قرأت ، وكذا قرأت حملةُ العرش ، وكذا يقرأ المقرئون، ثم دعا بسوارٍ فسَّورني, فقال عزوجل: هذا بقراءتك القرآن ، ثم دعا بمنْطقةٍ فمنَْطقني بها ، ثم قال عزوجل : هذا بصومكَ النهار ، ثم دعا بتاج فَتوَّجني به ، ثم قال : هذا بقراءتك القرآن للناس ، ياحمزة لا تدع تنزيل – يعني بنصب اللام - فإنه نزلته تنزيلاً, أفتلومنني أن أبكي 23وما دمنا قد ولجنا إلى العلماء القراء فلنذكر تلك الرؤيا التي كثيراً ما حدثنا طلابنا عنها ترغيباً لهم بعلوم العربية ، قال أبوبكر بن مجاهد كنت عند أبي العباس ثعلب ، فقال : يا أبابكر اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا, واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا,واشتغلت أنا بزيدٍ وعمرو ، فليت شعري ماذا يكون حالي ، في الآخرة؟ فانصرفت من عنده تلك الليلةَ فرأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال ، أقرئ أبا العباس عني السلام , وقل له : أنت صاحب العلم المستطيل ، قال أبو عبد الله الروذباري : أراد أن الكلام به يكمل ، والخطاب به يجمُل24ونوعت كتبُ التراجم أحاديثها عن هذه الظاهرة فذكرت – ايضاً – رؤى الفقهاء والمحدثين والزهاد والوعاظ والخلفاء والأمراء ، فقد رئي سفيان الثوري –رضي الله عنه– في المنام وهو يطير من شجرة إلى شجرة فقال الرائي : ما فعل الله بك ؟ فأنشد : نظرتُ إلى ربي عياناً فقال لي:هنيئاً رضائي عنكَ يا ابنَ سعيدِلقد كنت قَوَّاماً إذا الليل قد سجابعبرةِ مشتاقٍ وقلبٍ عميدِفدونك فاختر أيَّ قصرٍ تريدهوزرنيَ فوصلي منك غيرُ بعيدِ25ورأى محمد أبوالعباس المرادي في المنام كأن أبا زرعة عبيد الله بن عبدالكريم القرشي المتوفى سنة 264هـ، - الذي قال عنه إسحاق بن راهويه كل حديث لا يحفظه أبو زرعة ليس له أصل " فقال له : ما فعل الله بك؟ فقال : لقيت ربي عزوجل فقال : يا أبا زرعة إني أَوتى بالطفل فآمر به إلى الجنة فكيف بمن حفظ السنن على عبادي؟ فأقول له: تبوأ من الجنة حيث شئت 26قال المرادي " ورأيته مرة أخرى يصلي بالملائكة في السماء الرابعة فقلت : يا أبازرعة بم نلت أن تصلي بالملائكة ؟ قال: برفع اليدين 27 وذكر صاحب شذرات الذهب أيضاً في ترجمة يحيى بن أكثم الصيفي المتوفى سنة 242هـ قال: حكى أبوعبدالله الحسين بن عبدالله بن سعيد ، قال: كان القاضي يحيى بن أكثم صديقاً لي ، وكان يَودُّني وأَودُّه ، فمات فكنت أشتهي أن أراه في المنام فأقول له : ما فعل الله بك؟ فرأيته ليلة في المنام ، فقلت : ما فعل الله بك ؟ فقال : غفر لي ، إلا أنه وبخني ، ثم قال لي : يايحيى خلَّطت على نفسك في دار الدنيا , فقلت : يارب اتكلت على حديث حدثني به أبومعاوية الضرير عن الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك قلت : إني لأستحيي أن أعذب شيبةً بالنار ، فقال : قد عفوتُ عنك يايحيى , وصدق نبيي , إلا أنك خلطت على نفسك في دار الدنيا 28وروي عن عبدالله بن الحكم قال: رأيت الشافعي رضي الله عنه في النوم ، فقلت له ما فعل الله بك؟ قال: رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة كما تزفُّ العروس ، ونثر عليّ كما ينثر على العروس ، فقلت : بمَ بلغت هذه الحالة ؟ فقال لي قائلٌ: بقولك في كتاب الرسالة " وصلى الله على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون " قال : فلما أصبحت نظرت الرسالة فوجدت الأمر كما رأيت 29رأى أبوبكر محمد أباه في المنام أبا سليمان الأصبهاني الفقيه الظاهري المشهور ، قال: فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي وسامحنى ، فقلت غفر لك ، فبم سامحك ؟ فقال : يابُنيَّ ، الأمر عظيم , والويل كلُّ الويل لمن لم يُسَامحْ 30 و رئي أبوبكر الشيباني المتوفى سنة 287هـ صاحب المصنفات المشهورة ، الذي ولي القضاء بأصبهان بعد وفاة صالح بن أحمد في المنام بعد موته بقليل ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ قال : يؤنسني ربي ، قال الرائي : فشهقت شهقة وانتبهت 31وفي سنة 231هـ قُتِلَ أحمد بن نصر الخزاعي ، قتله الواثق بيده لامتناعه من القول بخلق القرآن ، روي أنه صلب فاسودَّ وجهه , فتغيرت قلوب الناس ، ثم ابيض سريعاً , فرئي في النوم ، فقال : لما صُلبت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعرض عني بوجهه , فاسود وجهي غضباً فسألته – صلى الله عليه وسلم- عن سبب إعراضه ، فقال : حياءً منك إذ قتلك واحد من أ هل بيتي فابيض وجهي 32وعن القاسم بن منبه قال : رأيت بشراً أي بشر الحافي وهو من الزهاد الصالحين- في النوم فقلت له : ما فعل الله بك ؟ قال :غفر لي ، وقال : يابشر قد غفرت لك ولكل من تبع جنازتك ، قال : فقلت : يارب ولكل من أحبني ، قال : ولكل من أحبك إلى يوم القيامة 33 ورئي بعض الصالحين في المنام بعد موته , فقال له الرائي: كيف وجدت ربك؟ فأنشد:حاسبونا فدققوا ثم منوا فأَعتقواهكذا شيمةُ الملوك بالمماليك يرفقواإن قلبي يقول لي ولساني يصدقكل من مات مسلماً ليس بالنار يحرقُ 34 والرؤى المنامية– كما ذكرنا- تتفق مع صنعة الرائي ومقامه ، وحاله الاجتماعي ، فأصحاب النحو تحدثوا عن النحو ، والشعراء تناولوا – غالباً- الشعر ، ومما وجدناه أن الخلفاء اعتمدوا على الرؤى لمعرفة حال ملكهم " قيل رأى المتوكل في منامه كأن دابة تكلمه ,فقال لبعض جلسائه : ما تفسيره ففسِّرَ له بشيء آخر ، ثم قال المفسِّرُ لبعض من حضر سراً: حان رحيله لقوله تعالى : (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم 35)." وقيل : رأى المتوكل في منامه رؤيا فقصَّها على الفتح بن خاقان وزيره ، فقال : يا أمير المؤمنين أضغاث أحلام ,ولو تشاغلت بالشرب والغناء لسُرِّي عنك هذا ، فقطع عامة نهاره بالتشاغل, فلما جاءه الليل أمر بإحضار الندماء والمغنيين, وجلس بقصره المعروف بالجعفري ، وعنده الفتح فقال للمغنيين : غنوا, فغنوا ثم قام ولده محمد المنتصر ومعه الحاجب يشيعه فخلا الموضع ، فدخل عليه خمسة من الأتراك فقتلوه وقتلوا الفتح أيضاً 36 ، ولم يتوقف الأمر عند رؤية المتوكل وما تحقق فيها من قتله من قبل ابنه المنتصر, فقد امتد هذا الفكر إلى ابنه المنتصر الذي قتل أباه . قيل : رأى المنتصر بالله أباه المتوكل على الله في منامه ، فقال له : ويحكَ يامحمد , ظلمتني وقتلتني , والله لا مُتِّعْتَ بالدنيا بعدي. وقد أجمعوا على أن المنتصر بالله مات مسموماً