منقول النبي محمد عليه السلام ورسالته في عيون الغير

[محمد 68]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من قرأ رسالة الإسلام وتعاليمها بموضوعية سيعلم علم اليقين أنها رسالة السماء ، وللأسف نحن كمسلمين أحياناً نجهل عظمة الرسالة والرسول الذي أكرمنا به
هذا موضوع أعجبني يبرز لنا كيف نظر الغير للحبيب محمد عليه السلام
اقرأ وصلي على الحبيب محمد عليه السلام
نبي الرحمة ورسالته في عيون الغير

لو نظرنا بإمعان في التاريخ وتصفحنا سِيَر العظماء الذين شاد بذكرهم التاريخ لوجدنا أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم هو الأعظم حظاً والأرفع ذكراً والأكثر أثراً ، جاء على فترة من الرسل في مرحلة تعتبر من أحط مراحل التاريخ البشري ، وبدأ رسالته بين العرب الذين ألفوا تقاليد آبائهم وتميزوا بالحمية والإباء وانغلاق الفكر على مورثاتهم ، فاستطاع أن يخلعهم مما هم فيه من ضلالات ووثنية وسوء أخلاق يضرب بها المثل ليصبحوا أمة حضارية بكل مقاييس الحضارة ومنارة للعلم والعرفان والفضيلة باعتراف العدو والصديق ، وما زال نور الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم r يشرق على الأرض جيلاً بعد جيل ، واستطاع محمد r بشخصيته الكاملة والمؤيدة من السماء أن يلقي على أهل جيله احتراماً وهيبة لشخصيته ورغبه فيه وحرصاً على محاكاته ، وتقديمه على أنفسهم ، وحبب إليهم طاعته ، وعزز في نفوسهم أساساً جديداً لتقبل عقيدته وآرائه ، ولم يعهد عبر صفحات التاريخ أن أحداً من المصلحين استطاع أن ينشئ جيلاً كالذي أخرجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم للبشرية ، ولم يقتصر الأثر على جيله ، بل امتد عبر الأجيال إلى يومنا هذا ، وما زالت تعاليمه تلقى الصدارة في ميزان الحكمة والعلم والتجربة ، والتشريع والاقتصاد والسياسة ، تعاليم أحاطت بكل حكمة باهرة واحتوت على كل خصلة حميدة ، وكفلت انتظام حياة البشر وصلاح أحوالهم وطهارة نفوسهم ، وحسن أخلاقهم ، تعاليم أرست العدل وحققت الاعتدال ، وأسست اليسر ودفعت الحرج ، وحررت النفس وسمت بالفكر ...تعاليم توجت بالرحمة وكللت بالرأفة .

وكل باحث منصف ينظر لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم r سيعلم علم اليقين أنه لم تعرف البشرية ولن تعرف بشراً مثل النبي محمد صلى الله عليه وسلم r ، ولئن سمعنا بعض الانتقادات أو الاتهامات هنا أو هناك للنبي محمد صلى الله عليه وسلم r ( المثل البشري الكامل ) فلنعلم أنها صدرت عن جهل وتعجل ، أو عن ظلم وبغضاء غير مبررة أو إتباع هوى .

و الشاهد على ذلك أن صفحات التاريخ تزخر بشهادات كثير من عقلاء البشرية ممن اطلعوا عن قرب على حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم r ورسالته وأعجبوا بها ، فسطروا شهاداتهم بكلمات من نور مع اختلافهم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم r في الدين والنحلة ، بل بعضهم قدم النبي محمداً صلى الله عليه وسلم r على النبي الذي يتبع دينه ، من هؤلاء : مايكل هارت في كتابه ( العظماء مائة وأعظمهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ) ، ويقول عن سبب اختياره للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكونه الأعظم : « إن اختياري للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليقود قائمة أكثر أشخاص العالم تأثيراً في البشرية قد يدهش بعض القراء ، وقد يعترض عليه البعض .. ولكنه – أي النبي محمد صلى الله عليه وسلم – الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقق نجاحاً بارزاً في كل من المستوى الديني والدنيوي . » ([1]) ، وبالمقابل وضع مايكل هارت عيسى r الذي يتبع دينه في المرتبة الثالثة ، واعتبر جيمس ماسيرمان اليهودي بطله الأول النبي محمد صلى الله عليه وسلم r أما موسى عليه السلام r فقد وضعه في المرتبة الثانية ، وكذلك رأى وليم ماكنيل أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم يستحق شرف وضعه في أول ثلاثة أسماء في قائمته ، وجيمس جافين النصراني قدم النبي محمداً صلى الله عليه وسلم r على عيسى r في قائمته . ([2]) ويقول عنه توماس كارليل : « رجل واحد مقابل جميع الرجال . » ([3]) أما لامارتين الفيلسوف الفرنسي الكبير ، فقد قال عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم r بعد ذكره لكثير من خصاله : « فأي رجل قيس بجميع هذه المقاييس التي وضعت لوزن العظمة الإنسانية كان أعظم من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأي إنسان صعد هذه المراقي كلها كان عظيماً في جميعها غير هذا الرجل . » ([4])

