• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

im31.gulfup.com_057rS.jpg







هذا بحث رائع وهو منقول

وفيه ما يحتمل الخطاء وفيه ما يحتمل الصواب


الفصل الأول


الحمد لله رب العالمين وبه استعين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
فان القحطاني من علامات الساعة التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه سلم كما جاء في الحديث المتفق عليه ( لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ) وهذه الشخصية تعتبر من الشخصيات الفريدة في الأمة ولكن الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن القحطاني قليلة واختلف العلماء في تحديد حقيقة هذه الشخصية وذالك لقلة الأحاديث التي توضح حقيقة هذه الشخصية , خلاف المهدي الذي شاعت الأحاديث في وصفه ووصف زمانه ومدة خلافته فأحاديث المهدي متواترة كما تعلمون , وكذالك الأبحاث التي أفردت في القحطاني قليلة وبعضهم استفاض في ذكر أوصافه من كتب أهل الكتاب , وسأحاول جاهدا في بحثي هذا كشف حقيقة القحطاني وفق الأدلة الصحيحة التي جاءت فيه ووفق الشواهد الحسنة التي لا تعارض الأحاديث الصحيحة من كتب أهل الكتاب وغيرها و أسال الله أن يوفقني فيه للصواب انه جواد كريم :
الأحاديث التي وردت في القحطاني :
الحديث الأول :
مارواه الإمام احمد والشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ) .
قال القرطبي ( يسوق الناس بعصاه ) كناية عن استقامة الناس وانعقادهم إليه واتفاقهم عليه ولم يرد نفس العصا وإنما ضرب بها مثلا لطاعتهم له واستيلائه عليهم إلا أن في ذكرها دليلا على خشونته عليهم وعنفه بهم .انتهى كلامه .
وكلام القرطبي في كون القحطاني خشن وعنيف ليس صحيحا لأنه رجل صالح وخليفة راشد كما سأبين ذالك في الأحاديث القادمة فالذي يظهر من هذا الحديث هو اجتماع الناس عليه واتبعاهم له واستيلائه عليهم فلابد أن هذا الخليفة سيكون قائدا فريدا يعطيه الله سبحانه وتعالى من الأسباب التي تجمع الناس عليه وتطيعه , وهذا من سنة الله سبحانه فإذا أراد رفعة عبد من عباده أعطاه أسباب الملك كما حدث لذي القرنين قال تعالى (إنا مكنا له في الأرض واتيناه من كل شيء سببا ) أي أسباب الملك والعلم والسياسة والقوة وغير ذلك من الأسباب التي يحتاجها الملك لتثبيت ملكه ورضوخ الناس له حتى ذهب بعضهم انه نبي والله اعلم , ولا شك أن أسباب الملك قد تختلف من زمان لآخر فيعطي الله سبحانه من يريد أن يرفعه من الناس الأسباب التي تجعله ملكا عليهم , فعلى سبيل المثال الآن فان الله ألان لداوود الحديد وأعطاه جمال الصوت لقراءة الزبور وأعطاه الحكمة وسخر الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق فشد الله ملكه بذالك قال تعالى ( اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأبد انه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) فهذا الفضل من الله سبحانه لعبده داوود ليرفع درجته ويشد ملكه .
أما ابنه سليمان عليه السلام فأعطاه الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فهيا له الأسباب لذالك فأعطاه من الأمور ما لم يعطه لبشر قبله فسخر له الريح وسخر له الجن كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد فملك الأرض كله وخضعت له الناس عليه السلام لما أعطاه الله سبحانه وتعالى من الأسباب قال تعالى ( ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر واسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير ) فهذا الفضل من الله لسليمان ليشد الله ملكه ويرفع درجته عليه السلام .
إذن أيها الإخوة القحطاني ليسوق الناس بعصاه فتحبه الناس حبا عظيما ويطيعونه ولا يخرجون عن طاعته وهذا وصف عظيم له فلكي يحدث له ذالك لا بد أن يعطيه الله من الأسباب والأمور الفريدة في شخصيته ولا بد أن يعطيه الله من الدنيا ما يستطيع به إقامة ملكه وإدخال الناس في سلطانه فما هي هذه الأمور التي سوف تكون عند القحطاني ؟ وللإجابة على هذا السؤال دعونا نواصل معكم دراسة الآثار التي جاءت في وصفه وعندها سوف نستطيع الإجابة على هذا السؤال .
أما قوله صلى الله عليه وسلم من قحطان فيحتمل عدن المعاني :
المعنى الأول أن نقول من قحطان أي ابتداء خروجه من قحطان .
المعنى الثاني : أن تكون من بيانية أي هو رجل من أهل قحطان
المعنى الثالث : أن تكون من تبعيضية أي يخرج من بعض نواحي قحطان
المعنى الرابع يحتمل كل تلك المعني السابقة فهو يرجع نسبه إلى قحطان ويكون ابتداء خروجه من ديار قحطان ومن بعض نواحيها .
وقوله من قحطان قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (وأما اليمن فجماع نسبهم إلى قحطان ويختلف في نسبه فالأكثر على انه عابر بن شامخ بن ارفشخذ بن سام بن نوح , وقيل هو من ولد هود عليه السلام وقيل ابن أخيه وزعم الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذرية إسماعيل وانه قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل عليه السلام وهو ظاهر قول أبي هريرة في قصة هاجر حيث قال وهو يخاطب الأنصار ( تلك أمكم يا بني ماء السماء )هذا هو الذي يترجح عندي .
وقال أيضا والى قحطان تنتهي انساب أهل اليمن من حمير وكنده وهمدان وغيرهم . انتهى كلام الحافظ
إذن مما سبق نعلم أن القحطاني قد يكون من اليمن فانساب الكثير من أهل اليمن اليوم ترجع إلى قحطان ولكن لا يعني هذا انه لن يكون إلا من اليمن لان قحطان الآن منتشرين في أماكن كثيرة في العالم فلا تكاد تدخل بلدا إلا وفيه أناس من قحطان , ولكن لا بد أن يكون القحطاني أصله من أهل اليمن ولا يلزم والله اعلم أن يكون موجودا فيها ولفظ الحديث يحتمل جميع المعاني التي ذكرت , ولكني أرجح أن أصله من اليمن ولكنه لا يقيم فيها والله اعلم .
الحديث الثاني :
ما نقله ابن حجر عن نعيم بن حماد انه روى من وجه قوي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما انه ذكر الخلفاء ثم قال ورجل من قحطان .
الحديث الثالث :
مارواه أيضا بسند جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال فيه (ورجل من قحطان كلهم صالح ) .
فهذين الحديثين يدلان دلالة واضحة أن القحطاني من الخلفاء الراشدين وهو رجل صالح يعمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
ولما حدث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما بأنه سيكون ملك من قحطان غضب معاوية رضي الله عنه فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد : فانه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون بأحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم احد إلا كبه الله على وجهه , ما أقاموا الدين ) رواه البخاري , فهذا الإنكار من معاوية خشية أن يظن احد أن الخلافة تكون في غير قريش مع أن معاوية لم ينكر خروج القحطاني فان في حديث معاوية قوله ما أقاموا الدين فان لم يقيموا الدين خرج هذا الأمر من أيديهم وقد حصل هذا فان الناس لم يزالوا في طاعة قريش حتى ضعف تمسكهم بالدين فضعف أمرهم وتلاشى وانتقل الملك إلى غيرهم .
الحديث الرابع :
ما رواه الطبراني من طريق قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده رفعه ( سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم يؤمر القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه ) الحديث الخامس:
ما رواه نعيم بن حماد عن عن الوليد بن معمر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مالقحطاني دون المهدي ).
فهذين الحديثين يدلان دلالة واضحة أن المهدي والقحطاني شخصيتان متعاصرتان وأنهما سيخرجان مع بعضهما فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقرن شخصية المهدي بأحد إلا القحطاني ويقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم ما هو دونه فهذا يدل دلالة واضحة أنهما في الفضل سواء بل ذهب البعض إلى أن القحطاني قد يكون أفضل من المهدي لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما هو دونه يعني إما أن يكون مثله أو أفضل منه ولكن أظن أن هذا بعيد فالأحاديث التي تصف المهدي تبين عظيم فضله ثم إن عيسى عليه السلام سيصلي خلفه رضي الله عنه , والحديث يدل أيضا أن المهدي شخصية واحدة ورجل واحد وإلا لما قرنه بالقحطاني فلو انه أكثر من رجل لما قال ما هو دونه فهذا يؤكد انه رجل واحد وهو الذي سيصلي بعيسى عليه السلام.


وعلى كل حال فالقحطاني معاصر للمهدي وسيؤمره المهدي فتكون خلافته على الأمة كلها فيعمل فيهم بالعدل ويكثر الله الفتوحات في أيامه فيعظم الخير وترد البركة والله اعلم .
والآن نعود إلى مسالة ماهو الأمر الذي يعطاه القحطاني فيميزه عن الناس ويجعل الناس ينقادون له ويحبونه ؟
من الأحاديث السابقة علمنا أن القحطاني معاصر للمهدي , ونحن الآن قريبين من زمانه ونحن الآن نعيش هذا الزمان الذي تسيطر فيه الرأسمالية على العالم وكل العالم يدار عن طريق الاقتصاد وحتى يتمكن أي إنسان من البروز والقيادة فلا بد له من اقتصاد قوي يدعمه وإلا فلن ينهض ولن يحقق طموحه هذه حقيقة واقعة للأسف والدول اليوم كلها تقوم على الاقتصاد وقوة الدولة بقوة اقتصادها وقوة الافراد بقدر اموالهم واملاكهم , ومن هنا يمكن أن نستشف صفة من صفات القحطاني وهو انه لا بد أن يكون مليونيرا وان الله سيفتح عليه الدنيا من أطرافها والله اعلم ,

إن مما سبق من الأحاديث نستنج الآتي عن القحطاني :
1 – أصله من قحطان (اليمن) ولا يلزم أن يكون خروجه من هناك .
2 – انه رحيم بالمؤمنين شديد على الكفار والمنافقين .
3 – انه رجل صالح وخليفة من الخلفاء الراشدين .
4 – يعطيه الله من أسباب الملك والسلطان والعلم ما يشد ملكه ويقوي شوكته جدا فتخضع له الناس ويعظمونه ولا يخرجون عن طاعته .
5 – انه مثل المهدي في الفضل والمكانة.
6 – انه يخرج مع المهدي ويكونان متزامنان في نفس الفترة الزمنية .
7 – يفتح الله عليه الدنيا من أطرافها ويكثر الله ماله وأملاكه .
8 – يؤمره المهدي على الناس فيكون هو الخليفة بذلك وهذا سوف اجليه في الفصل القادم إن شاء الله .
والله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .

يتبع إن شاء الله الفصل الثاني .
 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
منقول

