• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وصلتني رسالة على الواتساب تقول (اني لأستحي ان اقف امام الله اطلب عفوه وانا لم اعف عن البعض من خلقه) قرأتها مرة ثم اغلقت الهاتف ثم عدت وقراتها مرة اخرى لانها حقا تستحق التأمل

وهنا اوجه لكم سؤالا هل هو سهل ان تعفو عن من ظلمك واذا قررنا ان نفعل هذا فمتى نبدأ وهل يتفاوت العفو بمقدار الظلم والسلام عليكم
 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
- عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه (أنه قام يوم مات المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار والسكينة، حتى يأتيكم أمير، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم، فإنه كان يحب العفو. ثم قال: أما بعد، فإني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: أبايعك على الإسلام، فشرط علي (والنصح لكل مسلم). فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل)

- (وجلس ابن مسعود في السوق يبتاع طعامًا فابتاع، ثم طلب الدراهم وكانت في عمامته فوجدها قد حلت، فقال: لقد جلست وإنها لمعي، فجعلوا يدعون على من أخذها ويقولون: اللهم اقطع يد السارق الذي أخذها، اللهم افعل به كذا، فقال عبد الله: اللهم إن كان حمله على أخذها حاجة فبارك له فيها، وإن كان حملته جراءة على الذنب فاجعله آخر ذنوبه)

- وقيل لأبي الدرداء: مَن أعزُّ الناس؟ فقال: (الذين يعفون إذا قدروا؛ فاعفوا يعزكم الله تعالى)

- وقال الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما: (لو أنَّ رجلًا شتَمني في أذني هذه، واعتذر في أُذني الأخرَى، لقبِلتُ عذرَه)

- وقال معاوية رضي الله عنه: (عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة، فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال)

- وعن وهب بن كيسان قال سمعت عبد الله بن الزبير يقول على المنبر: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] قال: والله ما أمر بها أن تؤخذ إلا من أخلاق الناس، والله لآخذنها منهم ما صحبتهم)

- وأُتي عبد الملك بن مروان بأسارى ابن الأشعث، فقال لرجاء بن حيوة: (ماذا ترى؟). قال: (إن الله -تعالى- قد أعطاك ما تحب من الظفر فأعط الله ما يحب من العفو، فعفا عنهم)

- وقال مالك بن دينار: (أتينا منزل الحكم بن أيوب ليلًا وهو على البصرة أمير، وجاء الحسن، وهو خائف فدخلنا معه عليه، فما كنا مع الحسن إلا بمنزلة الفراريج ، فذكر الحسن قصة يوسف -عليه السلام- وما صنع به إخوته، فقال: باعوا أخاهم وأحزنوا أباهم، وذكر ما لقي من كيد النساء ومن الحبس، ثم قال: أيها الأمير، ماذا صنع الله به؟ أداله منهم، ورفع ذكره، وأعلى كلمته، وجعله على خزائن الأرض، فماذا صنع يوسف حين أكمل الله له أمره وجمع له أهله؟ قال: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [يوسف: 92]، يعرض للحكم بالعفو عن أصحابه، قال الحكم: فأنا أقول لا تثريب عليكم اليوم، ولو لم أجد إلا ثوبي هذا لواريتكم تحته)

- وعن عمر بن عبد العزيز قال: (أحبُّ الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة)

- وعن سعيد بن المسيب قال: (ما من شيء إلا والله يحب أن يعفى عنه، ما لم يكن حدًّا)

- وعن الحسن، قال: (أفضل أخلاق المؤمن العفو)

- وقال الفضيل بن عياض: (إذا أتاك رجلٌ يشكو إليك رجلًا، فقل: يا أخي، اعفُ عنه؛ فإنَّ العفو أقرب للتقوى، فإن قال: لا يحتمِل قلبي العفوَ، ولكن أنتصر كما أمرَني الله عزَّ وجل فقل له: إن كنتَ تُحسِن أن تنتَصِر، وإلا فارجع إلى باب العفو؛ فإنه باب واسع، فإنَّه مَن عفَا وأصلحَ فأجره على الله، وصاحِبُ العفو ينام على فراشه بالليل، وصاحب الانتصار يقلِّب الأمور؛ لأن الفُتُوَّة هي العفوُ عن الإخوان)