هذه بعض الشهادات العامة من غير المسلمين التي تبرز صدارة النبي محمد صلى الله عليه وسلم r بالنسبة لغيره من البشر ، وقد ذكرت غيرها الكثير في ثنايا الكتاب ، وأضيف إليها بعض الشهادات التفصيلية التي توضح معالم شخصية النبي في نظر الغير ومدى الخدمة الإنسانية التي قدمها للبشرية :

أولاً : عظمة شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسمو أخلاقه :

1- يقول كلود أتيان سافاري في مقدمة ترجمته للقرآن : « أسس النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( r ) ديانة عالمية تقوم على عقيدة بسيطة لا تتضمن إلا ما يقره العقل من إيمان بالإله الواحد الذي يكافئ على الفضيلة ، ويعاقب على الرذيلة ، فالغربي المتنور إن لم يعترف بنبوته ، لا يستطيع إلا أن يعتبره من أعظم الرجال الذين ظهروا في التاريخ . » ([5])

2- يقول ول ديورانت : « إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم ( r ) كان من أعظم عظماء التاريخ ، فقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء ، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحاً لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله . » ([6])

3- يقول وينس سور الأستاذ بجامعة لندن في أول كتابه تاريخ الأديان : « إن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام يكاد يكون هو الوحيد الذي نعرفه عن طريق التاريخ من بين عظماء مؤسسي الأديان ؛ إذ أن الخرافات لم تستطع أن تخيفه ،وأن ديـن مـواطنيه إبـان ظهوره كان قد هوى إلى أدنى الدركات . » ([7])

4- يقول جوستاف لوبون : « إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم ، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( r ) من أعظم من عرفهم التاريخ ، وأخذ علماء الغرب ينصفون محمداًصلى الله عليه وسلم ( r ) مع أن التعصب الديني أعمى بصائر كثيرين من الاعتراف بفضله ، قال العلامة بارتملي سنت هيلر : كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أكثر عرب زمانه ذكاءً وأشدهم تديناً وأعظمهم رأفة ، ونال سلطانه الكبير بفضل تفوقه عليهم ، ويعد دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده من جزيل النعم على الشعوب التي اعتنقته . » ([8])

5- يقول الأستاذ الجامعي السويسري مارسيل بوازار : « لقد أظهرت الرسالة القرآنية وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم r أنها تقدمية بشكل جوهري .. وهذه الخصائص المميزة تفسر الإسلام السريع والمذهل خلال القرون الأولى من تاريخه . » ([9])

6- يقول الكاتب الروسي الكبير تولستوي : « لا ريب أن هذا النبي من كبار الرجال المصلحين الذين خدموا الهيئة الإجتماعية خدمة جليلة ، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق ، وجعلها تجنح للسلام وتكف عن سفك الدماء ، وتقديم الضحايا ويكفيه فخراً أنه فتح طريق الرقي والتقدم ، وهذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص ذو قوة وحكمة وعلم ، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإجلال . » ([10])

7- يقول الباحث الشرقي روديارد كيبلينج : « الشرق شرق ، والغرب غرب ، لن يلتقي الاثنان أبداً ، إن كل الذين لم يعمهم التحيز سوف يلتقون في الدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم r . » ([11])

8- يقول جورج برنارد شو في كتابه ( الإسلام الصادق ) : « إن العالم أحـوج ما يكون إلى رجل في تفكير النبي محمد صلى الله عليه وسلم (r ) ، هذا النبي الذي وضع دينه موضع الاحترام ، إنه الرجل الفذ العظيم ، لقد عكفت على دراسة كل تفاصيل سيرته ، وهو من وجهة نظري غير معاد وغير معارض للمسيح عليه السلام ، ومن الواجب أن يطلق عليه منقذ البشرية . »([12])