الفصل الثاني
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد :
فأواصل معكم أيها الإخوة الحديث عن القحطاني وفي هذا الفصل سوف أتحدث عن مسالة متى يؤمر القحطاني ؟
إن الإجابة على هذا السؤال ستكشف لنا الكثير من الجوانب المهة في شخصية القحطاني وعن حقيقته , وهنا لا يفوتني أن أشير في هذا الصدد إلى كتاب الفتح الرباني في ذكر القحطاني للأخ لطف الله احمد الزرقة من جامعة الإيمان فقد أجاد في هذه المسالة وأفاد وبحثه من أجمل الأبحاث التي تكلمت عن القحطاني على قلتها فيقول في هذه المسالة ( بتصرف):
وهو قول النبي صلى الله عليه سلم (ثم يؤمر القحطاني ) وفي رواية (ثم من بعده القحطاني ) .
وفي مسالة متى يؤمر القحطاني اضطربت أقوال العلماء في هذه المسالة فتجد مثلا الإمام ابن كثير والقرطبي يجعلان إمارة القحطاني فيما بعد قبض أرواح المؤمنين وتجد الإمام ابن حجر يختلط عليه الأمر اختلاطا شديدا فمرة يقول هو بعد عيسى ومرة يقول بل هو في أيام عيسى ويليه ولاية عامة ولم يأت بدليل واحد لا على هذا ولا على ذاك لا هو ولا غيره من الأئمة السابقين .
وهنا في هذه المسالة عدة احتمالات :
الاحتمال الأول :
كون حكم القحطاني قبل المهدي ؟
وهذا الاحتمال واضح البطلان ليس عليه دليل من كتاب ا سنة أو حتى كتب أهل الكتاب ولم يقل به احد من السابقين ولا المتأخرين ويكفي في رده قوله صلى الله عليه وسلم (ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم يؤمر القحطاني ) , فتبين دفع الاحتمال الأول فليس حكم القحطاني قبل المهدي , وأما من قال بان المهدي يخرج بعدما يوطئ له الأمر وانه يخرج بعد خلافة سابقة كما نسمع من بعد طلاب العلم فأقول لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فهذا القول ليس عليه دليل مطلقا ويكفي في إبطاله قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا) , وفي رواية يملا الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت جورا وظلما ) وفي رواية (أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل فيملا الأرض قسطا ) , فيجب أن تكون الأرض قد ملئت ظلما وجورا قبل بعثته لا كما يقول البعض ... فتنبه .
قلت قد بينت أن هناك خلافة جزئية قبل المهدي وهي توطئة له في بحثي (الخلافة الراشدة في آخر الزمان ) , فلا أوافقه هنا في نفيه المطلق للخلافة قبل المهدي والواقع شاهد والله اعلم ولكن هذا الاحتمال ضعيف لكون القحطاني يسوق الناس بعصاه وينقاد له الجميع ويدخلون في طاعته وسلطانه وهذا لا يكمن أن يكون قبل المهدي وأما من قال أن القحطاني هو الذي يوطد للمهدي سلطانه فلم يرد في هذا دليل يصار إليه بل الأدلة على خلاف ذالك فالمهدي هو الذي يؤمر القحطاني فخروجهما متزامن كما سأوضح هذا لاحقا .
وأما من يقول بان الشيخ أسامة هو القحطاني فيصح هذا الاحتمال عنده وهو قول قوي ولكن سأناقشه باستفاضة معكم في الفصل الأخير إن شاء الله بعد أن نذكر صفات القحطاني وأحواله .
الاحتمال الثاني :
كون القحطاني في زمن عيسى يسوق الناس بعصاه , والجواب عليه هو ما أجاب به الحافظ ابن حجر في الفتح , قال الحافظ ( استشكل ذالك كيف يكون في زمن عيسى يسوق الناس بعصاه الأمر إنما هو لعيسى ؟
ويجاب بجواز أن يقيمه عيسى نائبا عنه في أمور مهمة عامة , وهذا الذي أجاب به الحافظ غير متعين فقد رده هو بنفسه في مكان آخر من الفتح حيث قال ردا على احتمال ذكره ابن التين فقال (قال ابن التين وقد يخرج القحطاني في ناحية لا أن حكمه يشمل الأقطار, فأجاب الحافظ وهذا الذي قاله بعيد من ظاهر الخبر انتهى , والذي يقصده الحافظ قول الرسول صلى الله عليه وسلم يسوق الناس بعصاه أي أن ملكه يشمل جميع الناس وجميع الأقطار فيبطل بذالك هذا القول والله اعلم .
فاتضح الجواب عن هذا الاحتمال وانه غير وارد .
الاحتمال الثالث :
كون القحطاني بعد المؤمنين وقبض أرواحهم ؟.
ويكفي في بطلان هذا القول حديث ابن عباس (ورجل من قحطان كلهم صالح ) , فهو رجل صالح وخليفة على المؤمنين .
الاحتمال الرابع :
أن يكون حكم القحطاني بعد موت عيسى عليه السلام وبعد السبع أو الأربعين سنة التي يمكثها المسيح عليه السلام وقبل قبض أرواح المؤمنين .
قلت وهذا الاحتمال واضح البطلان لأنه بعد خروج يأجوج ومأجوج تضع الحرب أوزارها فلا حرب بعده عليه السلام وفي زمانه يهلك الله كل الملل إلا الإسلام كما ثبت ذالك في الأحاديث , ثم جاء في الحديث انه بعد يأجوج ومأجوج يعيشون سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا تقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى إلا شرار الناس , ولا داعي للإسهاب في بطلان هذا الاحتمال فهو واضح البطلان وقد أسهب في كتابه وفقه الله .
الاحتمال الخامس :
كون حكم القحطاني بين المهدي وعيسى متخللا بينهما ؟
أولا - من احتمل الاحتمال السابق (كون القحطاني بعد حكم عيسى ) لزمه قطعا القول بان القحطاني كان قبل عيسى وانه قد عاصر المهدي وكان في حياته فتنبه لذالك فانه مهم .
ثانيا - ما فهم من لفظة ( بعد )الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم (سيكون من أهل بيتي رجل يملا الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه ) الحديث .أو في قوله صلى الله عليه وسلم (ثم يؤمر القحطاني ) الحديث فانه لا يلزم كون القحطاني بعد موت المهدي ولم ترد رواية واحدة صحيحة تثبت ذالك إلا رواية لا يحتج بمثلها ولا يستشهد بها , و أيضا ليس فيها التصريح بالشرطية وحتى لو سلمنا بذالك لوقع إشكال آخر كان يقول قائل : إذن عيسى عليه السلام ينزل في حكم القحطاني لان حكم القحطاني هو الذي بعد المهدي وقد تبين مما سبق أن القحطاني ليس بعد عيسى !
فنقول له هذا لم يقله احد من أهل العلم لا من المتقدمين ولا من المتأخرين فان عيسى لا ينزل إلا في زمن المهدي كما جاءت بذالك الأحاديث الصحيحة المفسرة للإبهام في رواية الصحيحين (وإمامكم منكم ) الحديث , ومنها ما أخرجه نعيم بن حماد عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي تعال صل بنا فيقول ألا أن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله لهذه الأمة .
ثالثا - التعارض الظاهر بين أحاديث مكث المهدي بين السبع والثمان والتسع والأربعين سنة ما يلزم منه دفع ذالك التعارض لتفاوت ما بينهما بأحد طريقين :
1 – طريقة الترجيح :
فنرجح الروايات الأصح على الأقل منها صحة , واصح تلك الروايات رواية السبع فيكون المصير إليها فيكون مكث المهدي سبع سنين ثم يؤمر القحطاني وأيضا لا يشترط بعد السبع موت المهدي (انظر لوامع الأنوار لصديق خان 2 / 83 والإذاعة ص 148
قال رسول الله صلى الله عليه ويلم (المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملا الأرض قسطا كما ملئت ظلما وجورا يملك سبع سنين ) حسنه الألباني وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم .
2 – طريقة الجمع :
وأما طريقة الجمع فتحمل الروايات الأقل على الحكم والأكثر على المكث فيكون المراد حكم المهدي من يوم ظهوره وبيعته كخليفة للمسلمين سبع أو ثمان أو تسع سنين وتحمل رواية الأربعين على مدة بقائه على قيد الحياة مع تخلل حكم القحطاني بعد السبع أو الثمان أو التسع ثم يموت كما سيأتي ويعود الأمر مرة أخرى للمهدي وينزل فيه ومن معه المسيح عليه السلام .
ومن كل ما سبق يلزم أن يكون القحطاني في جميع الأحوال معاصرا للمهدي , فانه لا يكون قبله قطعا ولا بعده استلزاما لحكم عيسى عليه السلام ولابعد عيسى لعدم التوافق بين اللفظ النبوي وبين كون القحطاني بعد عيسى عليه السلام .
وقد جاء في كتاب الإشاعة للبرزنجي أن القحطاني يكون مع المهدي وقت هروبه من المدينة حيث قال ( يهرب المهدي والمبيض وفي رواية والمنصور إلى مكة في سبعة نفر ويستخفون هناك ) ومن المعلوم أن المنصور هو القحطاني فهذا هو لقبه الذي يشتهر به .
وأيضا قال صاحب الإشاعة (ومن بعده (أي المهدي) رجل من قوم تبع يقال له المنصور أي هو القحطاني ) . انتهى النقل , قلت وهذا مما يستأنس به والله اعلم .
إذن مما سبق يتضح لنا بكل وضوح أن القحطاني سيؤمر أيام المهدي وذالك بعد الجمع بين الأحاديث التي تذكر مدة المهدي فهو سيمكث في الخلافة سبع أو ثمان أو تسع سنين ثم يؤمر القحطاني ثم تعود الخلافة للمهدي وقت نزول المسيح عليه السلام وانه سيمكث أربعين سنة وتكون وفاته أيام المسيح عليه السلام ويصلي عليه المسلمون والله اعلم .
وقد ذكر صاحب الفتح الرباني كما رأيتم سابقا أن الخلافة ستعود للمهدي بعد موت القحطاني .وأنا لا أؤيده في هذا والله اعلم فالصحيح أن نقول أن الخلافة ستعود للمهدي بعد قضاء الدجال على قوة القحطاني وهذا الذي سوف أبينه في الفصول القادمة إن شاء الله .
والى الفصل الثالث الذي سأتكلم فيه عن كيفية تأمير القحطاني فتابعوا معي جزاكم الله خيرا .


يتبع الفصل الثالث ان شاء الله .
 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
منقول
الفصل الثالث
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
كيف سيؤمر القحطاني ؟
وللإجابة على هذا السؤال فسوف نقف على عدة احتمالات , وقبل الكلام على هذه الاحتمالات لا بد أن نقف على معنى يؤمر هل هي مبنية للمعلوم أو للمجهول ؟
إذا كانت مبنية للمجهول فيكون المقصود في الحديث أي أن المهدي هو الذي يؤمره ويترك له الأمر وإذا كانت مبنية للمجهول فالمعنى والله اعلم أن أهل الحل والعقد هم الذين يؤمرونه , وتأمير القحطاني مع وجود المهدي يحتمل عدة أمور واحتمالات :
الاحتمال الأول :
أن نقول انه يبايع له بعد وفاة المهدي ففي مكثه رواية (يمكث سبعا أو ثمانيا أو تسعا ) فتكون وفاته بعد ذالك ومن ثم يؤمر القحطاني من بعده , ولكن هذا الاحتمال ضعيف لأنه ثبتت الأحاديث في أن المهدي هو الذي سيصلي بعيسى عليه السلام فان قال قائل أن هناك مهدي ثاني سيكون بعد القحطاني أو ثاني وثالث فنقول له وأين دليلك على مل تقول ؟ فالأحاديث في هذا الباب تشير إلى أن المهدي رجل واحد أما الأحاديث التي تشير إلى أن هناك أكثر من مهدي فهي ضعيفة ولا يعتمد عليها في هذا الباب وهي مخالفة للأحاديث الصحيحة التي تبين انه رجل واحد وهو محمد بن عبد الله الفاطمي المدني .
إذن هذا الاحتمال ضعيف وغير مقبول .
الاحتمال الثاني :
أن نقول أن القحطاني سوف يثب على الخلافة ويقوم معه الناس في ذالك فيأخذها من المهدي قسرا وهذا احتمال واضح الضعف والبطلان فالقحطاني رجل صالح ولا يمكن أن يثب على الإمرة.
الاحتمال الثالث :
أن نقول أن المهدي يؤمره ويترك له الإمرة بناء على رغبة أهل الحل والعقد , فيؤمره فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها حتى يقضي الدجال على قوته في المدينة المنورة فتعود الخلافة من جديد إلى المهدي فينزل عيسى عليه السلام عليهم في الشام وهي عقر دار المؤمنين آنذاك.
وهذا هو القول الراجح في المسالة وهو الذي تشير إليه كتب أهل الكتاب بكل وضوح .
الأدلة على المسالة من كتب أهل الكتاب :
ففي سفر دانيال إصحاح 7 ص 1276( كنت أرى في رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان ( وصف القحطاني ) آتي وجاء إلى قديم الأيام ( وصف المهدي ) فقربوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطانا أبديا ما لن يزول وملكوته مالا ينقرض )
قال صاحب الفتح الرباني قوله (قديم الأيام ) المتصفح للتوراة وخاصة سفر دانيال يعرف من هو قديم الأيام فهو رمز للمهدي , فقديم الأيام هو تفسير لمعنى معروف وهو تشبيه ذالك الشخص بأيام قديمة بالنسبة إلى أزمنة معلومة لدى جميع من يعرفونه , فالمقصود بقديم الأيام هو تشبيه أيام المهدي في امتلائها بالعدل بعدما ملئت جورا بأيام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واسم قديم الأيام هو نفس اسم صاحب الأيام الأولى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اسم المهدي محمد بن عبد الله كما اخرج ذالك الطبراني والبزار وأبو نعيم وصححه الألباني في تعيين اسمه وحكمه .
إذن أيها الإخوة هذا النص يشير إشارة واضحة إلى أن أهل الحل والعقد يقدمون رجلا بين يدي المهدي فيعطيه ملكا وسلطانا لتتعبد له كل الشعوب والأمم فمن هذا الرجل غير القحطاني ؟
لا شك أن المقصود هو القحطاني لأنه والمهدي هما الوحيدان الذي سيشمل حكمهما وسلطانهما كل الشعوب والأمم , وهنا قد يقول قائل يمكن أن يكون المقصود هو الجهجاه فنقول له أن الجهجاه تدل الروايات انه ملك فقط ولا يشمل ملكه الأرض والشعوب كلها كما هو حال المهدي والقحطاني ولا يوجد حديث يدل على انه سيكون ملكه أيام المهدي فلزم بذالك أن يكون المقصود هو القحطاني والأحاديث شاهدة على ذالك كما بينت والله اعلم .
وهنا قد يقول قائل إن المقصود من تأمير القحطاني هو أن يجعله المهدي نائبا عنه فهو من عماله وليس أن يجعله هو الأمير !
فنقول له الحديث يبين انه خليفة راشد ولا يمكن أن يكون نائبا فهو خليفة بالفعل , وهنا سيقول فلعله يكون خليفة مع وجود خلافة المهدي فنقول له لا يمكن أن يكون هناك أميران في نفس الوقت فلا بد أن يكون احدهما تابعا للآخر فهي خلافة على منهاج النبوة وليست ملكا , ولا ضير في ذالك فالجميع يعلم أنهما في الفضل سواء , فلذلك الصحيح أن نقول أن المهدي يترك له الإمرة بناء على رغبة الناس وأهل الحل والعقد كما جاء ذالك واضحا في التوراة والله اعلم .
إذن نستفيد من هذا الفصل أن القحطاني سيؤمر بعد سبع أو ثمان أو تسع سنوات من حكم المهدي بناء على رغبة الناس وأهل الحل والعقد فيقدمونه إلى المهدي فيؤمره على الناس ويترك له الأمر والله اعلم .