وله من العمر خمس وعشرون سنة 37ومن المرائي التي تتعلق بالخلفاء والأمراء ما ذكره صاحب شذرات الذهب أيضاً في ترجمة المعتضد المتوفى سنة 279هـ قال : ( كان المعتمد على الله قد حبسني ، فرأيت في منامي – وأنا محبوس –أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- يقول لي : أمر الخلافة يصل إليك فاعتضد بالله , وأكرمْ بنيَّ، قال : فانتبهت ودعوت الخادم الذي كان يخدمني في الحبس وأعطيته فص خاتم , وقلت له : امض إلى النقاش وقل له : انقش عليه ( المعتضد بالله أمير المؤمنين) ، وآلت الخلافة في النهاية إليه ، بعد أن قص رؤياه على عمه المعتمد ، فخلع المعتمد ابنه ،وجعل العهد لابن أخيه المعتضد، وقد مات المعتضد مسموماً سنة 289هـ.. 38ومن الرؤى الطريفة التي تتضمن حُكْماً شرعياً وترغيباً وترهيباً أن أحمد بن طولون أميرَ الديار المصرية والشامية ، المتوفى سنة 270هـ كان بعض الناس يقرأ عند قبره فانقطع عنه ، فسئل عن ذلك فقال : رأيته في المنام فقال لي : أحبُّ أن لا يقرأََ عندي ، فما يمرُّ بي آية إلى قرعت بها ، وقيل لي : أما سمعت هذه في دار الدنيا 39.ومن نوادر الرؤى أنه قد نرى الجان والشياطين ، وتحصل المحادثات المفيدة التي ترمي إلى غايات يريدها الرائي وكلٌّ حسب مشربه , فعن أبي سعيد الخراز المتوفى سنة 286هـ أنه قال : رأيت إبليسَ في المنام وهو يمر عني ناحية , فناديته ، فقال : أيَّ شيء أعملُ بكم , وأنتم طرحتم ما أخادعُ الناس به ، غير أن لي في فيكم لطيفة وهي صحبة الأحداث 40 وما أظرف هذه الرؤيا الذي ذكرها أبو الطيب اللغوي التي تفيد أن الجن كانت تميل إلى مذهب سيبويه النحوي , فكأني بسيبويه قد استحوذ على الثقلين ( الإنس والجن )"قال محمد بن عبد الواحد أخبرني ابن كيسان قال : رأيت في المنام الجن وهم يتناظرون في كل فن من العلوم، فقلت لهم : إلى من تميلون في النحو ؟ فقالوا : إلى سيبويه , قال محمد : فأخبرت بهذا الحديث ثعلبا بحضرة أبي موسى الحامض , فغضب الحامض ثم قال : قد صدق , إنما سيبويه دجال شيطان، فلذلك تميل إليه الجن , فأسكته أبو العباس ثعلب 41ولم تخل كتب التراجم الحديثة من الحديث عن تلقي بعض الطلاب علومهم من أساتذتهم في المنام الأمرالذي يذكر بالأساطير، فقد ذكر العلامة الحسن بن الددو الشنقيطي ، أن المجيدري بن حمد الله العقيوبي كان أحد الحفظة الأذكياء النوادر ، وقد سافر إلى المغرب من بلاده وعمره ثلاث عشرة سنة بعد أن حفظ كل علوم أهل تلك البلاد ، وكان يناظر العلماء وهو دون البلوغ ، ويقال : إنه نام فلقي الفقيه الخطاط فدرس عليه عدداً من العلوم في نومته تلك 42والأغرب الأعجب من ذلك ما ذكره أيضاً عن المختار بن بونة ، فقد رؤيَ أنه نام وطويت عليه خيمةٌ ثم أفاق وهو يحفظ كل كتب المحضرة – وفي الحاضرة العلمية أو المدرسة العلمية – أما الشيخ العالم ابن متالي فقصته كما يقول باتت متواترة ، فقد أخذه أخوه معه الى المحضرة وكان بعيداً عن حلقات العلم ، فنام في مكان وقت الظهيرة وحاولوا إيقاظه بكل الوسائل فما استيقظ فظنوا أن مصروع فحملوه ، ثم استيقظ بعد وقت فقال : إلى أين تتجهون بي قالوا : إلى المحضرة قال : لاحاجة بكم إليها , فكل ما يُدرس فيها قد حفظته ، فعادوا وقد حفظ كلَّ الكتب التي تدرس في المحضرة، وقد ثبت أن طالباً سأله أن يشرح له الألفية فشرحها بمقتضى شروح أخرى عند طُرَّة المختار بن بونة فقال الطالب أنا أريد أن أدرس كتاب ابن بونة، فقال : لم يأتني بعد ، فأمهلني حتى أنامَ, فنام ولقي ابن بونة فدرس عليه الكتاب !! ، وكان محمد بن فال يرجع في تأليفه – وهي قائمة إلى الآن – إلى بعض الكتب التي لم تكن موجودة في البلاد إذ ذاك 43ويستفاد مما ذكره العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي أن التدريس في النوم كان يُذكر عند بعض العلماء على جهة القبول ! قال : وكان المختار بن بونة شيخاً للمجيدري في اليقظة ،وقد أهدى حِمْلَ بعير من الكتب إلى ولد الفقيه الخطاط لأن أباه درَّسه في النوم مالم يَدْرُسُه في اليقظة ، فغضب المختارُ من ذلك ،وكان يرجو أن تكون هذه الهدية له، لأنه هو الذي درَّسه في اليقظة، فقال : إلى ولد الخطَّاط أهدى بعيرهُعلى أَنه في النوم منه تعلَّما 44- وأختم هذه المقالة بهذه الرؤيا التي ذكرها صاحب بهجةَ المجالس ففيها مبشرة برحمة الله ورضوانه وغفرانه – إن شاء الله – قال : قال أبو موسى الزَّمِنْ : رأيت أبا الوليد الطيالسي في النوم فقلت : يا أبا الوليد أليس قد مُت؟ قال : بلى . قلت : فما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي ورحمني وطيبني بيده ، وقال : هكذا أفعلُ بأبناء الخمسين والسبعين 45وبهذه الرؤيا تنتهي رؤانا ، وها قد استيقظنا لنقول : من أَخَذَ بالمنامات بالمُنى مات – كما قالوا- نسأل الله لنا ولهم رحمة, نرتحمُ بها قبل الموت وبعد الموت ، وعند الموت ، اللهم آمين .ومما سبق كله ، نخلص إلى ما يأتي :1. أن أكثر العبارات استعمالاً في هذه الرؤى هي ، ما فعلَ الله بك ؟ .2. أن هذه الرؤى حصلت لطوائف متعددة من الناس ، من الذكور والإناث منهم الخلفاء والولاة والأمراء ، ومنهم الفقهاء والمحدثون ، ومنهم النحاة واللغويون والشعراء ، ومنهم الزهاد والوعاظ.3. أن مضامين هذه الرؤى تتعلق بالرائي من حيث مكانته الاجتماعية ، فمضمون رؤى الملوك غلب عليها ما يتعلق بالمُلك ، ومضمون رؤى اللغويون غلب عليها اللغة وما يتصل بها ، وهكذا تتنوع مشاهد الرؤى وصورها تبعاً لتنوع الاختصاص واختلاف الأحوال والمقامات الاجتماعية .4. قلَّ أن تجد رؤيا لم تتضمن أن رحمة الله هي الغالبة فرحمته سبحانه سبقت عذابه .5. كان بعضهم يتمثل لما أُمِر به في المنام .6. أن عالم الرؤى والأحلام عالم عجيب غريب، والأَولى الالتزام بما ورد عن الشارع الحكيم , وإلا فالتهويمات كثيرة والخيالات بعيدة , ورغم ذلك فهو جزءٌ من تراثنا اللغوي ,ننشد منه الثمين، ونتبين منه الغث الذي لا يفيد , وبات في زماننا هذا متعة ثقافية يستروح إليها المرء لينتقل إلى عالمها، ناشداً الراحة من صرعة هذه الحياة التي باتت بمصائبها هماً وحزناً، لأن أهلها ابتعدوا عن المنهج الرباني السليم الذي فيه سعادة الدارين، نسأل الله أن يسعد المسلمين في الدنيا والآخرة والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات . منقول من ملتقى أهل الحديث .
 

مواضيع ممائلة