9- يقول السير وليم سوبر في كتابه سيرة محمد : « لقد امتاز النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( r ) بوضوح كلامه ويسر دينه ، ولقد أتى من الأعمال ما أدهش الألباب ، ولم يشهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس ، و أحيا الأخلاق الحسنة ، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصـير كما فعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( r ) . » ([13])

10- يقول الفيلسوف فنلي في كتابه ( اليونان تحت حكم الرومان ) : « إن نجاح النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام كمشرع بين أقدم الأمم وأثبت البلدان قدماً في القانون ( اليونان ) مدى أجيال طويلة في شتى نواحي الهيكل الاجتماعي دليل على أن هـذا الرجل الخارق قد كون من مزيج من كفايات ممتازة . » ([14])

11- يقول المبشر المسيحي بوسوروث سميث في كتابه النبي محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام صفحة ( 92 ) عن عظمة الشخصية التي تميز بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم : « لقد كان القيصر والبابا في شخص واحد ، لكنه كان بابا بدون خيلاء البابوات ، والقيصر بدون حشود القياصرة ، بدون جيش متأهب ، بدون حاشية ، بدون قلعة ، بدون دخل ثابت ، لو أن إنساناً كان له الحق أن يدعي أنه حكم بالحق الإلهي فهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم – r - فقد كان يملك كل السلطات بدون أدواتها وبدون ما يدعمها . » ([15])

ثانياً : عظمة رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأثر الذي أحدثته في العالم :

1- يقول الكاتب الإنجليزي الكبير لويل توماس : « قبل أن يكتشف كريستوف كولمبس أمريكيا بألف سنة ، أبصرت عينا القرشي النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم النور في مكة ، فكأن الله اختار هذا الطفل ليقلب تاريخ العالم .. وسرعان ما شعر بأن قومه الذين يعبدون الأوثان كانوا على ضلال يتمسكون بدين منبعث من الأوهام والأساطير ، فبعث بدين متسامح رضي أن يقبله كل إنسان بدون مشقة ، وقد علم أصحابه حب آدم وإيراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام واعتبارهم أنبياء مرسلين ، ولكن هؤلاء لا يعتبرون بمنزلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم – r - بل هم أقل منه بدرجات ؛ لأن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم – r - هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، ودينه دين الله العام على عالم البشرية كله .. لقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم – r - العربي القرشي النبي الهاشمي أول من وحد قبائل العرب المتنافرة في تلك الجزيرة ، وأول من ألف بين قلوب شعوبها المتقاتلة وجمع كلماتها تحت راية واحدة . » ([16])

2- يقول جوستاف لوبون : « الإسلام من أكثر الديانات ملاءمة لاكتشافات العلم ، ومن أعظمها تهذيباً للنفوس وحملاً على العدل والإحسان والبدهية . » ([17])

3- يقول المؤرخ الأوروبي جيمس متشنر : « إن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام – r - هذا الرجل الملهم الذي أقام الدين الإسلامي ولد حوالي سنة 571 م في قبيلة عربية كانت تعبد الأصنام وكان محباً للفقراء والأرامل واليتامى والأرقاء المستضعفين ، وقد احدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم – r - بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في شبه الجزيرة العربية ، وفي الشرق كله ، فقد حطم الأصنام وأقام ديناً خالداً يدعوا إلى الإيمان بالله وحده ، كما رفع عن المرأة قيد العبودية التي فرضتها عليها تقاليد الصحراء . » ([18])

ثالثاً : مصداقية النبي محمد صلى الله عليه وسلم r و الكتاب الذي أنزل عليه :