يتبع الفصل الرابع إن شاء الله
 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
منقول


الفصل الرابع

الحمد لله ب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
أوصاف القحطاني في التوراة والإنجيل

وقبل أن اذكر أوصاف القحطاني في التوراة والإنجيل لا بد أن أنبه إلى أن أخبار أهل الكتاب تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي كالآتي :
أولا : الصحيح وهو ما وافق الكتاب والسنة فيكون صحيحا ونجزم بصحته لذالك .
ثانيا : المنسوخ أو المحرف وهو ما خالف الكتاب والسنة فيكون بذلك منسوخا أو محرفا .
ثالثا : ما لم يخالف الكتاب والسنة ولا يوجد نص يعارضه وهذا لا نصدقهم فيه ولا نكذبهم وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عن بني إسرائيل فقال (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) وقال ( لا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) .
وبالتالي فان ما سنذكره من أوصاف القحطاني عن أهل الكتاب هي مما يستأنس به وبعضه يجزم بصحته وهو ما وافق السنة والبعض الآخر لا نصدقهم فيه ولا نكذبهم والله اعلم والآن إلى ما ورد عن القحطاني في التوراة والإنجيل :
النص الأول:
سفر اشعياء إصحاح 10 / 11 (يخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب نظر أذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لباسى الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقة متنه والأمانة منطقة حقويه ) (ويكون في ذالك اليوم أن أصل يسي القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجد ا ) .
قال صاحب الفتح الرباني (بتصرف ) قضيب هي التسمية الرمزية للقحطاني في التوراة فقد سمي هنا بالقضيب وفي مكان آخر من نفس السفر سفر اشعياء , إشارة إلى التسمية والدليل على كونه القحطاني ( ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يده سخطي ) , فقضيب غضب الله هو القحطاني وقد وصف هنا بنفس وصفه في السنة المطهرة (يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ) متفق عليه .
ومن المعلوم أن من تفقد أبواب الفتن والملاحم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرمز إلى شخصية معها العصا غير شخصية القحطاني , وما جاء في السنة والتوراة جاء موافقا لهما مافي الإنجيل قال ( فسأعطيه سلطانا على الأمم فيرعاهم بعصا من حديد ) فقد تبين التوافق بين اللفظ النبوي ولفظي التوراة والإنجيل .
مما يزيد ذالك قوة ووضوحا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (يسوق الناس ) فكلمة الناس تعم جميع البشر والأمم والشعوب وهو ما يوافق ما جاء في الإنجيل ( فسأعطيه سلطانا على الأمم ).
وفي موضع آخر (وهو الذي سيحكم الأمم كلها بعصا من حديد )
وفي التوراة ( فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة ) , فتبين من ذالك مدى التوافق بين السنة النبوية وهذه النصوص من التوراة والإنجيل فلا داعي إذن لإنكار هذه النصوص الصريحة الواضحة .
أما قوله في الأثر الأول (من جذع يسي )
فكلمة يسي تحتمل احد وجهين :
الوجه الأول :
أن تكون اسم منطقة كانت تعرف قديما فيكون ابتداء خروج القحطاني منها .
الوجه الثاني :
أن يسي هو جد سليمان عليه السلام فهو سليمان بن داوود بن يسي (ويسى ) ( هو الملك داوود عليه السلام واحد أجداد عيسى عليه السلام ) متى 1 / 605 , فيكون على هذا الوجه أن القحطاني له نسب لذالك النبي الكريم , والله اعلم .
وقوله (ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب ) قلت هذه من الأمور التي يتصف بها القحطاني وهي من فضل الله ونعمته عليه فكما ذكرت في الفصل الأول أن من أراد الله أن يجعله ملكا فلا بد أن يهيئ له الأسباب ويمتن عليه بالصفات التي تؤهله للملك , والمقصود بروح الرب هنا هو الإلهام والله اعلم ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون فان يك في أمتي احد منهم فهو عمر بن الخطاب ) , فالمراد بروح الرب هو التحديث والإلهام كما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويدخل فيه أيضا صدق الرؤيا والله اعلم ففي صحيح مسلم ( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ) وعنده كذالك (رؤيا المؤمن جزء من ست وأربعين جزءا من النبوة ) , وقد نص على ذالك سفر اشيعياء إصحاح 10/11 قال ( فيرشده بالحق يعلمه إلهه ) وقال في موضع آخر ( هذا أيضا خرج من قبل رب الجنود عجيب الرأي عظيم الفهم ) , فالقحطاني شخص ملهم من قبل الله يعرف نفسه .
وهو الذي سيعرف المهدي ويقيمه للبيعة وهذا سنأتي إليه إن شاء الله فلا يمكن مبايعة المهدي من غير القحطاني والله اعلم .
إذن فالقحطاني رجل ملهم ومكلم صادق الرؤيا والحديث , وكذالك من صفاته انه يؤتى روح الحكمة والفهم والمشورة والقوة وروح المعرفة ومخافة الرب ولذته تكون في مخافة الرب , فهو يتميز بخوفه الشديد من الله ومراعاته لحدود الله وحرماته ولذالك قال ولذته تكون في مخافة الرب والله اعلم .
أما قوله (فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب نظر أذنيه بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لباسى الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ويكون البر منطقه متنه والأمانة منطقه حقويه )
وهذه أيضا من صفات القحطاني فهو يعمل بالعدل ويقضي بالعدل للمساكين فهو يحب المساكين وهو رجل عامة , وكذالك يتصف بالأمانة والبر ويكون شديد ا على المنافقين والكفار والله اعلم .
أما قوله( ويضرب الأرض بقضيب فمه ) , هذه الفقرة جاء تفسيرها في إنجيل يوحنا قال ( ويخرج من فمه سيف مسنون ليضرب به الأمم ) فقد حباه الله لسانا فصيحا قويا ناطقا بالحق داعيا إليه فهو قوال بالحق لا يخاف في الله لومة لائم .
وأما قوله (فيميت المنافق بنفخة شفتيه ) , هذه الفقرة جاءت مفسرة في موضع آخر من نفس السفر سفر اشعياء فال (على امة منافقة أرسله ) فقد سلطه الله على المنافقين فهو شديد على المنافقين والله اعلم .
وقوله (ويكون البر منطقه متنه والأمانة منطقه حقويه) , هذا دليل على انه يكون صالحا برا , وقوله الأمانة منطقة حقويه , الحقو معقد الإزار والحقو أيضا الخصر وشد الإزار والمعنى أي انه يكون عفيفا شريفا فهو أمين مؤتمن والله اعلم .
مما سبق نستنتج الصفات الآتية للقحطاني من ضوء النص السابق وشواهده :
1 – انه يخرج من منطقة يسى او أن له نسب إلى سليمان بن داوود عليهما السلام وهذا بلا شك من ناحية أمه أما من ناحية الأب فهو قحطاني .
2 – يسوق الناس جميعهم وتخضع له الأمم .
3 – انه رجل مكلم وملهم .
4 – يكون شديدا على الكفار والمنافقين .
5 – فصيح اللسان ناطق بالحق لا يخاف في الله لومة لائم .
6 - يؤتى روح الحكمة والفهم والمشورة والقوة وروح المعرفة
7 – يتصف بخوفه الشديد من الله ورهبته له (يميل إلى جانب الرقائق وأحاديث الترغيب والترهيب )
8 – يعمل بالعدل والسنة ويحب المساكين (رجل عامة )
9 – يكون برا صالحا عفيفا شريفا .

النص الثاني :

اشعياء إصحاح 8 – 9 ( لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام لنمو رياسة وللسلام لا نهاية على كرسي داوود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد غيرة رب الجنود تصنع هذا ) ( فيثبت الكرسي بالرحمة ويجلس عليه بالأمانة في خيمة داوود قاض ويطلب الحق ويبادر بالعدل ) .
قال صاحب الفتح الرباني هذه الفقرة جاء تفسيرها وأشارت السنة إلى بعض ما فيها قال في إنجيل يوحنا إصحاح 14 /1 2 ( وظهرت امرأة تلبس الشمس والقمر تحت قدميها على رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا حبلى تصرخ من وجع الولادة , وظهرت في السماء آية أخرى تنين عظيم احمر كالنار .... ووقف أمام المرأة وهي تتوجع ليبتلع طفلها حين تلده فولدت ذكرا عتيدا وهو الذي سيحكم الأمم بعصى من حديد ) فهذه المرأة رمز بها إلى امة الإسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على ذالك التشبيه بلبسها للشمس والقمر تحت قدميها دليل على عظمتها وعراقتها وسعة امتدادها وضربها في جذور الزمان مما يؤكد ذالك ويزيده وضوحا قوله (على رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا ) وهو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جابر بن سمرة (سمعت النبي يقول يكون اثني عشر أميرا فقال كلمة لم اسمعها فقال أبي انه قال كلهم من قريش ) , وفي رواية أبي داوود من حديث جابر (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة فكبر الناس وضجوا ) واصله عند مسلم دون قوله ( فكبر الناس وضجوا ) (الفتح ص 265 )
فهذه المرأة امة الإسلام لاستحالة أن تكون هناك امرأة من البشر تلبس الشمس والقمر تحت قدميها وإنما هو أسلوب الرمز المعروف في التوراة والإنجيل وقوله (على رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا ) وهذه إشارة يرمز بها إلى خلفاء هذه الأمة وهم الاثني عشر الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم والذين يبقى الدين عزيزا بهم .
وأما التنين الذي يقف أمام امة الإسلام فقد جاء منصوصا عليه في الفقرة التي بعد هذه بأنه الحية القديمة المسمى إبليس فإبليس عليه من الله اللعنة يريد أن يبتلع ابن هذه الأمة وابن هذه الأمة هو المشار إليه هنا في هذه الفقرة بأنه الذي سيحكم الأرض كلها بعصا من حديد أي انه القحطاني .
فخلاصة الفقرة أن هذه المرأة المرموز بها هنا لأمة الإسلام تريد أن تلد وابنها هو القحطاني ولكن الشيطان أراد أن يبتلع طفلها هذا قبل أن يكبر ويسوق أو يرعى الأمم كلها بعصاه ولكن الله يتدخل بنفسه لإنقاذ ذالك الطفل وتلك المرأة كما هو موجود في باقي الفقرة فلا حاجة للزيادة بل يكفي الشاهد فقط والله اعلم .
نعود لشرح الفقرة (لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا)
يقول صاحب الفتح الرباني : قد بينت بما يزيل اللبس من هذا الابن الذي يولد لنا أي امة الإسلام فيجدد الله به الأمر فهو الابن الذكر العتيد الذي تنتظره امة الإسلام من زمن بعيد ألا وهو القحطاني .
ومعنى قوله (وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا) .
هو ما جاء من تفسير لتلك الفقرة في موضع آخر من الإنجيل حيث قال إنجيل يوحنا ( وعليه اسم مكتوب لا يعرفه احد سواه .. واسمه كلمة الله )
فهذا الاسم العجيب المكتوب عليه وبالتحديد على كتفه ولا يعلمه احدد سواه هو كلمة الله كما هو مفسر في نفس الفقرة .
هو اسم الله الأعظم فهو اسم يختص الله به من يشاء من خلقه فلا يسال الله شيئا إلا أجابه كما جاء في الحديث الصحيح ( أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك ) رواه الحاكم واحمد وابن حبان وصححه الألباني واحمد شاكر .انتهى
إذن أيها الإخوة القحطاني يعلمه الله الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فيكون مستجاب الدعوة بذالك .
إذن فالقحطاني بالإضافة إلى انه مكلم فهو مستجاب الدعوة ويعلمه الله الاسم الأعظم , والله اعلم.
إذن نستفيد من هذه الفقرة من صفات القحطاني وهي :

1 – أن الله يعلمه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فيكون بذالك مستجاب الدعوة .