- وقال إبراهيم النخعي: (كان المؤمنون يكرهون أن يستذلوا، وكانوا إذا قدروا عفوا)

- وعن أيوب قال: (لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم)
 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
اللهم اني اشهدك اني قد عفوت عمن ظلمني او اذاني من المسلمين فثبتني على ذلك ولاتجعلني من القانطين المحرومين وادخلني الجنة حتى يقال لي طبتم فادخلوها خالدين امين امين امين
 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
العفو كما يقول علماء اللغة أبلغ من المغفرة لأن الغفران يُشعر بالستر، بينما العفو يشعر بالمحو، والمحو أبلغ من الستر، وقد أمر الله جل جلاله نبيه الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم بالعفو والصفح، فقال تعالى:

﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)﴾

وقال أيضاً:
﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)﴾

وقد فهم النبي عليه الصلاة والسلام العفو بأن تعطي من حرمك وأن تصل من قطعك، وأن تعفو عن من ظلمك، وقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال جل جلاله:
﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)﴾

أيها الإخوة الكرام: أجمع علماء التفسير على أن قوله تعالى:
﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)﴾

وأجمع علماء التفسير على أن المقصود بكلمة أولي الفضل سيدنا الصديق رضي الله عنه، كان يعطي مسطحاً، فهو من أقربائه الفقراء الذين هاجروا في سبيل الله.. حينما أشاع في المدينة حديث الإفك امتنع عن العطاء، فعاتبه الله جل جلاله وقال: فليعفوا واليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم..

يعني إذا كنت مكلفاً من قبل الحق جل جلاله، أن تعفوا عمن أشاع في المدينة حديث الإفك الذي لا يحتمله أب، فكيف بما دون ذلك من الذنوب إذا كان هذا الذنب الذي لا يُحتمل قد أمر المؤمن أن يعفو عن قائله فكيف فيما سوى ذلك من الذنوب

منقول.
 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
أيها الإخوة الكرام: سؤال يطرح نفسه أمامنا، لماذا يعفو أناس وينتقم آخرون ؟

الجواب الإنسان إذا اتصل بالله العفو الكريم اشتق منه بعضاً من هذا الخلق العظيم، وإذا استقرت الرحمة في قلب الإنسان فإنها تفيض على خصومه بالعفو والغفران، فيصبح العفو أحبَ إليه من الانتقام، وإذا علم الإنسان أن خصمه بشكل أو بآخر أخٌ له في الإنسانية فإذا انتقم منه خسره وإذا عفا عنه ربحه، ولأن يربح الإنسان أخاه خير له من الدنيا وما فيه عندئذ يرى في العفو غُنْماً وفي الانتقام غُرْماً.

أيها الإخوة الكرام: إذا أيقن الإنسان أن العفو سلم يرقى به إلى عز الدنيا والآخرة، وأن الانتقام دركات يهوي بها إلى ذلٌ ومقت يلاحقانه حتى الممات آثر العفو على الانتقام، وإذا علم أبناء المجتمع الواحد أنه بالعفو تتسع دائرة الصداقات والمودات فيصبح المجتمع كالبنيان المرصوص، وبالانتقام تفشو العداوات والأحقاد حتى تصل بالمجتمع إلى أحط الدركات صار العفو ديدنهم.
يا أيها الإخوة الكرام: تعالوا بنا إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم أسوتنا الحسنة وقدوتنا الصالحة، ومثلنا الأعلى الذي بعثه الله معلماً للبشرية، ورحمة للإنسانية النبي علمنا بلسانه وعلمنا بأفعاله، ولعل أفعاله بالغة التأثير لأنها حقيقة مع البرهان عليها.

تعالوا بنا لنرى النبي صلى الله عليه وسلم لنرى نبينا الأكرم ومعلمنا الأعظم وهو يدخل مكة فاتحاً، يدخل مكة التي ائتمرت على قتله، مكة التي أخرجته، مكة التي عذبت أصحابه، مكة التي نكلت بهم، مكة التي قاطعته، مكة التي كذبته، مكة التي قاتلته في بدر وأحد والخندق، ومكة التي ألبت عليه العرب جميعاً.