القرآن الكريم هو الكتاب المعجزة الذي أكرم الله به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليواجه ويتحدى به الكفر في زمانه إلى قيام الساعة ، وقد قام التحدي به منذ اللحظة الأولى به لنزوله ، ولم يستطع أساطين البلاغة والفصاحة في الأرض أن يأتوا بآية من مثله ، بل كانت تخرج من أكثر الناس حقداً على النبي محمد صلى الله عليه وسلم r كلمات منصفة تبرز عظمة الكتاب منها ما حصل من حوار بين أهل قريش والوليد حال تحيرهم في وصف حقيقة القرآن ، وضرورة إجماع الرأي فيه وكانوا كلما ذكروا مطعناً فيه ( شعر –كهانة – جنون ) ردهم الوليد مبيناً سخافة رأيهم وعدم تناسبه كلياً مع حقيقة ما يسمعوه وأن القرآن ليس من جنس ما يدعون ، ثم بين رأيه فيما سمعه من القرآن بقوله : « والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لعذق – النخلة – وما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل . » ([19]) هذه كلمات خرجت من شانئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومحارب لرسالته ، وهي تبرز كيف خلب القرآن قلوب أهل الفصاحة وعلموا علم اليقين أنه لا يمكن أن يصدر عن بشر ، بل تذكر كتب السير والتفسير أن أكثر الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم r كأبي جهل وأبي سفيان كانوا يتلصصون ليلاً قرب بيت النبي صلى الله عليه وسلم ليستمعوا للقرآن الذي أخذ عقولهم .

وهذا عدو آخر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم – النضر بن الحارث – يواجه قومه في لحظة صدق قائلاً : « يا معشر قريش ! والله لقد نزل بكم أمر ما أوتيتم له بحيلة بعد ، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم ، وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب ، وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر ، لا والله ما هو بساحر ، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم ، وقلتم كاهن ، لا والله ما هو بكاهن ، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم ، وقلتم شاعر ، لا والله ما هو بشاعر ، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها : هزجه ورجزه ، وقلتم مجنون ، لا والله ما هو بمجنون ، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ، ولا تخليطه ، يا معشر قريش ! فانظروا في شأنكم ، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم . » ([20]) .

هذه بعض شهادات ألد أعداء النبي محمد صلى الله عليه وسلم r ، وهم أعلم الناس بصنعة الكلام والبلاغة واللغة ، وهي تبرز جلياً مدى الأثر الذي أحدثه القرآن في نفوسهم ودرجة التحدي التي واجههم بها .

ولم يخل عصر من شهادات منصفة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم r ورسالته وكتابه خاصة عند تحكيم العقل والعلم في رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول الكونت هنري دي كاستري الفرنسي في كتابه : الإسلام تأثرات ومباحث : « .. أما مسألة الوحي بالقرآن ، فكيف يتأتى أن تصدر تلك الصور والآيات عن رجل أمي يعجز فكر بني الإنسان الإتيان بمثلها لفظاً ومعنى .. ولقد فاضت عين النجاشي إمبراطور الحبشة المسيحي بالدموع حينما تلا عليه جعفر بن أبي طالب سورة مريم ، وما جاء في ولادة يحيى ، وصاح القس عند النجاشي : إن هذا الكلام وارد من موارد كلام عيسى عليه السلام r – الإنجيل - ..ولقد أصاب جان جاك روسو حيث قال : من الناس الأوروبيين من يتعلم العربية ثم يقرأ القرآن ويضحك منه . ولو أنه سمع النبي محمداً صلى الله عليه وسلم يمليه على الناس بتلك اللغة الفصحى ، وبصوته المشع المقنع الذي يطرب الآذان ويؤثر في القلوب التفت إلى أن القرآن كلما بدت أحكامه أيدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم r بقوة البيان وما أوتي من بلاغة اللسان لخر ساجداً على الأرض وناداه قائلاً : أيها النبي رسول الله : خذ بيدنا إلى موقف الشرف والفخار فنحن من أجلك نود الموت أو الانتصار . » ([21])

ويقول روم لاندو في كتابه الإسلام والعرب : « إن الإخلاص الذي تكشف به النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء رسالته ، وما كان لأتباعه وأصحابه من إيمان كامل بما أنزل عليه من وحي واختبار الأجيال ، كل ذلك يجعل من غير المعقول اتهام النبي محمد صلى الله عليه وسلم r بأي ضرب من الخداع والتلفيق ، فلم يعرف التاريخ أي تلفيق ديني متعمد حتى يكون صاحبه عبقرياً في الدجل استطاع أن يعمر طويلاً ، وان الدين الإسلامي لم يعمر حتى الآن ما ينيف على ألف وأربعمائة سنة فحسب ، بل إنه لا يزال يكسب كل يوم أتباعاً جدداً . » ([22])