يتبع بقية الفصل الرابع إن شاء الله
 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
منقول
تابع الفصل الرابع
أوصاف القحطاني في التوراة والإنجيل
الحمد لله ب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
اشعياء إصحاح 9 / 10 ص 1002 ue]]( ويل لآشور قضيب غضبي والعصا في يده سخطي على امة منافقة أرسله وعلى شعب سخطي أوصيه ليغتنم غنيمة وينهب نهبا ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة )
يتوعد الله في هذا النص الآشوري بان يرسل عليه القحطاني فيقاتلهم فينصره عليهم ويقتلهم شر قتلة فكما ذكرت سابقا أن المقصود بقضيب غضب الله هو القحطاني ووصفه بان العصا في يمينه سخط الله فهو الذي يسوق الناس بعصاه وتخضع له الأمم والشعوب ولا تهزم له راية بفضل الله وتقديره فالله جعله نقمة على المنافقين ولذالك قال على امة منافقة أرسله .
وآشور هي بلاد العراق أو بابل وآشور هي الحضارة القديمة المعروفة والآشوري هو حاكم تلك الحضارة .
والآشوري كما جاء في السنة وكتب أهل الكتاب هو صاحب جيش الخسف الذي يخسف به بين مكة والمدينة , أما الأحاديث الصحيحة فلم تصرح باسمه حيث جاء في الحديث ( فينشا رجل من قريش أخواله كلب .... ) الحديث , أما في الأحاديث الضعيفة فقد جاء التصريح بأنه السفياني رجل من ولد أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه .
والآثار التي جاءت في السفياني كثيرة سواء من السنة الضعيفة أو من كتب أهل الكتاب مما يدل فعلا أن هذه الشخصية حقيقة واقعة وبسط الكلام فيه يطول والأبحاث فيه كثيرة , ولكن باختصار فان أكثر الباحثين على انه صدام حسين , ولكن صدام قد مضى إلى سبيله وقد راى الجميع ذالك , ولكن هناك نظرية الشبيه وهي نظرية واقعية أكدها كبار الساسة في العالم , وقد جاءت بعض الآثار عند أهل الكتاب تؤكد أنهم سيقتلون الشبيه ولكنه سيفاجئهم بالظهور من جديد فينتقم منهم شر الانتقام ويقتلهم شر قتل وعندها تتحقق الآية في سورة الإسراء ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ) إليكم نص المخطوطة التي تثبت صحة نظرية الشبيه هذا غير الرؤى التي جاءت في هذا الباب والله اعلم :
الأمير نور الدين زنكي والكاهن اليهودي :
هذه الرقعة دونها الأمير نور الدين زنكي عام 551 هجريه ( أنا المنتصر بالله المجاهد في سبيله الأمير نور الدين زنكي طلبت كتابة هذه الحادثة ليقرأها من له علم بالقرآن والتوراة والإنجيل وعلم الفلك، في شهر صفر من عام 551 هجري كنا نجاهد الإفرنج في أنطاكيا وقد حاصرنا حصنا اسمه حارم و أثناء حصارنا نظرت فرأيت بيت من عيدان الشجر فقلت لمن هذا البيت فقالوا انه لكاهن يهودي فقلت أحضروه بين يدي فلما أحضروه لاطفته بالكلام فعرفت انه تجاوز المائة عام من عمره فسألته ما علمك فقال الكثير فقلت عن أمتي وأمتك فقال أتصدقني لو قلت يأتي زمان نقبض أربع أركان الأرض فيه فقلت ألا لعنة الله عليك كيف، فقال أتصدقني لو قلت لك سوف نعلو عليكم ونقتل صغاركم ورجالكم ونتوج عليكم ملوككم ،فقلت: انك لكاذب قال: أتصدقني لو قلت لك في ذاك الزمان نطعم ونسقي نجوع ونميت وبإشارة من إبهامنا ندك المدن وأعظم الملوك يركع لنا فقلت انك لشيطان ومن يدمركم وكيف تنتهون فقال لا نخشى إلا من ملك بابل فانه طاغية جبار عنيد ينقلب علينا بعد إن توجناه فقلت أكمل حديثك فقال نجمع عليه أهل الأرض مرتين وجنود لا طاقة له بها ، ويأتي طير من السماء يلقي ما في بطنه فيظن الناس وجنده وأهله أنه انتهى فيمرح أعداؤه ويبتهجون ولكن لا تكتمل البهجة، ويظهر بعد أيام معدودة كأنه عفريت من الجن، فيتبعه رجال ظلمه لارحمة في قلوبهم فيكون سبب في قتل بشرا لا يحصون وتكون نهايتنا على يديه ويقتل منا ما لا يتخيله بشر ويموت بالحمى في وادي السيسبان فقلت والله انك لكاذب، فقال: والله يا مولاي لو قرأت كتابكم وحديث رسولكم بحفظ وعلم لوجدتني صادقاً
هذه المخطوطة وغيرها موجودة في المتحف الإسلامي في تركيا .
هذا النص من أعجب نصوص أهل الكتاب فهو يؤكد حقيقة الشبيه وأنهم سيقتلون الشبيه ثم يخرج إليهم السفياني الأصلي بعد ذالك فيقتلهم شر قتلة وينهي وجودهم ودولتهم وأرجو أن لا يحدث هذا القول حرجا عند البعض فنحن لا يهمنا كثيرا سواء صدقت نظرية الشبيه أم لم تصدق سواء كان القتيل صدام حسين أم الشبيه لا يهمنا كثيرا ولكننا نوقن بجيش الخسف وهو علامة المهدي وان الرجل الذي سيبعث الجيش أخواله كلب والخائب من لم يشهد غنيمة كلب , ولكن إن صحت هذه النظرية فستكون الأحداث القادمة أكثر درامية وإثارة وسوف يكون بسبب ذالك فتنة عظيمة لعوام الناس والله اعلم.
إذن الحاصل هنا حتى لا نخرج عن الموضوع أن القحطاني شخصية معاصرة للسفياني وانه سيقاتل السفياني وجيوشه فيهزمهم شر هزيمة ويغنم غنيمتهم ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة , فإذا تقرر هذا فان القحطاني الآن حي يرزق ولله الحمد وكذالك المهدي والأيام القادمة ستثبت لنا حقيقة ذالك والله اعلم .
وهنا قد يقول قائل إن الذي يقاتل السفياني كما ثبتت السنة الصحيح هو المهدي وليس القحطاني فأقول نعم لكن القحطاني سيكون على راية المهدي وهو الذي سيأخذ البيعة للمهدي ولا يمكن مبايعة المهدي من غير القحطاني وهذا سوف آتي إليه إن شاء الله , كما ذكرت فان المهدي سيؤمر القحطاني بعد سبع او ثمان او تسع سنين فيكن بعد ذلك هو الأمير كما وضحت ذالك سابقا , والله اعلم .

فصل في انه لا يمكن مبايعة المهدي من غير القحطاني
وهذه مسالة هامة جدا فكيف سيعرف الناس المهدي يقينا انه هو فهناك مئات الناس الذين يمكن أن تنطبق عليهم صفات المهدي ؟ وهذا معروف فكم من الناس هلك في هذا الباب لتطابق صفاته مع المهدي فادعى انه هو فحدثت بسببه فتنة عظيمة وما حادثة الجهيمان عنا ببعيد فقد تطابقت الأوصاف الخلقية مع المهدي وتكاثرت الرؤى في انه المهدي ولكنهم فاتهم انه قحطاني وليس من نسل الحسن فهلكوا بذالك وحدثت فتنة عظيمة بسببهم والله المستعان .
فكيف هنا سيعلم الناس المهدي يقينا انه هو والمسالة مغامرة عظيمة كما تعلمون فهي إما فوز وفلاح أو ذل الدهر ؟
والإجابة على هذا السؤال واضحة لمن تمعن في النصوص السابقة فالقحطاني يعلمه الله الاسم الأعظم وكذالك هو رجل ملهم محدث لذالك هو الذي سيعرف الناس بالمهدي وهو الذي سيقوم بأعباء البيعة فيبايع المهدي وهو كاره ويظل متوجسا حتى يخسف بجيش الخسف عندها يعلم الناس يقينا ويعلم هو يقينا انه المهدي فينطلق هو والقحطاني شعارهم أمت أمت فيفتح الله عليهم كما تعلمون وقد ذكرت في الأثر السابق أن القحطاني يفر مع المهدي إلى مكة ليس لهم عدد ولا منعة فقد جاء في كتاب الإشاعة للبرزنجي أن القحطاني يكون مع المهدي وقت هروبه من المدينة حيث قال ( يهرب المهدي والمبيض وفي رواية والمنصور إلى مكة في سبعة نفر ويستخفون هناك ) ومن المعلوم أن المنصور هو القحطاني فهذا هو لقبه الذي يشتهر به .
وإذا تأملت هذه المسالة فسيظهر لك ما قلته والله اعلم .
فصل في صفات القحطاني الخلقية : قال صاحب الفتح الرباني ( بتصرف ) : وصف القحطاني انه شبه ابن إنسان في التوراة وابن إنسان إذا ذكر خصوصا في التوراة فالمقصود به عيسى عليه السلام وقد أكد ذالك علماء النصارى وأكده احمد ديدات رحمه الله فنجد في وصف القحطاني ( عيناه كلهيب نار ) وقال في وصف عيسى عليه السلام (وعيناه كشعلة ملتهبة ) .
وقال في وصف القحطاني ( ويخرج من فمه سيف مسنون ليضرب به الأمم ) وقال في وصف عيسى عليه السلام ( وفي فمه سيف طالع مسنون الحدين ) فإذا كان لسان عيسى عليه السلام يدل على قوة حجته فكذالك لسان القحطاني لا بد أن يكون ذا حجة قوية تماثل ذالك التشبيه والله اعلم انتهى .
إذن القحطاني يشبه عيسى عليه السلام في أوصافه فإذا عرفنا أوصاف عيسى عليه السلام فسنعرف أوصاف القحطاني وقد جاءت السنة الصحيحة بأوصاف عيسى عليه السلام :
ففي السلسلة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض ينزل بين ممصرتين كان رأسه يقطر وان لم يصبه بلل ) وعند البخاري ( قال ولقيت عيسى فنعته النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ربعة احمر كأنما خرج من ديماس ) يعني حمام الحديث , وعن ابن عباس عند البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( فأما عيسى فاحمر جعد عريض الصدر) الحديث , وعند البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ( واراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل ادم كأحسن ما يرى من الرجال تضرب لمته منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح ابن مريم ) الحديث وفي رواية ابن عمر أيضا ( لا والله ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى احمر ولكن قال بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل ادم كأحسن ما يرى من ادم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح ابن مريم ) الحديث
ففي هذه الروايات اختلاف في وصف لونه عليه السلام فحديث ابن عمر يقول هو ادم وحديث أبي هريرة وابن عباس يقول انه احمر أو إلى الحمرة والبياض .
قال ابن حجر ( ووقع في رواية سالم الآتية في نعت عيسى ( انه ادم سبط الشعر) وفي الحديث الذي قبله في نعت عيسى (انه جعد) والجعد ضد السبط فيمكن أن يجمع بينهما بأنه سبط الشعر ووصفه للجعودة في جسمه لا شعره والمراد بذالك اجتماعه واكتنازه وهذا الاختلاف نظير الاختلاف في كونه ادم أو احمر ) , قال صاحب الفتح الرباني ويمكن أن يجمع بما هو أولى من ذالك وهو انه بين السبط وبين الجعد فليس بناعم الشعر شديد النعومة وهو السبط وليس بالجعد شديد الجعودة أي شديد الخشونة .انتهى
وقال ابن حجر( ويمكن الجمع بين الوصفين بأنه احمر لونه بسبب التعب وهو في الأصل اسمر وقد وافق أبو هريرة على أن عيسى احمر فظهر أن ابن عمر أنكر شيئا حفظه غيره ) قال صاحب الفتح الرباني ويمكن الجمع بين الوصفين بالطريقة السابقة فليس بالأبيض شديد البياض ولا الأسمر شديد السمرة .انتهى


إذن مما سبق أيها الإخوة نستنج صفات القحطاني الخلقية كالآتي :

1 – ابيض مشرب بحمرة
2 – مربوع القامة على هيئة رجل من بني إسرائيل فان الربعة في بني إسرائيل غير الربعة في العرب لان بني إسرائيل فيهم قصر معروف وأما ربعة العرب فهي اكبر كثيرا والمقصود انه بين الطول والقصر اقرب للقصر منه للطول .
3 – جعد الشعر ليس بناعم الشعر وفي شعره طول يصل إلى أطراف أذنيه .
4 – من رآه ظن انه خارج من حمام أي كان رأسه يقطر ماء .
5 – عريض الصدر أي أن صدره علامة مميزة له .
6 – مكتنز الجسم .
فهذه أوصاف القحطاني الخلقية والله اعلم .

يتبع إن شاء الله ....
 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
منقول

الفصل الخامسالحمد لله ب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
أوصاف القحطاني في الإنجيل
هل القحطاني هو قتيل الدجال ؟
جاءت أوصاف القحطاني في الإنجيل مطابقة لأوصافه في السنة الصحيحة , وفيها بعض الصفات الإضافية التي تجلي لنا حقيقة هذه الشخصية بشكل اكبر .
الوصف الأول:

رؤيا يوحنا إصحاح 2 ( من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن الخفي وأعطيه حصاة بيضاء وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه احد غير الذي يناله ) ( من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني )( ومن يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية فسأعطيه سلطانا على الأمم فيرعاهم بعصا من حديد كما تكسر آنية من خزف يتحطمون كما أخذت أنا أيضا من أبي وأعطيه كوكب الصبح ) ( من يغلب فذالك سيلبس ثيابا بيضا ولن أمحو اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبي وأمام ملائكته ) ( من يغلب فسأجعله عمودا في هيكل الهي ولا يعود يخرج إلى الخارج واكتب على اسم الهي واسم مدينه الهي أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الهي واسمي الجديد ) ( من يغلب فسأعطيه أن يجلس معي في عرشي كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبي في عرشه ) .