لقد ألقى أهلها السلاح، ومدوا إليه أعناقهم ليحكم فيها ما يرى، إنهم في قبضته، أمره نافذ في رقابهم، حياتهم جميعاً معلقة بين شفتيه، وهذه عشرة آلاف سيف، تتوجه يوم الفتح فوق ربى مكة، تأتمر بأمره وتنتظر إشارةً منه، إنها تستطيع أن تهلكهم في لمح البصر.

لقد دخلها عليه الصلاة والسلام يوم الفتح الأعظم دخول المتأدبين الشاكرين، معترف بعظم الفضل، ولم يدخلها دخول المتكبرين المتجبرين ثملاً بنشوة النصر.

منقول
 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
لقد سار النبي عليه الصلاة والسلام في موكب النصر يوم فتح مكة حانياً رأسه حتى تعذر على الناس رؤية وجهه، وحتى كادت ذؤابة عمامته تلامس عنق بعيره، مردداً بينه وبين نفسه ابتهالات الشكر المبللة بالدموع.

سأل أعداءه بعد أن استقر به المقام: يا معشر قريش، ويا أهل مكة فاشرأبت إليه الأعناق، وزاغت الأبصار، سألهم ما تظنون أني فاعل بك، وصاحت الجموع الوجلة بكلمة واحدة، كأنما كانوا على اتفاق في ترديدها، قالوا خيراً، أخٌ كريم وابن أخٌ كريم، قال اذهبوا فأنتم الطلقاء.

أيها الإخوة الكرام: لقد غُمر المذنبون الذين كانوا ينتظرون القصاص، ويستحقونه بأنبل عفو، وأجمل صفح، حتى قال أبو سفيان الذي ناصب رسول الله العداء أعواماً طويلة، قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما أرحمك وما أحلمك وما أحكمك وما أوصلك وما أكرمك ".

يا سيدي يا رسول الله ؛ ما أجمل عفوك عند المقدرة، وما أعظم نفسك التي سمت كل هذا السمو فارتفعت فوق الحقد وفوق الانتقام، لقد ترفعت عن كل عاطفة دنيا، وبلغت من النبل فوق ما يبلغ الإنسان، لم تكن تعرف العداوات، بل لم تكن تريد أن تقوم بين الناس، لقد مكنك الله من عدوك فقدرت وعفوت، فضربت بذلك للعالم كله ولأجياله مثلاً أعلى في العفو والصفح، فلم تجعل من يوم فتح مكة يوم تشفٍ ولا انتقام بل جعلته يوم برٍّ ورحمة وسلام.

أيها الإخوة الكرام: عفوه صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة يذكرنا بعفوه عن أهل الطائف الذين كذبوه أشد التكذيب، واستخفوا بدعوته واستهزؤوا بها، بل أغروا به سفهاءهم وصبيانهم.
جاءه جبريل الأمين يستأذنه أن يطبق عليهم الجبلين، فما زاد عن أن قال:
((لا يا أخي، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله.))

لم يتخل عن قومه، لقد عفا عنهم، والتمس لهم العذر، وتوسم بأبنائهم الخير، هذا عن عفوه الجماعي، فماذا عن عفوه الفردي.

يتجلى عفوه الفردي بالصفح عن نفر من المشركين، بالغوا في عداوتهم وأذيتهم، ويوم فتح مكة، ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، وهاموا على وجوههم، ومن هؤلاء صفوان بن أمية، الذي شد رحاله صوب جدة، ليبحر منها إلى اليمن، واشتد إشفاق عمير بن وهب عليه، وصمم أن يسترده من يد الشيطان بكل وسيلة وذهب مسرعاً إلى النبي عليه الصلاة والسلام، قال له يا نبي الله، إن صفوان ابن أمية سيد قومه قد خرج هارباً منك ليقذف بنفسه إلى البحر فأمنه صلى الله عليك، فقال عليه الصلاة والسلام هو آمن، قال يا رسول الله هو آمن ؟ قال يا رسول الله أعطني آيةً يعرف بها أمانك أعطاه النبي عليه الصلاة والسلام عمامته التي دخل بها مكة.