ويقول توماس كارليل في كتابه الأبطال وعبادة الأبطال ، بعدما برهن على مصداقية الرسالة : « .. إننا يجب علينا أن نتخلى عن هذه النظرية أو الرأي القائل بأن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم كان مدعي النبوة باعتبارها غير جديرة بالتصديق وغير محتملة أيضاً، وتستحق في المقام الأول أن ننبذها . » ([23])

وفي موطن آخر من كتابه يقول : « لقد أصبح من العار على كل فرد متمدن في هذا العصر أن يصغى إلى القول بأن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خداع ومزور ، فإن الرسالة التي أداها ذلك الرجل مازالت السراج المنير مدى اثنا عشر قرنا لمئات الملايين من الناس أمثالنا . » ([24])

ويقول لورد هدلي : « قد تحققت بعد طول البحث والاستقراء أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام r لم يكن مدعياً ولا دجالاً كما يدعيه خصومه ، ولكنه كان رسولاً نبياً جاء برسالة إلهية صادقة ، لا ريب فيها ، أوحى الله بها ، وكلفه بتأديتها فجاءت مخففة لصرامة أحكام التوراة ، ومكملة لكتاب المسيح عليه السلام .. » ([25])

ويقول أرنست رينان : « لقد دلتني تجربتي العلمية والتاريخية أن لا صحة لما أريد إلصاقه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم – r - من كذب وافتراء كما أثبتت الوقائع التاريخية أنه كان بريئاً من روح الكبرياء متواضعاً صادقاً أميناً لا يحمل المقت لأحد ، كانت طباعه نبيلة وقلبه طاهراً ، وكان رقيق الشعور . » ([26])

هذه بعض شهادات المنصفين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم r وهي نزر قليل مما تعج به صفحات التاريخ من شهادات تشير إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم r هو أعظم إنسان عرفته البشرية ، وخير منقذ لها ، وأبرز من غير معالم التاريخ البشري ، وكثير من هذه الشهادات تبرز أن كل هذا العطاء والإمكانات لا يمكن أن تبرز من بشر عادي ، بل من بشر مؤيد من السماء .

([1])هارت : العظماء مائة أعظمهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( 13 )

([2]) نقلاً عن ديدات : الرسول الأعظم (50)

([3]) المرجع السابق (15)

([4]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 31 ) ؛ ديدات : الرسول الأعظم ( 143 )

([5]) نقلاً عن مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية ( 1/24)

([6]) ديورانت : قصة الحضارة ( 13/47)

([7]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام (34)

([8]) لوبون : حضارة العرب ( 116)

([9]) نقلاً عن عبد الله : هذا هو الحبيب ( 15 )

([10]) جريشة وغيره : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي ( 29)

([11])ديدات : الرسول الأعظم ( 100)

([12])عبد الله : هذا هو الحبيب ( 17) ؛ ديدات : الرسول الأعظم ( 57)

([13]) عبد الله : هذا هو الحبيب ( 18)

([14])عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 18 )

([15])نقلاً عن ديدات : الرسول الأعظم (113)

([16]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 14 وما بعدها )

([17]) لوبون : حضارة العرب ( 126)

([18]) نقلاً عن عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 10 )

([19])الصلابي : السيرة النبوية ( 162)

([20])المباركفوري : الرحيق المختوم (61)

([21]) انظر عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 28 وما بعدها )

([22]) انظر عبد الله : هذا هو الحبيب ، وأقوال المستشرقين فيه (17)

([23])انظر ديدات : الرسول الأعظم ( 78 )

([24]) انظر لجماعة من العلماء : مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية ( 1/24)

([25])انظر عبد الوهاب : محمد رسول الإسلام ( 36)

([26]) انظر عبد الله : هذا هو الحبيب ( 18)

 

[عبداللطيف العتيبي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك يااخي واشكرك على ماكتبت لكن لي عليك ملاحظه وتقبلها من اخيك فالاسلام الى وهي قراءت كثيرا ممن يحكي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويقول اسم النبي بدون ان يقول قبلها النبي او الرسول فيامسلمون هذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلينا الحذر في مانقول ومانكتب ومن اخطأ غير متعمد فان الله غفور رحيم وان كاني اخطيت فأرجو تصحيح ماكتبت وشكرا.