فهذه النصوص تتحدث عن أن القحطاني سيغلب أعداءه وينصره الله عليهم وسيعطيه الله عصا من حديد فيسوق بها الناس , وهذا هو وصف السنة ( يسوق الناس بعصاه ) وكما ذكرت لا توجد أي شخصية وصفت بالعصا في السنة غير القحطاني مما يؤكد أن المراد هو القحطاني والله اعلم .
أضاف هذا النص صفة جديدة من صفات القحطاني غير المذكورة في التوراة في الفصول السابقة ووصف هنا بأنه لا يؤذيه الموت الثاني , فهل يوجد إنسان يموت مرتين ؟
هذه الصفة لا تنطبق إلا على رجل واحد وهو قتيل الدجال الذي يقتله في المدينة ثم يحيه من جديد ولا يسلط على نفس سواه , فهل القحطاني هو قتيل الدجال ؟
هذا النص في الإنجيل يؤكد هذه الحقيقة ولكن علينا أن ننظر إلى أوصاف ذالك الرجل الذي سيقتله الدجال ثم نطابقها مع أوصاف القحطاني لنتأكد من هذا الأمر .
ففي صحيح مسلم من حديث النواس بن سمعان قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة ، فخفض فيه ورفع ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا ، فقال : ما شأنكم ؟ . قلنا : يا رسول الله ! ذكرت الدجال غداة ، فخفضت فيه ورفعت ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فقال : غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج ، و أنا فيكم ، فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ، ولست فيكم ، فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط ، عينه طافئة ، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، إنه خارج خلة بين الشام والعراق ، فعاث يمينيا وعاث شمالا يا عباد الله ! فاثبتوا ، قلنا : يا رسول الله ! وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم . قلنا يا رسول الله ! فذلك اليوم الذي كسنة ، أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا ، اقدروا له قدره . قلنا : يا رسول الله ! وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبر ته الريح ، فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا . وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم ، فيدعوهم فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، فيصبحون ممحلين ، ليس شيء بأيديهم من أموالهم ، ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا ، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ، يضحك . فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، بين مهرودتين ، واضعا كفيه على أجنحة ملكين ، إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، ويطلبه حتى يدركه بباب لد ، فيقتله ، ثم يأتي عيسى بن مريم قوما قد عصمهم الله منه ، فيمسح عن وجوههم ، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي ، لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور . ويبعث الله يأجوج ومأجوج . وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أوائل على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ، ماء ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه . حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه . فيرسل الله عليهم النغفة في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ، ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولاوبر ، فيغسل الأرض \ حتى يتركها كالزالقة ، ثم يقال للأرض : أنبتي ثمرتك وردي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ، ويستظلون بقحفها ، ويبارك في الرسل ، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس . واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس ، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة ، فتأخذهم تحت آباطهم ، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ، ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة )
وعند البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً حديثاً طويلاً عن الدجال ، فكان فيما يحدثنا به أنه قال : ( يأتي الدجال ، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة ، فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة ، فيخرج إليه يومئذ رجل ، وهو خير الناس ، أو من خيار الناس ، فيقول : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه ،فيقول الدجال : أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ، هل تشكون في الأمر ؟ فيقولان : لا ، فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول : والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه)
وفي رواية قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم (هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين )وفي رواية ( ذاك ارفع أمتي درجة في الجنة ) ( وفي رواية ذاك أدنى أمتي مني في الجنة ) ,
ولا شك أن هذا اجر عظيم لا يناله رجل مغمور بل لا بد أن هذا الرجل من سادات المسلمين وأولي البلاء العظيم , فظاهر النصوص يشير إلى انه أفضل الأمة على الإطلاق وارفعهم درجة والله اعلم فمن هذا الرجل ياترى ؟
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه ماكنا نرى ذالك الرجل إلا عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله .
وذهب بعض العلماء إلى انه الخضر عليه السلام .
هذا غاية ما قيل في هذا الرجل ولكن من كلام أبي سعيد الخدري رضي الله عنه نستطيع أن نستشف بعض صفات هذا الرجل فالصحابة لم يعتقدوا انه عمر بن الخطاب إلا من وصف النبي له والله اعلم , فلا بد أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف لهم أوصافه فتفرسوها في عمر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه هو عبقري هذه الأمة وأشدها في دين الله وهو الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل وهو الملهم المكلم الذي ما لقيه الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجه وهو الذي يجري الحق على قلبه ولسانه ثم هو أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين كان رحيما بالمؤمنين والفقراء والمساكين قوالا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم اعلم الأمة بالسياسة وكانوا يرون انه ذهب بتسعة أعشار العلم فهو احد الثلاثة الذين انتهى إليهم علم الصحابة , ومآثره جمة وخصائله كثيرة وفضله على الناس ظاهر رضي الله عنه وأرضاه , فقتيل الدجال لا بد أن يكون فيه صفات عمر رضي الله عنه , والقحطاني كما شاهدتم صفاته في السنة والتوراة فهي قريبة من صفات عمر رضي الله عنه .
أما من ذهب إلى أن قتيل الدجال هو الخضر عليه السلام فلا بد أيضا أن يكون إما انه قرأ أوصاف قتيل الدجال فتفرسها في الخضر وانه لا يمكن عنده أن يجمع تلك الصفات غير الخضر أو انه اجتهاد منه فإذا كان اجتهادا منه فهو قول ضعيف فالصحيح أن الخضر قد توفي وعلى ذالك جمهور أهل العلم والله اعلم .
وعلى الأول نستطيع أن نقول أن الذي يميز الخضر هو انه أعطي علما غامضا لا يعرفه الناس فتميز بذالك عليهم , وقتيل الدجال لا بد أن يعطى كذالك علما غامضا لا يعرفه الناس يعلمه الله إياه فيتميز عليهم بذالك , وهذا أيضا قد يكون في القحطاني من الصفات السابقة والله اعلم .
وعلى كل حال فانه لم يرد في صفات قتيل الدجال شيء مرفوع فيصار إليه فتبقى هذه الشخصية بحاجة إلى بحث مستقل ولعل الله أن ييسره .
أما في الإنجيل فوصف القحطاني بأنه لا تضره الموتة الثانية , فعندي والله اعلم انه قد يحتمل احتمالين إما أن نقول أن المقصود به هو القحطاني وهذا هو الظاهر وأما أن نقول أن المقصود هو رجل من المؤمنين من أهل الحل والعقد يكون عونا للقحطاني ومن رجاله ومقربيه وهذا الذي جاء في الأحاديث فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (فيخرج إليه رجل من المسلمين من خير أهل الأرض أو خير أهل الأرض يومئذ ) , والله اعلم .
أما صاحب الفتح الرباني فقد جزم بان القحطاني هو قتيل الدجال, ولا اجزم بذالك هنا فالمسالة تحتاج إلى مزيد من البحث والله اعلم .
وهنا قد يقول قائل كيف يقتله الدجال وهو امير المؤمنين وصاحب الجيوش الجرارة التي فتحت المشارق والمغارب وأين جيشه ؟
فأقول والله اعلم أن جيش القحطاني سيضعف بعد الملحمة الكبرى وسيفنى الكثير منهم فقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق ، أو بدابق ، فيخرج إليهم جيش من المدينة ، من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم ، فيقول المسلمون : لا والله ! لا نخلي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا ، ويقتل ثلثهم ، أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث ، لا يفتنون أبدا : فيفتتحون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنيمة ، قد علقوا سيوفهم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان : إن المسيح قد خلفكم في أهليكم ، فيخرجون ، وذلك باطل ، فإذا جاؤوا الشام خرج ، فبينما هم يعدون للقتال ، يسوون الصفوف ، إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ، فأمهم ، فإذا رآه عدو الله ، ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده ، فيريهم دمه في حربته )
فالشاهد من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (، فيخرج إليهم جيش من المدينة ، من خيار أهل الأرض يومئذ) والمدينة هي مركز القحطاني وعاصمة الخلافة وقد مر معنا هذا في سفر اشعياء إصحاح 10 / 11 (ويكون في ذالك اليوم أن أصل يسي القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجد ا ) .
فالشاهد هنا ( ويكون محله مجدا ) فالمقصود المدينة والله اعلم وقد جاء في الحديث الصحيح أن الدجال عندما يخرج فانه يتجه إلى المدينة مباشرة ( ليس له همة إلا المدينة ) , وذالك لأنها عاصمة الخلافة آنذاك ومركز القحطاني ومنها انطلقت الفتوحات إلى مشارق الأرض ومغاربها , وهزمت الروم في الملحمة هزيمة ساحقة وفتحت عاصمتهم روما , عندها يغضب الدجال فيخرج إثرها .
فالحاصل والله اعلم انه بعد الملحمة الكبرى سيضعف جيش القحطاني لأنهم طرف أساس فيها كما في الحديث والملحمة يقتل فيها ثلث جيش المسلمين وينهزم ثلث ويقى ثلث فقط لا تضرهم فتنة .
وكذالك فان الناس يهربون من الدجال ولا يجرؤون على مواجهته ويفرون منه إلى الجبال كما جاء في الأحاديث الصحيحة ولذالك بعدما يهبط الأرض كلها ينطلق إلى الشام والشام عقر دار المؤمنين وجاء في الحديث ( ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ) , فالدجال يريد استئصال شافة الإسلام وعندما يتفرق جيش القحطاني عنه وهو كذالك محرم عليه دخول المدينة فلا يقاتلونه لأنهم في مأمن فعندها ينطلق إلى الشام وتعود الإمرة من جديد للمهدي , فينزل عيسى عليه السلام عليهم فيقتل الدجال ويكسر الصليب ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام , فتكون الأمور بعد ذالك إلى المسيح عليه السلام , والله اعلم .
النص الثاني :
رؤيا يوحنا 19 / 417 ( ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس ابيض والجالس يدعى أمينا وصادقا... وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وعليه اسم مكتوب لا يعرفه احد سواه وهو يلبس ثوبا مغموسا بالدم واسمه كلمة الله وكانت تتبعه خيل بيض جنود السماء لابسين كتانا ابيض نقيا ... ويخرج من فمه سيفا مسنونا ليضرب به الأمم فيرعاهم بعصا من حديد ويدوس في معصرة خمر نقمة غضب الله القدير وكان اسما مكتوبا على ردائه وفخذه ملك الملوك ورب الأرباب )

قال صاحب الفتح الرباني , هذا هو وصف القحطاني في الإنجيل , فهو راكب الفرس الأبيض إشارة إلى كونه قائدا للمسلمين , وهو يلبس ثوبا مغموسا بالدم من كثرة قتاله وانتصاره لدين الله , فالقحطاني من يوم خروجه وحتى توليه لخلافة المسلمين في قتال مستمر مع أعداء الله ...انتهى
إذن أيها الإخوة نجمل صفات القحطاني في الإنجيل كالتالي والله اعلم :
1 – قد يكون هو قتيل الدجال .
2 – كثير الغزو في سبيل الله .
3 – يعلمه الله الاسم الأعظم .
4 – قوال بالحق لا يخاف في الله لومة لائم .
5 – تخضع له الأمم والشعوب فيسوقهم بعصا من حديد
.



ملخص لمل ذكر

فمن ابرز صفات القحطاني في السنة :

1 – يحتمل الحديث إما أن يكون نسبه إلى قحطان أو انه يخرج من قحطان أو من بعض نواحي قحطان .
2 – انه رحيم بالمؤمنين شديد على الكفار والمنافقين .
3 – انه رجل صالح وخليفة من الخلفاء الراشدين .
4 – يعطيه الله من أسباب الملك والسلطان والعلم ما يشد ملكه ويقوي شوكته جدا فتخضع له الناس ويعظمونه ولا يخرجون عن طاعته .
5 – انه مثل المهدي في الفضل والمكانة.
6 – انه يخرج مع المهدي ويكونان متزامنان في نفس الفترة الزمنية .
7 – يفتح الله عليه الدنيا من أطرافها ويكثر الله ماله وأملاكه.
8 – يؤمره المهدي على الناس فيكون هو الخليفة بذلك .
9 – يسوق الناس بعصاه فتخضع له الأمم ويطيعونه ولا يخرجون عن سلطانه .
10 – يحتمل أن يكون خروجه وهو ما بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين من عمره .
11 – مركز خلافته المدينة المنورة .
-
أهم أوصاف القحطاني في كتب أهل الكتاب :

1 – انه يخرج من منطقة يسى أو أن له نسب إلى سليمان بن داوود عليهما السلام.
2 – يسوق الناس جميعهم وتخضع له الأمم .
3 – انه رجل مكلم وملهم .
4 – يكون شديدا على الكفار والمنافقين .
5 – فصيح اللسان ناطق بالحق لا يخاف في الله لومة لائم .
6 - يؤتى روح الحكمة والفهم والمشورة والقوة وروح المعرفة
7 – يتصف بخوفه الشديد من الله ورهبته له (يميل إلى جانب الرقائق وأحاديث الترغيب والترهيب )
8 – يعمل بالعدل والسنة ويحب المساكين (رجل عامة )
9 – يكون برا صالحا عفيفا شريفا .
10 - أن الله يعلمه الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فيكون بذالك مستجاب الدعوة .
11 - القحطاني شخصية معاصرة للسفياني وانه سيقاتل السفياني وجيوشه فيهزمهم شر هزيمة ويغنم غنيمتهم ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة
12 – لا يمكن مبايعة المهدي من غير القحطاني .
13 – يمكن أن يكون هو قتيل الدجال والله اعلم

الصفات الجسمانية من كتب أهل الكتاب

1 – ابيض مشرب بحمرة .
2 – مربوع القامة على هيئة رجل من بني إسرائيل فان الربعة في بني إسرائيل غير الربعة في العرب لان بني إسرائيل فيهم قصر معروف وأما ربعة العرب فهي اكبر كثيرا والمقصود انه بين الطول والقصر اقرب للقصر منه للطول .
3 – جعد الشعر ليس بناعم الشعر وفي شعره طول يصل إلى أطراف أذنيه .
4 – من رآه ظن انه خارج من حمام أي كان رأسه يقطر ماء .
5 – عريض الصدر أي أن صدره علامة مميزة له .
6 – مكتنز الجسم .