فخرج بها عمير حتى أدركه وهو يريد أن يركب البحر، قال ياصفوان فداك أبي وأمي، الله اللهَ في نفسك أن تهلكها، هذا أمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جئتك به، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الناس وأبر الناس وأحلم الناس، عزه عزك وشرفه شرفك.
قال صفوان: إني أخاف على نفسي.
قال: هو أحلم من ذلك وأكرم.

فرجع معه حتى دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صفوان للنبي عليه الصلاة والسلام: إن هذا يزعم أنك أمنتني، فقال عليه الصلاة والسلام: صدق.
قال صفوان: فاجعلني في الخيار شهرين.
فقال عليه الصلاة والسلام: أنت في الخيار أربعة أشهر.
وفيما بعد أسلم صفوان، وسعه عفو النبي.

 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
وروي أن أعرابياً جاء النبي صلى الله عليه وسلم يطلب شيئاً، فأعطاه ثم قال: أأحسنت إليك يا أعرابي، قال: لا ولا أجملت.

فغضب المسلمون وقاموا إليه، فأشار إليهم صلى الله عليه وسلم أن كفوا، ثم قام ودخل منزله فأرسل إليه وزاده شيئاً، ثم قال له: أأحسنت إليك، قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً.

فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: إنك قلت ما قلت وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك.
قال: نعم.

فلما كان الغد جاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم، إن هذا الأعرابي قال ما قال فزدناه، فزعم أنه رضي، أكذلك يا أعرابي؟.
قال: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً.

أما التعليق، تعليق النبي عليه الصلاة والسلام على هذه الحادثة، قال عليه الصلاة والسلام:

((" مثلي ومثل هذا كمثل رجل له ناقة شردت عنه، فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفوراً، فقال لهم خلوا بيني وبين ناقتي فإني أرفق بها منكم وأعلم بها، فتوجه لها بين يديها، فأخذ من قُمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها، وقال عليه الصلاة والسلام: إني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتموه دخل النار ".))

إن الرسول الحليم صلى الله عليه وسلم، لم تأخذه الدهشة لجحود الأعرابي أول الأمر، وعرف من طبيعة صنف من الناس، مردوا على الجفوة، في التعبير، والإسراع بالشر، وأمثال هؤلاء، لو عولجوا بالعقوبة، لقضت عليهم، ولَمَا كانت ظلماً، ولكن العظماء أصحاب القلوب الكبيرة، لا ينتهون بمصائر العامة إلى هذا الختام الأليم، إنهم يفيضون من رحمتهم وحلمهم على ذوي النزق، حتى يلجئونهم إلى الخير إلجاءً، إن هذا الأعرابي الذي اشترى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رضاه بهذا المال لا يبعد أن تراه بعد أيام، وقد كُلِّف بعمل خطير، أن يقدّم فيه الغالي والرخيص عن طيب خاطر، وما المال إلا قمام الأرض تُستناخ به الرواحل الجامحة، لتقطع عليها المفازات الشاسعة.
 

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
روى الإمام مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، أنها قالت:
((" مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " ))

[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد ومالك والدارمي]

وقد أثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه لم ينتقم من أحد لنفسه قط.

وقد تخلق الصحب الكرام، بأخلاق نبيهم العدنان في العفو والصفح فقد روى البخاري عن أبن عباس، عن عيينة بن حصن، نقال لعمر بن الخطاب: يا ابن الخطاب، ما تعطينا الجزل، ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر، حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله قال لنبيه:
﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199)﴾

وإن هذا من الجاهلين فقال ابن عباس: فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافاً عند كتاب الله عز وجل.
أورد السيوطي في، في الجامع الصغير، حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو هريرة:
((" من كظم غيظه، وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً ".))

انظروا إلى ثمار العفو التي نوه بها النبي صلى الله عليه وسلم، إنها الأمن والإيمان، المن مع الخلق، والإيمان مع الحق.