 

[محمد 68]

بارك الله بك أخي عبد اللطيف
بالفعل أخي وجب علينا أن نحذر فيما نكتب واعذرني أخي فالمقال منقول ، لكن كان ممكن أن أعدل المشاركة سأنتبه لذلك ، المشكلة الآن لا أعلم كيف أعدل المشاركة وأسأل الله العفو والعافية لم أجد أيقونة للتعديل
وصلى الله على سيد الأولين والآخرين حبيبنا محمد عليه أفضل صلاة وأتم تسليم

 

[ذات الخمار]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
هؤلاء قرأوا القرآن وعلموه ورأوا الحق ولم يتبعوه
فسبحان من يهدي من يشاء ويضل من يشاء .
​

 

[علامه فارقه]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اخي انسخ الموضوع مع التعديل برد وسنقوم بتعديل ردك الاول
احسن الله اليكم
وجزا الله الاخ عبداللطيف على التذكير

 

[عربي]

كلام جميل وكما يقال الحق ما شهدت به الأعداء وقد يستعان به في دعوة الغربيين إلى الإسلام والله الموفق
لكن صراحة الحق أبلج لا يحتاج لشهادة منقوصة، وهذا رأيي الشخصي
نعم نشكر للغربيين جنوحهم للحق لكن لماذا الوقوف في منتصف الطريق؟
أليسوا يقولون، نصف الخبز خبز، ونصف القطار قطار ولكن نصف الحقيقة كذبة، حاشى رسولنا الكريم

ينبغي علينا ألا نرضى ببعض الشهادات التي تفسر إنجازات نبينا الكريم عليه صلوات ربي وتسليمه على أنها عبقرية فردية أو ظاهرة أناسية أي أنثروبولوجية أو طفرة اجتماعية أو قيادة سياسية وعسركية فذة لا علاقة لها بالوحي
نحن نؤمن أنه نبي مرسل مؤيد من عند الله حباه المولى أفضل ما يمكن أن يصل إليه المخلوق في كل مجال
وأصحاب بعض هاته الشهادات لا يقرون بهذا، فيهم من يقر بنبوة عيسى عليه السلام ولا يقر بنبوة رسولنا الكريم
وفيهم من هو ملحد أصلا لا يؤمن بالله ولا النبوات
فمثل هؤلاء لا تنفعهم شهادتهم ولا حاجة لنا بها إلا إرغاما لأشباههم ممن لم يُوّقر نبينا وهذا من باب من فم صاحبك أدينك.
والله أعلم

 

[محمد 68]

أخي الكريم عربي
السلام عليكم
بداية طبيعة رسالة الإسلام أنها تحترم كل موقف إيجابي يصدر من الغير ، ونجد أن القرآن عندما تحدث عن أهل الكتاب ميز بينهم في بعض الأمور وقال : ( ليسوا سواء ) وفي معرض بيان جانب الأمانة وطبيعة نظرة أهل الكتاب للغير أنصفهم القرآن بقول الله سبحانه وتعالى : وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً .
هذه مواقف تشكر لأهلها وبالمقابل هناك مواقف كثيرة مغرضة ومحرضة على الإسلام والمسلمين تدخل في باب الصد عن سبيل الله
والأصل في المسلم أن يتعاطى بإيجابية مع إيجابية الغير ، فالغرب في حقيقته نبذ الدين برمته من وراء ظهره لدواعي مرتبطة بالتحريف المخيف الذي عاينوه في دياناتهم وتناقضها مع الواقع والحقيقة
فبعض هؤلاء عندما ينصف النبي محمد عليه السلام فيبعض الجوانب يعتبر ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح والتي تساعد الآخرين في أن يبحث عن الإسلام ويتدراسه ، وبعض هؤلاء لم يقف عند هذا الوضع بل تعداه نحو التغلغل في رسالة الإسلام حتى أسلم وذلك مثل موريس بوكاي وجاروديوغيرهما
القول بأن البعض ينسب جهد النبي عليه السلام للعبقرية بعيداً عن النبوة ، نعم نحن نعلم أن محمد عليه السلام نبي وليس عبقري ، ولكن كثير من النقولات السابقة لو قرأتها بعين الموضوعية لوجدت أن بها اعترافاً ضمنياً بنبوة محمد عليه السلام
أخي الكريم : أخشى أن حساسيتنا المفرطة أحياناً وسلبيتنا مع كل المواقف تجعلنا نحارب كل شيء وفي النهاية نحارب أنفسنا
كان من هدي النبي عليه السلام أنه كان يثمن كل موقف إيجابي
والأصل فينا أن نثمن كل موقف إيجابي ، وأقول لك الغربي التائه الآن قد لا يستمع لك ولكنه قد يقرأ لديورانت ولجوستاف ولغيرهم وقد تكون عباراتهم سبب في هدايته
أخي الكريم راجع المقولات مرة أخرى تجد في أكثرها إقرار بنبوة محمد عليه السلام
هل هذا جيد ؟ أقول لك نعم ويشكر صاحبها ، كونه آمن أم لم يؤمن هذا شأنه لكن كلماته تنصف النبي محمد عليه السلام في ظل حرب شعواء ضروس على النبي ورسالته
هذه الشهادات لها أثر إيجابي : أقول : نعم . لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله .

لكن أقول أحياناً نحن لا نعرف ما نريد
عندما انبرى البعض من المغرضين في الغرب في الهجوم على دين الإسلام وعلى رسول الإسلام ، اعترضنا وعندما يخرج من يدافع عن دين محمد عليه السلام نقول له لا حاجة لنا بك ولا بكلامك
من خلال فهمي لهدي النبي عليه السلام أنه كان ينصف كل من كان له موقف إيجابي مع رسالته ومن هؤلاء المطعم بن عدي ؛ حيث تذكر له النبي عليه السلام موقفه الإيجابي ففي غزوة بدر قال النبي :
لَو كَانَ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيّ حَيّا لَوَهَبْت لَهُ هَؤُلَاءِ النّتْنَى.
وَكَانَتْ لِمُطْعِمِ بْنِ عَدِيّ عِنْدَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إجَارَةٌ [ (2) ] حِينَ رَجَعَ مِنْ الطّائِفِ.
أقول هذا هو هدي النبي عليه السلام
وكان يثني على كل موقف إيجابي حتى من المشرك
أما مسألة الإسلام والكفر وهل أسلم فينفعه عمله فهذه مسألة أخرى

 

[عربي]

بارك الله فيك على التعقيب أخي محمد وأظنه من حسن ظنك ودماثة أخلاقك مدفوعا بحبك للرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام
رزقنا الله وإياك صحبته في الجنة

لاحظ أخي الكريم أني لم أرد هذه الشهادات كليا وإنما قلت تنفع في بابها وهو دعوة أقوام هؤلاء
ومقصودي أنه لا يبنغي أن يغتر المسلمون بها لأنها أدنى من أن توفي نبينا حقه
ثم إني قلت في كلامي "بعض" و"مثل هؤلاء" ولم أعمم

أما كونهم يعترفون بالنبوة لرسولنا الكريم فأشك في ذلك وأظن والله أعلم أن مترجم كلامهم إلى العربية أو جامعه أو ناقله
هو من أضاف لفظ النبوة والصلاة على محمد الأمين، احتراما منه لمقامه صلى الله عليه وسلم

وقرينتي في ذلك أن الكفار ممن يقولون بالنبوات لا يُصّلون على الأنبياء كما نفعل نحن، حتى على أنبيائهم، لا يوقرونهم كما ينبغي، ومن هنا يظهر أن هذه أضيفت على الشهادات الأصلية وكان الأولى تركها من أجل أمانة النقل، حتى نعرف مبلغ هؤلاء ونميز الغث من السمين

خذ مثالا، الشاهد رقم 1 في قائمتك هو فرنسي وهذا مصدر مقدمته لترجمته للقرآن، بلغته الفرنسية التي أُتقنها
http://fr.wikisource.org/wiki/Le_Coran_(Traduction_de_Savary)/Préface
وهذه بعض المقتطفات تظهر شناعة قوله وفعله في كتاب الله وفي سيرة نبينا والصحابة أوردها هنا وأترجمها ولعل غيري ممن يفهم لغة القوم يأكد أو ينفي.

يقول في أول جملة من المقدمة

Le Coran[1] est le code des préceptes et des lois que Mahomet donna aux Arabes comme chef suprême de la religion et comme souverain

وبالعربية: "القرآن هو قانون أو نص تعاليم أعطاها محمد للعرب كزعيم روحي وحاكم"
هكذا حاف من دون لفظ نبوة ولا صلاة ولا إثبات وحي

وفي نفس الفقرة الأولى لا يسمينا مسلمين بل محمديين "Mahométans" على عادة المستشرقيين الفرنسيين

ثم في أول الفقرة الثانية يقول

Le Coran fut publié dans l’espace de vingt-trois ans, partie à la Mecque, partie à Médine, et suivant que le législateur avait besoin de faire parler le ciel.