تم بحمدالله
منقول

وفيه ما يحتمل الخطاء وفيه مايحتمل الصواب
 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
أحاديث القحطاني مع شرحها



قال البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ




أخرجه البخاري في كتاب الماقب، باب ذكر قحطان، حديث رقم (3517)، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطتان، حديث رقم (2910).



قال ابن حجر في فتح الباري تحت هذا الحديث: "قَوْله : ( عَنْ ثَوْر بْن زَيْد ) هُوَ الدَّيْلِيّ الْمَدَنِيّ, وَأَبُو الْغَيْث شَيْخه اِسْمه سَالِم .



قَوْله : ( لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى يَخْرُج رَجُل مِنْ قَحْطَان ) لَمْ أَقِف عَلَى اِسْمه وَلَكِنْ جَوَّزَ الْقُرْطُبِيّ أَنْ يَكُون جهجاه الَّذِي وَقَعَ ذِكْره فِي مُسْلِم مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " لَا تَذْهَب الْأَيَّام وَاللَّيَالِي حَتَّى يَمْلِك رَجُل يُقَال لَهُ جهجاه " أَخْرَجَهُ عَقِب حَدِيث الْقَحْطَانِيّ .



قَوْله : ( يَسُوق النَّاس بِعَصَاهُ ) هُوَ كِنَايَة عَنْ الْمُلْك , شَبَّهَهُ بِالرَّاعِي وَشَبَّهَ النَّاس بِالْغَنَمِ , وَنُكْتَة التَّشْبِيه التَّصَرُّف الَّذِي يَمْلِكهُ الرَّاعِي فِي الْغَنَم.



وَهَذَا الْحَدِيث يَدْخُل فِي عَلَامَات النُّبُوَّة مِنْ جُمْلَة مَا أَخْبَرَ بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل وُقُوعه وَلَمْ يَقَع بَعْد.



وَقَدْ رَوَى نُعَيْم بْن حَمَّاد فِي الْفِتَن مِنْ طَرِيق أَرَطْأَة بْن الْمُنْذِر - أَحَد التَّابِعِينَ مِنْ أَهْل الشَّام - أَنَّ الْقَحْطَانِيّ يَخْرُج بَعْد الْمَهْدِيّ وَيَسِير عَلَى سِيرَة الْمَهْدِيّ , وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن قَيْس بْن جَابِر الصَّدَفِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه مَرْفُوعًا " يَكُون بَعْد الْمَهْدِيّ الْقَحْطَانِيّ , وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا هُوَ دُونه " وَهَذَا الثَّانِي مَعَ كَوْنه مَرْفُوعًا ضَعِيف الْإِسْنَاد , وَالْأَوَّل مَعَ كَوْنه مَوْقُوفًا أَصْلَح إِسْنَادًا مِنْهُ , فَإِنْ ثَبَتَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي زَمَن عِيسَى اِبْن مَرْيَم , لِمَا تَقَدَّمَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِذَا نَزَلَ يَجِد الْمَهْدِيّ إِمَام الْمُسْلِمِينَ , وَفِي رِوَايَة أَرْطَاة بْن الْمُنْذِر " أَنَّ الْقَحْطَانِيّ يَعِيش فِي الْمُلْك عِشْرِينَ سَنَة " وَاسْتُشْكِلَ ذَلِكَ كَيْف يَكُون فِي زَمَن عِيسَى يَسُوق النَّاس بِعَصَاهُ وَالْأَمْر إِنَّمَا هُوَ لِعِيسَى ؟ وَيُجَاب بِجَوَازِ أَنْ يُقِيمهُ عِيسَى نَائِبًا عَنْهُ فِي أُمُور مُهِمَّة عَامَّة , وَسَيَأْتِي مَزِيد لِذَلِكَ فِي كِتَاب الْفِتَن إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى ."اهـ






قال البخاري: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ"



أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب تغير الزمان حتى تعبد الأوثان، حديث رقم (7117)، ومسلم في الموضع السابق.



قال في فتح الباري تحته: "قَوْله ( حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه ) هُوَ الْأُوَيْسِيّ , وَسُلَيْمَان هُوَ بْن بِلَال, وَثَوْر هُوَ بْن زَيْدٍ, وَأَبُو الْغَيْث هُوَ سَالِم, وَالسَّنَد كُلّه مَدَنِيُّونَ .



قَوْله ( حَتَّى يَخْرُج رَجُل مِنْ قَحْطَان ) تَقَدَّمَ شَرْحه فِي أَوَائِل مَنَاقِب قُرَيْش , قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة : قَوْله " يَسُوق النَّاس بِعَصَاهُ " كِنَايَة عَنْ غَلَبَته عَلَيْهِمْ وَانْقِيَادهمْ لَهُ , وَلَمْ يُرِدْ نَفْس الْعَصَا, لَكِنْ فِي ذِكْرهَا إِشَارَة إِلَى خُشُونَته عَلَيْهِمْ وَعَسْفه بِهِمْ, قَالَ : وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ يَسُوقهُمْ بِعَصَاهُ حَقِيقَة كَمَا تُسَاق الْإِبِل وَالْمَاشِيَة لِشِدَّةِ عُنْفه وَعُدْوَانه, قَالَ : وَلَعَلَّهُ جَهْجَاه الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث الْآخَر وَأَصْل الْجَهْجَاه الصِّيَاح وَهِيَ صِفَة تُنَاسِب ذِكْر الْعَصَا .



قُلْت : وَيَرُدّ هَذَا الِاحْتِمَال إِطْلَاق كَوْنه مِنْ قَحْطَان فَظَاهِره أَنَّهُ مِنْ الْأَحْرَار, وَتَقْيِيده فِي جَهْجَاه بِأَنَّهُ مِنْ الْمَوَالِي مَا تَقَدَّمَ أَنَّهُ يَكُون بَعْدَ الْمَهْدِيّ وَعَلَى سِيرَته وَأَنَّهُ لَيْسَ دُونَهُ.



ثُمَّ وَجَدْت فِي كِتَاب " التِّيجَان لِابْنِ هِشَام " مَا يُعْرَف مِنْهُ - إِنْ ثَبَتَ - اِسْم الْقَحْطَانِيّ وَسِيرَته وَزَمَانه , فَذَكَرَ أَنَّ عِمْرَان بْن عَامِر كَانَ مَلِكًا مُتَوَّجًا وَكَانَ كَاهِنًا مُعَمِّرًا وَأَنَّهُ قَالَ لِأَخِيهِ عَمْرو بْن عَامِر الْمَعْرُوف بِمُزَيْقِيَا لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاة : إِنَّ بِلَادكُمْ سَتُخَرَّبُ , وَإِنَّ لِلَّهِ فِي أَهْل الْيَمَن سَخْطَتَيْنِ وَرَحْمَتَيْنِ:



فَالسَّخْطَة الْأُولَى: هَدْم سَدّ مَأْرَب وَتَخْرَب الْبِلَاد بِسَبَبِهِ. وَالثَّانِيَة: غَلَبَة الْحَبَشَة عَلَى أَرْض الْيَمَن.



وَالرَّحْمَة الْأُولَى : بَعْثَة نَبِيّ مِنْ تِهَامَة اِسْمه مُحَمَّد يُرْسَل بِالرَّحْمَةِ وَيَغْلِب أَهْل الشِّرْك. وَالثَّانِيَة: إِذَا خَرِبَ بَيْت اللَّه يَبْعَث اللَّه رَجُلًا يُقَال لَهُ شُعَيْب بْن صَالِح فَيُهْلِك مَنْ خَرَّبَهُ وَيُخْرِجهُمْ حَتَّى لَا يَكُون بِالدُّنْيَا إِيمَان إِلَّا بِأَرْضِ الْيَمَن اِنْتَهَى.



وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْحَجّ أَنَّ الْبَيْت يُحَجّ بَعْدَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج, وَتَقَدَّمَ الْجَمْع بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَدِيث " لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى لَا يُحَجّ الْبَيْت وَأَنَّ الْكَعْبَة يُخَرِّبهَا ذُو السَّوِيقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَة".



فَيَنْتَظِم مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْحَبَشَة إِذَا خَرَّبَتْ الْبَيْت خَرَجَ عَلَيْهِمْ الْقَحْطَانِيّ فَأَهْلَكَهُمْ.



وَأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَ ذَلِكَ يَحُجُّونَ فِي زَمَن عِيسَى بَعْدَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج وَهَلَاكهمْ.



وَأَنَّ الرِّيح الَّتِي تَقْبِص أَرْوَاح الْمُؤْمِنِينَ تَبْدَأ بِمَنْ بَقِيَ بَعْدَ عِيسَى وَيَتَأَخَّر أَهْل الْيَمَن بَعْدَهَا.



وَيُمْكِن أَنْ يَكُون هَذَا مِمَّا يُفَسَّر بِهِ قَوْله: "الْإِيمَان يَمَان" أَيْ يَتَأَخَّر الْإِيمَان بِهَا بَعْدَ فَقْده مِنْ جَمِيع الْأَرْض.



وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم حَدِيث الْقَحْطَانِيّ عَقِب حَدِيث تَخْرِيب الْكَعْبَة ذُو السَّوِيقَتَيْنِ فَلَعَلَّهُ رَمَزَ إِلَى هَذَا.



وَسَيَأْتِي فِي أَوَاخِر الْأَحْكَام فِي الْكَلَام عَلَى حَدِيث جَابِر بْن سَمُرَة فِي الْخُلَفَاء الْإِثْنَى عَشَرَ شَيْء يَتَعَلَّق بِالْقَحْطَانِيِّ .



وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ هُنَا : لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث مِنْ تَرْجَمَة الْبَاب فِي شَيْء.



وَذَكَرَ اِبْن بَطَّال أَنَّ الْمُهَلَّب أَجَابَ بِأَنَّ وَجْهه أَنَّ الْقَحْطَانِيّ إِذَا قَامَ وَلَيْسَ مِنْ بَيْت النُّبُوَّة وَلَا مِنْ قُرَيْش الَّذِينَ جَعَلَ اللَّه فِيهِمْ الْخِلَافَة فَهُوَ مِنْ أَكْبَر تَغَيُّر الزَّمَان وَتَبْدِيل الْأَحْكَام بِأَنْ يُطَاع فِي الدِّين مَنْ لَيْسَ أَهْلًا لِذَلِكَ اِنْتَهَى.



وَحَاصِله أَنَّهُ مُطَابِق لِصَدْرِ التَّرْجَمَة وَهُوَ تَغَيُّر الزَّمَان , وَتَغَيُّره أَعَمّ مِنْ أَنْ يَكُون فِيمَا يَرْجِع إِلَى الْفِسْق أَوْ الْكُفْر, وَغَايَته أَنْ يَنْتَهِي إِلَى الْكُفْر, فَقِصَّة الْقَحْطَانِيّ مُطَابِقَة لِلتَّغَيُّرِ بِالْفِسْقِ مَثَلًا , وَقِصَّة ذِي الْخَلَصَة لِلتَّغَيُّرِ بِالْكُفْرِ , وَاسْتُدِلَّ بِقَصِّهِ الْقَحْطَانِيّ عَلَى أَنَّ الْخِلَافَة يَجُوز أَنْ تَكُون فِي غَيْر قُرَيْش , وَأَجَابَ اِبْن الْعَرَبِيّ بِأَنَّهُ إِنْذَار بِمَا يَكُون مِنْ الشَّرّ فِي آخِر الزَّمَان مِنْ تَسَوُّر الْعَامَّة عَلَى مَنَازِل الِاسْتِقَامَة , فَلَيْسَ فِيهِ حُجَّة لِأَنَّهُ لَا يَدُلّ عَلَى الْمُدَّعِي , وَلَا يُعَارِض مَا ثَبَتَ مِنْ أَنَّ الْأَئِمَّة مِنْ قُرَيْش اِنْتَهَى . وَسَيَأْتِي بَسْط الْقَوْل فِي ذَلِكَ فِي " بَاب الْأُمَرَاء مِنْ قُرَيْش " أَوَّل كِتَاب الْأَحْكَام إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى."اهـ






قال البخاري: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ فَغَضِبَ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا تُوثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ تَابَعَهُ نُعَيْمٌ عَنْ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ



أخرجه البخاري في كتاب الأحكام، باب الأمراء من قريش، حديسث رقم (7139).