فهذا الذي يؤثر الانتقام على العفو، يجعل الجو المحيط به ضاغطاً وعلاقاته مع الآخرين متوترة، ويكون انتقامه تربة خصبة لانتقام مضاد فيتوقع المنتقم الشر، وتوقُّع الشر شرٌّ من وقوعه، وهكذا يفقد الأمن يفقد أثمن ما في الحياة النفسية، قال تعالى:
﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ﴾

أما إذا آثر الرجل العفو على الانتقام، فقد جعل الجو المحيط به ودياً وجعل علاقاته بالآخرين مريحة، وجعل من أعدائه الألداء أصدقاء حميمين، قال تعالى:
﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) ﴾

هذا عن أول ثمرة من ثمار العفو، فماذا عن ثمرة الإيمان ؟

إن الإنسان إذا عفا عن أخيه، كان أقرب إلى ربه، مما لو انتقم منه لأن الخلق كلهم عباد الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعباده، وفي الحديث القدسي:
((" إذا أردتم رحمتي فارحموا خلقي ".))

[رواه البخاري ]

وإذا كانت إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، فما بالك بالعفو عن إنسان حيث بالعفو عنه يبدل خوفه أمناً، وضيقه فرجاً ويأسه أملاً.. إن العفو يدل على الإيمان ويؤكده، ويزيد فيه ويجدده فالإنسان بنيان الله وملعون من هدم بنيان الله.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
حينما تصح التوبة، ويتحقق الندم، وتصدق العزيمة على ترك الذنب عندئذ يصبح العفو حياة للمذنب، كما كان القصاص حياة للمجتمع ويغدو فرصة ثمينة ينالها المذنب، ليؤكد صحة توبته وعظيم ندمه، وصدق عزيمته على ترك ما اقترفت يداه، وليؤكد أيضاً الجانب الخير في الإنسان وربما كان هذا المذنب الذي عُفي عنه علماً من أعلام الأمة ومصلحاً من كبار مصلحيها، وقائداً فذاً من قادتها، والتاريخ الإسلامي حافل بمثل أولئك الذين أصبحوا من قادتها الأبطال وعلمائها الأعلام وأوليائها المقربين كعكرمة بن أبي جهل.
مَنْ عكرمة بن أبي جهل ؟ هو الذي عادى النبي صلى الله عليه وسلم أشدَّ العداء، وآذى أصحابه أفدح الإيذاء، وهو أحد صناديد قريش المعدودين
وأبرز فرسانها المرموقين، وهو ابن أبي جهل، وجبَّار مكة الأول وزعيم الشرك الأكبر، ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بالعفو عنه بل وجه أصحابه قائلاً:
((" سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل، مؤمناً مهاجراً فلا تسبُّوا أباه فإن سبَّ الميت يؤذي الحي، ولا يبلغ الميت "..))

وقد عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: لا أدع نفقة كنت أنفقتها في الصدِّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالاً قاتلته صداً عن سبيل الله، إلا قاتلتُ ضعفه في سبيل الله.
وفي اليرموك لما اشتدَّ الكرب على المسلمين نزل عن جواده، وكسر غُمد سيفه، وأوغل في صفوف الروم، فبادر إليه خالد بن الوليد، وقال: لا تفعل يا عكرمة فإن قتلك سيكون شديداً على المسلمين، فقال: إليك عني يا خالد، لقد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة أما أنا وأبي فقد كنَّا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعني أكفِّر عما سلف مني.. لقد قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة وأفرُّ من الروم اليوم، إن هذا لن يكون أبداً..

إن الآيات الكريمة، والأحاديث الشريفة الصحيحة، التي تحضُّ على العفو ـ هذه ملاحظة مهمة جداُ ـ لا تعني، ولا تريد، أن يكون العفو مرتعاً للمجرمين يسرحون ويمرحون في رحابه، ولا تعني ولا تريد أن يكون العفو حصناً لهم يحميهم من حكم العدالة فيهم، ولا تعني ولا تريد أن يكون
العفو منطلقاً جديداً للعدوان على دماء المسلمين، وأموالهم وأعراضهم قال تعالى:
﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) ﴾

كان أبو عزة الجمحي الشاعر، من أسارى بدر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حدد مبلغ أربعة آلاف درهم فداءً لكل أسير، فكلم أبو عزَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لقد عرفتَ ما لي من مال، وإني لو حاجة، وذو عيال، فامنن عليَّ، فمنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، وأخذ عليه العهد ألا يظاهر عليه أحداً لكنه نقض العهد، وعاد إلى ما كان عليه من سب النبي صلى الله عليه وسلم، وهجاء أصحابه، وحضِّ الناس على قتاله.
وفي يوم أحد ظفر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله لا تقتلني وامنن عليَّ ودعني لبناتي، وأعاهدك ألا أعود، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
((" لا والله لا أدعك تمسح عارضيك بأستار الكعبة وتقول للناس: خدعت محمداً مرتين، إن المؤمن لا يُلدغ من جُحر مرتين".))

