من باب العبرة المضحكة المبكية إليكم هذه النصوص عن بن تومرت الصنهاجي الذي ادعى المهدوية وأسس دولة الموحدين في المغرب الإسلامي
ذكر المؤرخون أنه كان يتواطأ مع بعض أصحابه على أن يدفنهم في المقابر وهم أحياء، حيث يترك لهم مكاناً للتنفس، ويأمرهم بأن يكلموه إذا دعاهم، وليشهدوا له بما يطلبه منهم كأن يشهدوا بأنه المهدي الذي بشر به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، وأن من اتبعه أفلح، ومن خالفه خسر، وحينما يسمع أتباعه أن الموتى يكلمونه، ويشهدون له بصحة ما يدعو إليه يعظم اعتقادهم فيه، وتتأكد طاعتهم له، أما أولئك المقبورون فإنه بعد أن ينهوا المهمة التي من أجلها قبوروا يستبيح دمائهم حيث يهدم عليهم قبورهم حتى يموتوا لكي لا يفشوا سره بعد ذلك
http://www.alukah.net/culture/1007/319/
إستخدم إبن تومرت الإسلوب التلفيقي وسيلة مباشرة لاثبات فكره النظري على أرض الواقع، فليس مألوفاً لمصلح دين (إذا خاف البطش وإيقاع الفعل به خلّط في كلامه فينسب الى الجنون)(68) ، بل إن مما يؤكد ذلك النهج هو قصته مع (البشير الونشريسي) من أصحابه العشرة الأوائل وهو ممن (تهذّب وقرأ فقهاً وكان جميلاً فصيحاً في لغة العرب وأهل المغرب، فتحدثا يوماً في كيفية الوصول إلى الأمر المطلوب فقال إبن تومرت للونشريسي العالم: أرى ان تستر ما أنت عليه من العلم والفصاحة عن الناس وتظهر العجز واللكن والحصر والتعري عن الفضائل، تشتهر به عند الناس لنتخذ الخروج عن ذلك وإكتساب العلم والفصاحة دفعة واحدة ليقوم ذلك مقام المعجزة عند حاجتنا إليه فنصدّق فيما نقوله).(69)
وما إن جاء الوقت المناسب الذي لاحظ فيه إبن تومرت تردد بعض أصحابه في تصديق دعوته فضلاً عن بعض المخالفين له من البربر، أوعز الى صاحبه (الونشريسي) قائلاً (هذا أوان إظهار فضائلك دفعة واحدة ليقوم لك مقام المعجزة لنستميل بك قلوب من لا يدخل في الطاعة... ثم اتفقا على أن يصلي الصبح ويقول بلسانٍ فصيح بعد إستعمال العجمة واللكنة في تلك المدة: إني رأيت البارحة في منامي وقد نزل بي ملكان من السماء وشقّا فؤادي وغسلاه وحشياه علماً وحكمةً وقرآناً، فلما أصبح فَعَل ذلك، فأنقاد له كل صعب الانقياد وعجبوا من حاله وحفظه القرآن في النوم).(70)
ولم يترك إبن تومرت هذه الحيلة دون ان يستنفذ (ببراعة محتال) كل مؤثراتها الايجابية لتأكيد مصداقيته، إذ قال لصاحبه (فعَجّل لنا البشرى في أنفسنا، وعَرّفنا أسعداء نحن أم أشقياء؟ فقا له: أما أنت فأنك المهدي القائم بأمر الله، ومن تبعك سعد ومن خالفك هلك، ثم قال: إعرض أصحابك عليّ حتى أميّز أهل الجنة من أهل النار، وعمل في ذلك حيلة قتل بها من خالف أمر محمد وأبقى من أطاعه).
http://mouood.org/arabic/item/7138-أدعياء-المهدوية-المهدي-بن-تومرت-الصنهاجي.html
فلما كان عام تسعة عشر وخمس مائة , خرج يوما , فقال : تعلمون أن البشير - يريد الونشريسي - رجل أمي , ولا يثبت على دابة , فقد جعله الله مبشرا لكم , مطلعا على أسراركم , وهو آية لكم , قد حفظ القرآن , وتعلم الركوب , وقال : اقرأ , فقرأ الختمة في أربعة أيام , وركب حصانا وساقه , فبهتوا , وعدوها آية لغباوتهم , فقام خطيبا , وتلا : لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وتلا : مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ فهذا البشير مطلع على الأنفس , ملهم , ونبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : " إن في هذه الأمة محدثين وإن عمر منهم " وقد صحبنا أقوام أطلعه الله على سرهم , ولا بد من النظر في أمرهم , وتيمم العدل فيهم , ثم نودي في جبال المصامدة : من كان مطيعا للإمام , فليأت , فأقبلوا يهرعون , فكانوا يعرضون على البشير , فيخرج قوما على يمينه , ويعدهم من أهل الجنة , وقوما على يساره , فيقول : هؤلاء شاكون في الأمر , وكان يؤتى بالرجل منهم , فيقول : هذا تائب ردوه على اليمين تاب البارحة , فيعترف بما قال , واتفقت له فيهم عجائب , حتى كان يطلق أهل اليسار , وهم يعلمون أن مآلهم إلى القتل , فلا يفر منهم أحد , إذا تجمع منهم عدة , قتلهم قراباتهم حتى يقتل الأخ أخاه .
http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13026