قال في فتح الباري تحته: "قَوْله ( كَانَ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم يُحَدِّث ) قَالَ صَالِح جَزْرَة الْحَافِظ : لَمْ يَقُلْ أَحَد فِي رِوَايَته عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر , إِلَّا مَا وَقَعَ فِي رِوَايَة نُعَيْم بْن حَمَّاد عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك " يَعْنِي الَّتِي ذَكَرَهَا الْبُخَارِيّ عَقِبَ هَذَا " قَالَ صَالِح : وَلَا أَصْل لَهُ مِنْ حَدِيث اِبْن الْمُبَارَك , وَكَانَتْ عَادَة الزُّهْرِيّ إِذَا لَمْ يَسْمَع الْحَدِيث يَقُول : كَانَ فُلَان يُحَدِّث وَتَعَقَّبَهُ الْبَيْهَقِيُّ بِمَا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق يَعْقُوب بْن سُفْيَان عَنْ حَجَّاج بْن أَبِي مَنِيع الرُّصَافِيّ عَنْ جَدّه عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم , وَأَخْرَجَهُ الْحَسَن بْن رَشِيق فِي فَوَائِده مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن وَهْب عَنْ اِبْن لَهِيعَة عَنْ عُقَيْل عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر .



قَوْله ( أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَة ) لَمْ أَقِف عَلَى اِسْم الَّذِي بَلَّغَهُ ذَلِكَ .



قَوْله ( وَهُمْ عِنْده ) أَيْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر وَمَنْ كَانَ وَفَدَ مَعَهُ عَلَى مُعَاوِيَة بِالشَّامِ حِينَئِذٍ , وَكَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ لَمَّا بُويِعَ بِالْخِلَافَةِ عِنْدَمَا سَلَّمَ لَهُ الْحَسَن بْن عَلِيّ , فَأَرْسَلَ أَهْل الْمَدِينَة جَمَاعَة مِنْهُمْ إِلَيْهِ لِيُبَايِعُوهُ .



قَوْله ( فِي وَفْد مِنْ قُرَيْش ) لَمْ أَقِف عَلَى أَسْمَائِهِمْ ; قَالَ اِبْن التِّين : وَفَدَ فُلَان عَلَى الْأَمِير أَيْ وَرَدَ رَسُولًا , وَالْوَفْد بِالسُّكُونِ جَمْع وَافِد كَصَحْبٍ وَصَاحِب . قُلْت : وَرَوَيْنَاهُ فِي " فَوَائِد أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ " قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مَعِين حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان عَنْ شُعَيْب فَقَالَ فِيهِ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر أَيْضًا , وَكَذَا هُوَ فِي مُسْنَد الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ رِوَايَة بِشْر بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ .



قَوْله ( أَنَّ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو ) أَيْ اِبْن الْعَاصِ .



قَوْله ( أَنَّهُ يَكُون مَلِك مِنْ قَحْطَان ) لَمْ أَقِف عَلَى لَفْظ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي ذَلِكَ وَهَلْ هُوَ مَرْفُوع أَوْ مَوْقُوف , وَقَدْ مَضَى فِي الْفِتَن قَرِيبًا مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لَا تَقُوم السَّاعَة حَتَّى يَخْرُج رَجُل مِنْ قَحْطَان يَسُوق النَّاس بِعَصَاهُ " أَوْرَدَهُ فِي بَاب " تَغْيِير الزَّمَان حَتَّى تُعْبَد الْأَوْثَان " وَفِي ذَلِكَ إِشَارَة إِلَى أَنَّ مُلْك الْقَحْطَانِيّ يَقَع فِي آخِر الزَّمَان عِنْد قَبْض أَهْل الْإِيمَان وَرُجُوع كَثِير مِمَّنْ يَبْقَى بَعْدهمْ إِلَى عِبَاده الْأَوْثَان وَهُمْ الْمُعَبَّر عَنْهُمْ بِشِرَارِ النَّاس الَّذِينَ تَقُوم عَلَيْهِمْ السَّاعَة كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيره هُنَاكَ , وَذَكَرْت لَهُ هُنَاكَ شَاهِدًا مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر , فَإِنْ كَانَ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو مَرْفُوعًا مُوَافِقًا لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة فَلَا مَعْنَى لِإِنْكَارِهِ أَصْلًا , وَإِنْ كَانَ لَمْ يَرْفَعهُ وَكَانَ فِيهِ قَدْر زَائِد يُشْعِر بِأَنَّ خُرُوج الْقَحْطَانِيّ يَكُون فِي أَوَائِل الْإِسْلَام فَمُعَاوِيَة مَعْذُور فِي إِنْكَار ذَلِكَ عَلَيْهِ , وَقَدْ ذَكَرْت نُبْذَة مِنْ أَخْبَار الْقَحْطَانِيّ فِي شَرْح حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة فِي الْفِتَن .



وَقَالَ اِبْن بَطَّال : سَبَب إِنْكَار مُعَاوِيَة أَنَّهُ حَمَلَ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَلَى ظَاهِره , وَقَدْ يَكُون مَعْنَاهُ أَنَّ قَحْطَانِيًّا يَخْرُج فِي نَاحِيَة مِنْ النَّوَاحِي فَلَا يُعَارِض حَدِيث مُعَاوِيَة , وَالْمُرَاد بِالْأَمْرِ فِي حَدِيث مُعَاوِيَة الْخِلَافَة كَذَا قَالَ , وَنُقِلَ عَنْ الْمُهَلَّب أَنَّهُ يَجُوز أَنْ يَكُون مَلِك يَغْلِب عَلَى النَّاس مِنْ غَيْر أَنْ يَكُون خَلِيفَة , وَإِنَّمَا أَنْكَرَ مُعَاوِيَة خَشْيَة أَنْ يَظُنّ أَحَد أَنَّ الْخِلَافَة تَجُوز فِي غَيْر قُرَيْش , فَلَمَّا خَطَبَ بِذَلِكَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْحُكْم عِنْدَهُمْ كَذَلِكَ إِذْ لَمْ يُنْقَل أَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ أَنْكَرَ عَلَيْهِ . قُلْت : وَلَا يَلْزَم مِنْ عَدَم إِنْكَارهمْ صِحَّة إِنْكَار مُعَاوِيَة مَا ذَكَرَهُ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو , فَقَدْ قَالَ اِبْن التِّين الَّذِي أَنْكَرَهُ مُعَاوِيَة فِي حَدِيثه مَا يُقَوِّيه لِقَوْلِهِ " مَا أَقَامُوا الدِّين " فَرُبَّمَا كَانَ فِيهِمْ مَنْ لَا يُقِيمهُ فَيَتَسَلَّط الْقَحْطَانِيّ عَلَيْهِ وَهُوَ كَلَام مُسْتَقِيم .



قَوْله ( فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيث لَيْسَتْ فِي كِتَاب اللَّه وَلَا تُؤْثَر ) أَيْ تُنْقَل (عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي هَذَا الْكَلَام أَنَّ مُعَاوِيَة كَانَ يُرَاعِي خَاطِر عَمْرو بْن الْعَاصِ , فَمَا آثَرَ أَنْ يَنُصَّ عَلَى تَسْمِيَة وَلَده بَلْ نَسَبَ ذَلِكَ إِلَى رِجَال بِطَرِيقِ الْإِبْهَام , وَمُرَاده بِذَلِكَ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَمَنْ وَقَعَ مِنْهُ التَّحْدِيث بِمَا يُضَاهِي ذَلِكَ , وَقَوْله " لَيْسَتْ فِي كِتَاب اللَّه " أَيْ الْقُرْآن , وَهُوَ كَذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهِ تَنْصِيص عَلَى أَنَّ شَخْصًا بِعَيْنِهِ أَوْ بِوَصْفِهِ يَتَوَلَّى الْمُلْك فِي هَذِهِ الْأُمَّة الْمُحَمَّدِيَّة , وَقَوْله " لَا يُؤْثَر " فِيهِ تَقْوِيَة , لِأَنَّ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو لَمْ يَرْفَع الْحَدِيث الْمَذْكُور إِذْ لَوْ رَفَعَهُ لَمْ يَتِمّ نَفْي مُعَاوِيَة أَنَّ ذَلِكَ لَا يُؤْثَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَعَلَّ أَبَا هُرَيْرَة لَمْ يُحَدِّث بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُور حِينَئِذٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَتَوَقَّى مِثْل ذَلِكَ كَثِيرًا , وَإِنَّمَا يَقَع مِنْهُ التَّحْدِيث بِهِ فِي حَالَة دُون حَالَة وَحَيْثُ يَأْمَن الْإِنْكَار عَلَيْهِ وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مُرَاد مُعَاوِيَة غَيْر عَبْد اللَّه بْن عَمْرو فَلَا يَكُون ذَلِكَ نَصًّا عَلَى أَنَّ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو لَمْ يَرْفَعهُ .



قَوْله ( وَأُولَئِكَ جُهَّالكُمْ ) أَيْ الَّذِينَ يَتَحَدَّثُونَ بِأُمُورٍ مِنْ أُمُور الْغَيْب لَا يَسْتَنِدُونَ فِيهَا إِلَى الْكِتَاب وَلَا السُّنَّة .



قَوْلُهُ ( فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيّ ) بِالتَّشْدِيدِ وَيَجُوز التَّخْفِيف .



قَوْله ( الَّتِي تُضِلّ أَهْلهَا ) بِضَمِّ أَوَّل " تُضِلّ " مِنْ الرُّبَاعِيّ وَ " أَهْلَهَا " بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّة . وَرُوِيَ بِفَتْحِ أَوَّل تُضِلّ وَرَفْع أَهْلهَا " وَالْأَمَانِيّ " جَمْع أَمْنِيَّة رَاجِع إِلَى التَّمَنِّي , وَسَيَأْتِي تَفْسِيره فِي آخِر " كِتَاب الْأَحْكَام " وَمُنَاسَبَة ذِكْر ذَلِكَ تَحْذِير مَنْ يَسْمَع مِنْ الْقَحْطَانِيِّينَ مِنْ التَّمَسُّك بِالْخَبَرِ الْمَذْكُور فَتُحَدِّثهُ نَفْسه أَنْ يَكُون هُوَ الْقَحْطَانِيّ , وَقَدْ تَكُون لَهُ قُوَّة وَعَشِيرَة فَيَطْمَع فِي الْمُلْك وَيَسْتَنِد إِلَى هَذَا الْحَدِيث فَيَضِلّ لِمُخَالَفَتِهِ الْحُكْم الشَّرْعِيّ فِي أَنَّ الْأَئِمَّة مِنْ قُرَيْش .



قَوْله ( فَإِنِّي سَمِعْت ) لِمَا أَنْكَرَ وَحَذَّرَ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّن مُسْتَنَده فِي ذَلِكَ .



قَوْله ( إِنَّ هَذَا الْأَمْر فِي قُرَيْش ) قَدْ ذَكَرْت شَوَاهِد هَذَا الْمَتْن فِي الْبَاب الَّذِي قَبْلَهُ .



قَوْلُهُ ( لَا يُعَادِيهِمْ أَحَد إِلَّا كَبَّهُ اللَّه فِي النَّار عَلَى وَجْهه ) أَيْ لَا يُنَازِعهُمْ أَحَد فِي الْأَمْر إِلَّا كَانَ مَقْهُورًا فِي الدُّنْيَا مُعَذَّبًا فِي الْآخِرَة .