ولم يعف عنه.


منقول
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ام عرفة

عضو
إنضم
23 مارس 2014
المشاركات
519
مستوى التفاعل
323
النقاط
72
أيها الإخوة الكرام: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جالس، إذ رأيناه ضحك، حتى بدت ثناياه، فقيل له: مم تضحك يا رسول الله ؟
قال:

((رجلان من أمتي جثيا بين يدي ربي عز وجل فقال أحدهما: خذ مظلمتي من أخي. قال الله تعالى: أعظ أخاك مظلمته.. فقال: يا رب إنه لم يبقَ من حسناتي شيء، فقال صاحبه: يا رب فليحمل من أوزاري. ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدموع، ثم قال: إن ذلك اليوم ليوم عظيم، يوم يحتاج الناس فيه إلى أن يُحمل عنهم أوزارهم. ثم قال الله تعالى للطالب لحقِّه: ارفع بصرك فانظر إلى الجنان فيرقع رأسه فيرى ما أعجبه من الخير والنعمة. فقال: لمن هذا يا رب ؟ فقال الله تعالى: لمن أعطاني ثمنه. قال: ومن يملك ذلك يا رب ؟ قال: أنت قال: بماذا ؟ قال: بعفوك عن أخيك، قال: أُشهدُكَ يا رب أني قد عفوت عنه فقال الله تعالى: خذ بيد أخيك، ثم أدخِله الجنة.))

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((" فاتقَّوا الله وأصْلِحُوا ذاتَ بينكم " ))

فإن الله يصلح بين عباده يوم القيامة ".

الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن نصلح ذات بيننا، وقد فهم بعض العلماء هذه الآية على ثلاثة مستويات ؛ المستوى الأول: أن نصلح أنفسنا التي بين جوانحنا، بتعريفها ربها، وحملها على طاعته والتقرب إليه لتسعد بقربه.

والمستوى الثاني: أن نصلح كل علاقة بيننا وبين الآخرين والأقارب منهم والأباعد، عن طريق معرفة الحقوق والواجبات والوقوف عند حدود الشرع واعتماد العدل والإحسان.

والمستوى الثالث: أن نصلح فيما بين الناس، بحملهم على العفو والترغيب فيه، وبيان ثماره اليانعة، ونتائجه الطيبة، ولو كلَّفنا وقتاً وجهداً ومالاً لأننا إن فعلنا ذلك، فإنما نطبِّق قوله تعالى:
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1)﴾

أيها الإخوة الكرام: في ختام هذا الموضوع طوبى لمن كان مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وطوبى لمن أصلح بين الناس ووفق بينهم، وطوبى لم استعمله الله في الخير..

إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك.
من عادة الكريم أنه إذا قدر غفر، وإن رأى زلَّةً ستر، فلا سؤدد مع الانتقام، وأولى الناس بالعفو أقدرهم عليه، وأقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب، وكفى بالمرء إثماً أن يغضب إذا قيل له اتـق الله ولا يُعرف الحليم إلا عند الغضب، وقال خليفة عُرف بالحلم:
إني آنف أن يكون في الأرض جهل لا يسعه حلمي.

وقيل لابن المبارك رحمه الله تعالى: اجمع لنا حسن الخلق في كلمة واحدة فقال: ترك الغضب.
وقال الأحنف: إياكم ورأي الأوغاد فقيل له: وما رأي الأوغاد ؟
فقال: الذين يرون الصفح والعفو عاراً وحمقا

وقال بعضهم:
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف وتاب عما قد جناه واقترف
***

لقوله:
﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾
 
التعديل الأخير:

مواضيع ممائلة

ي
الردود
2
المشاهدات
2K
ي