ومعناها "أن القرآن نُشر (فهو لا يرى أنه وحي) على 23 سنة، بعضها في مكة، وبعضها في المدينة، حسب حاجة الشارع (يقصد به الرسول) إلى جعل السماء تتكلم"
وأدنى شخص يجيد الفرنسية يقول لك أن هذا إنكار مبطن بأن القرآن وحي نزل السماء

ثم في هذه الفقرة

...Abubecr les recueillit en un seul volume. Idolâtre de son maître, regardant comme divin tout ce qu’il avait enseigné, il ne s’attacha point à donner au Coran l’ordre dont il était susceptible, en arrangeant les chapitres suivant la date des temps où ils avaient paru ; il plaça les plus longs à la tête du recueil, et ainsi de suite

يتهم سيدنا أبا بكر رضي الله عنه بتأليه نبينا إلى درجة أنه لم يرتب المصحف حسب تاريخ النزول بل حسب طول السورة !
وهو هنى يشهد على نفسه بالجهل ويزيد الطينة بلة بالتنقص من خير الصحابة

ثم في أول الفقرة الثالثة

Ce bouleversement, dans un ouvrage qui est un recueil de préceptes donnés dans différents temps et dont les premiers sont souvent abrogés par les suivants, y a jeté la plus grande confusion.

يلوم على سيدنا أبو بكر في أول جمع للقرآن أنه لم يرتب سوره حسب تاريخ النزول ويدعي هذا الجاهل الذي عاش زمنا مع العرب أن ترتيب سور القرآن (الحالي) يعطي لخبطة وأكبر غموض في الفهم.

ثم بعدها بجملتين

mais le philosophe y verra les moyens qu’un homme, appuyé sur son seul génie,

في سياق يظهر منه المدح يضع بعض السم فيدعي أن محمد (صلى الله عليه وسلم وآله) كان معتمدا أو متكئا فقط على عبقريته!

شخصيا هذا يكفيني في معرفة ما يعتقده هذا الذي يراد لنا أن نعتد بشهادته في نبينا الكريم
وقد أتممت بقية المقدمة على عجالة فلم أجد فيها إلا مدح هذا المترجم لنفسه وأنه يعرف العربية وهو من أجهل الناس بها، وأنه ترجم أحسن من بقية المستشرقين الآخرين ولم أجد فيها رائحة الشهادة المنقولة أعلاه فلا أدري من أين وقع الخطأ

أخيرا هذا غيض من فيض وأظن لو بحثنا عن أصل الشهادات الأخرى فقد نجد ما لا يسر
ولقد عشت عند القوم أزيد من عقد من الزمن وأعرفهم جيدا وأعرف ما يقولونه عنا وأعرف ولع بعضنا بنقل أدنى صغيرة تظهر منهم احتراما لديننا، كأنهم - أقصد المولوعين منا - مصابين بعقدة نقص
وكان الأولى بي وبهم الاكتفاء بالآية المحكمة "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"

أما استشهادك أخي الكريم بقوله تعالى "ليسوا سواء" فأقول لك أكمل الآية والتي بعدها
لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ () يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
وستعرف أنها ليست عامة في أهل الكتاب بل في فريق خاص منهم ذكروا بأوصافهم في الآية والمفسرون يقولون أنهم من أسلم من أهل الكتاب، مثل عبد الله بن سلام وغيره

وأما الآية الأخرى فهي تذكر أمانة فريق من الكتابيين (وليس كلهم) في المعاملات الاقتصادية أو الذمة المالية كما يقال
وأين هذا الفعل من الإقرار بنبوة رسولنا الكريم

وفقنا الله وإياكم لكل خير

 

[عربي]

هذا موضوع أعجبني يبرز لنا كيف نظر الغير للحبيب محمد عليه السلام

الأولى قول بعض الغير أو قليل من غير المسلمين

 

[محمد 68]

أخي الكريم
السلام عليكم
لا أريد أن أدخل في جدال لا يزيد في إيماننا
بارك الله فيك
كل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه
هذه وجهة نظرك أنا احترمها
ولي وجهة نظر أخرى أرجو أن تحترمها مني