قَوْله ( مَا أَقَامُوا الدِّين ) أَيْ مُدَّة إِقَامَتهمْ أُمُور الدِّين , قِيلَ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَفْهُومه فَإِذَا لَمْ يُقِيمُوهُ لَا يُسْمَع لَهُمْ , وَقِيلَ يَحْتَمِل أَنْ لَا يُقَام عَلَيْهِمْ وَإِنْ كَانَ لَا يَجُوز إِبْقَاؤُهُمْ عَلَى ذَلِكَ ذَكَرَهُمَا اِبْن التِّين , ثُمَّ قَالَ " وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنَّهُ أَيْ الْخَلِيفَة إِذَا دَعَا إِلَى كُفْر أَوْ بِدْعَة أَنَّهُ يُقَام عَلَيْهِ وَاخْتَلَفُوا إِذَا غَصَبَ الْأَمْوَال وَسَفَكَ الدِّمَاء وَانْتَهَكَ هَلْ يُقَام عَلَيْهِ أَوْ لَا " اِنْتَهَى . وَمَا اِدَّعَاهُ مِنْ الْإِجْمَاع عَلَى الْقِيَام فِيمَا إِذَا دَعَا الْخَلِيفَة إِلَى الْبِدْعَة مَرْدُود , إِلَّا إِنْ حَمَلَ عَلَى بِدْعَة تُؤَدِّي إِلَى صَرِيح الْكُفْر , وَإِلَّا فَقَدْ دَعَا الْمَأْمُون وَالْمُعْتَصِم وَالْوَاثِق إِلَى بِدْعَة الْقَوْل بِخَلْقِ الْقُرْآن وَعَاقَبُوا الْعُلَمَاء مِنْ أَجْلِهَا بِالْقَتْلِ وَالضَّرْب وَالْحَبْس وَأَنْوَاع الْإِهَانَة وَلَمْ يَقُلْ أَحَد بِوُجُوبِ الْخُرُوج عَلَيْهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ , وَدَامَ الْأَمْر بِضْع عَشْرَةَ سَنَة حَتَّى وَلِيَ الْمُتَوَكِّل الْخِلَافَة فَأَبْطَلَ الْمِحْنَة وَأَمَرَ بِإِظْهَارِ السُّنَّة ؟ وَمَا نَقَلَهُ مِنْ الِاحْتِمَال فِي قَوْله " مَا أَقَامُوا الدِّين " خِلَاف مَا تَدُلّ عَلَيْهِ الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ الدَّالَّة عَلَى الْعَمَل بِمَفْهُومِهِ أَوْ أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُقِيمُوا الدِّين يَخْرُج الْأَمْر عَنْهُمْ . وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيث أَبِي بَكْر الصِّدِّيق نَظِير مَا وَقَعَ فِي حَدِيث مُعَاوِيَة ذَكَرَهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي " الْكِتَاب الْكَبِير " فَذَكَرَ قِصَّة سَقِيفَة بَنِي سَاعِدَة وَبَيْعَة أَبِي بَكْر وَفِيهَا " فَقَالَ أَبُو بَكْر : وَإِنَّ هَذَا الْأَمْر فِي قُرَيْش مَا أَطَاعُوا اللَّه وَاسْتَقَامُوا عَلَى أَمْره ".



وَقَدْ جَاءَتْ الْأَحَادِيث الَّتِي أَشَرْت إِلَيْهَا عَلَى ثَلَاثَة أَنْحَاء :



الْأَوَّل : وَعِيدهمْ بِاللَّعْنِ إِذَا لَمْ يُحَافِظُوا عَلَى الْمَأْمُور بِهِ كَمَا فِي الْأَحَادِيث الَّتِي ذَكَرْتهَا فِي الْبَاب الَّذِي قَبْلَهُ حَيْثُ قَالَ " الْأُمَرَاء مِنْ قُرَيْش مَا فَعَلُوا ثَلَاثًا : مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا " الْحَدِيث وَفِيهِ " فَمَنْ لَمْ يَفْعَل ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَة اللَّه " وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يَقْتَضِي خُرُوج الْأَمْر عَنْهُمْ .



الثَّانِي : وَعِيدهمْ بِأَنْ يُسَلِّط عَلَيْهِمْ مَنْ يُبَالِغ فِي أَذِيَّتهمْ , فَعِنْدَ أَحْمَد وَأَبِي يَعْلَى مِنْ حَدِيث اِبْن مَسْعُود رَفَعَهُ " يَا مَعْشَرَ قُرَيْش إِنَّكُمْ أَهْل هَذَا الْأَمْر مَا لَمْ تُحْدِثُوا , فَإِذَا غَيَّرْتُمْ بَعَثَ اللَّه عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى الْقَضِيب " وَرِجَاله ثِقَات , إِلَّا أَنَّهُ مِنْ رِوَايَة عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَةَ بْن مَسْعُود عَنْ عَمّ أَبِيهِ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وَلَمْ يُدْرِكْهُ , هَذِهِ رِوَايَة صَالِح بْن كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْد اللَّه , وَخَالَفَهُ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت فَرَوَاهُ عَنْ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَةَ عَنْ أَبِي مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ وَلَفْظه " لَا يَزَال هَذَا الْأَمْر فِيكُمْ وَأَنْتُمْ وُلَاته " الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَفِي سَمَاع عُبَيْد اللَّه مِنْ أَبِي مَسْعُود نَظَر مَبْنِيّ عَلَى الْخِلَاف فِي سَنَة وَفَاته وَلَهُ شَاهِد مِنْ مُرْسَل عَطَاء بْن يَسَار أَخْرَجَهُ الشَّافِعِيّ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقه بِسَنَدٍ صَحِيح إِلَى عَطَاء وَلَفْظه " قَالَ لِقُرَيْشٍ : أَنْتُمْ أَوْلَى النَّاس بِهَذَا الْأَمْر مَا كُنْتُمْ عَلَى الْحَقّ , إِلَّا أَنْ تَعْدِلُوا عَنْهُ فَتُلْحَوْنَ كَمَا تُلْحَى هَذِهِ الْجَرِيدَة " وَلَيْسَ فِي هَذَا أَيْضًا تَصْرِيح بِخُرُوجِ الْأَمْر عَنْهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ إِشْعَار بِهِ .



الثَّالِث : الْإِذْن فِي الْقِيَام عَلَيْهِمْ وَقِتَالهمْ وَالْإِيذَان بِخُرُوجِ الْأَمْر عَنْهُمْ كَمَا أَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث ثَوْبَانَ رَفَعَهُ " اِسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اِسْتَقَامُوا لَكُمْ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَقِيمُوا فَضَعُوا سُيُوفكُمْ عَلَى عَوَاتِقكُمْ فَأُبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ , فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَكُونُوا زَرَّاعِينَ أَشْقِيَاء " وَرِجَاله ثِقَات, إِلَّا أَنَّ فِيهِ اِنْقِطَاعًا لِأَنَّ رَاوِيه سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد لَمْ يَسْمَع مِنْ ثَوْبَانَ . وَلَهُ شَاهِد فِي الطَّبَرَانِيِّ مِنْ حَدِيث النُّعْمَان بْن بَشِير بِمَعْنَاهُ .



وَأَخْرَجَ أَحْمَد مِنْ حَدِيث ذِي مِخْبَر بِكَسْرِ الْمِيم وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَفَتْح الْمُوَحَّدَة بَعْدهمَا رَاء وَهُوَ اِبْن أَخِي النَّجَاشِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " كَانَ هَذَا الْأَمْر فِي حِمْيَر فَنَزَعَهُ اللَّه مِنْهُمْ وَصَيَّرَهُ فِي قُرَيْش وَسَيَعُودُ إِلَيْهِمْ " وَسَنَده جَيِّد وَهُوَ شَاهِد قَوِيّ لِحَدِيثِ الْقَحْطَانِيّ , فَإِنَّ حِمْيَر يَرْجِع نَسَبهَا إِلَى قَحْطَان , وَبِهِ يَقْوَى أَنَّ مَفْهُوم حَدِيث مُعَاوِيَة مَا أَقَامُوا الدِّين أَنَّهُمْ إِذَا لَمْ يُقِيمُوا الدِّين خَرَجَ الْأَمْر عَنْهُمْ , وَيُؤْخَذ مِنْ بَقِيَّة الْأَحَادِيث أَنَّ خُرُوجه عَنْهُمْ إِنَّمَا يَقَع بَعْدَ إِيقَاع مَا هُدِّدُوا بِهِ مِنْ اللَّعْن أَوَّلًا وَهُوَ الْمُوجِب لِلْخِذْلَانِ وَفَسَاد التَّدْبِير , وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْر الدَّوْلَة الْعَبَّاسِيَّة , ثُمَّ التَّهْدِيد بِتَسْلِيطِ مَنْ يُؤْذِيهِمْ عَلَيْهِمْ , وَوُجِدَ ذَلِكَ فِي غَلَبَة مَوَالِيهمْ بِحَيْثُ صَارُوا مَعَهُمْ كَالصَّبِيِّ الْمَحْجُور عَلَيْهِ يَقْتَنِع بِلَذَّاتِهِ وَيُبَاشِر الْأُمُور غَيْره , ثُمَّ اِشْتَدَّ الْخَطْب فَغَلَبَ عَلَيْهِمْ الدَّيْلَم فَضَايَقُوهُمْ فِي كُلّ شَيْء حَتَّى لَمْ يَبْقَ لِلْخَلِيفَةِ إِلَّا الْخُطْبَة , وَاقْتَسَمَ الْمُتَغَلِّبُونَ الْمَمَالِك فِي جَمِيع الْأَقَالِيم , ثُمَّ طَرَأَ عَلَيْهِمْ طَائِفَة بَعْدَ طَائِفَة حَتَّى اُنْتُزِعَ الْأَمْر مِنْهُمْ فِي جَمِيع الْأَقْطَار وَلَمْ يَبْقَ لِلْخَلِيفَةِ إِلَّا مُجَرَّد الِاسْم فِي بَعْض الْأَمْصَار .



قَوْله ( تَابَعَهُ نُعَيْم بْن حَمَّاد عَنْ اِبْن الْمُبَارَك عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن جُبَيْر ) يَعْنِي عَنْ مُعَاوِيَة بِهِ , وَقَدْ رَوَيْنَاهُ مَوْصُولًا فِي مُعْجَم الطَّبَرَانِيِّ الْكَبِير وَالْأَوْسَط قَالَ حَدَّثَنَا بَكْر بْن سَهْل حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد فَذَكَرَهُ مِثْل رِوَايَة شُعَيْب , إِلَّا أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ قَوْله فَغَضِبَ " فَقَالَ سَمِعْت " وَلَمْ يَذْكُر مَا قَبْلَ قَوْله سَمِعْت , وَقَالَ فِي رِوَايَته " كُبَّ عَلَى وَجْهه " بِضَمِّ الْكَاف مَبْنِيًّا لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِله , قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَط : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مَعْمَر إِلَّا اِبْن الْمُبَارَك تَفَرَّدَ بِهِ نُعَيْم وَكَذَا أَخْرَجَهُ الذُّهْلِيُّ فِي " الزُّهْرِيَّات " عَنْ نُعَيْم وَقَالَ " كَبَّهُ اللَّه ".
 
  • إعجاب
التفاعلات: أبو الحسن و قاسم 1

حديد.

عضو
إنضم
23 يوليو 2013
المشاركات
382
مستوى التفاعل
435
النقاط
72
عَنْ ذِي مِخْمَرٍ (1) - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
" كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِي حِمْيَرَ , فَنَزَعَهُ اللَّهُ - عز وجل - مِنْهُمْ فَجَعَلَهُ فِي قُرَيْشٍ , وَسَ يَ عُ ودُ إِ لَ يْ هِ مْ (2) " ,
قال عبد اللَّهِ بنُ الإمامِ أحمد: كَذَا كَانَ فِي كِتَابِ أَبِي مُقَطَّعًا , وَحَيْثُ حَدَّثَنَا بِهِ تَكَلَّمَ عَلَى الِاسْتِوَاءِ (3). (4)


, وَعَنْ مُحَمَّدِ بْن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ:
كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ - رضي الله عنهما - فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ , فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما - يُحَدِّثُ أَنَّهُ " سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ " , فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يُحَدِّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللَّهِ , وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -
illiweb.com_fa_i_smiles_icon_scratch.png
, أُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ , فَإِيَّاكُمْ وَالْأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا , فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: " إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ , لَا يُنَازِعُهُمْ أَحَدٌ إِلَّا أَكَبَّهُ اللَّهُ [فِي النَّارِ] (1) عَلَى وَجْهِهِ مَا أَقَامُوا الدِّينَ
(2) " (3)





أنه سيكونملك من قحطان، فغضب ، فقام فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ، ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأولئك جهالكم ، فإياكم والأماني التي تضل أهلها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن هذا الأمر في قريش ، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه ، ما أقاموا الدين ) .
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7139
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]





علامة استفهام كبيرة لماذا ينكر معاوية رضي الله عنه امر القحطاني؟؟!!




وذكرالمقدسي في كتابه البدء والتاريخ :قيل رجل من قحطان واختلفوا فيه من هو؟ فروي عن ابن سيرين (أنه قال القحطاني رجل صالح وهو الذي يصلى خلفه عيسى وهو المهدي)!!!



ولماذا ابن سيرين يقول القحطاني هو المهدي مالذي جعله يتوصل الى هذا الأمر؟ويؤكد انه هو من يصلي خلفه عيسى عليه السلام!!
illiweb.com_fa_i_smiles_icon_scratch.png



ومحمد ابن سيرين ويكنى أبا بكر مولى أنس بن مالك وكان ثقة مأمونا عاليا رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا كما يقول عنه ابن سعد في الطبقات (1)، و قال فيه مورق العجلي (2) : ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه ، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين


 
  • إعجاب
التفاعلات: قاسم 1 و شبل المهدي

قاسم 1

عضو موقوف
محظور
إنضم
29 أغسطس 2013
المشاركات
39
مستوى التفاعل
83
النقاط
22
جزاك الله خيرا
على نقل هذا الموضوع القيم
 

ابوحسن وسيف

عضو موقوف
محظور
إنضم
30 يونيو 2013
المشاركات
588
مستوى التفاعل
643
النقاط
102
لفت انتباهي وأنا اقرأ موضوعك هذه الجمله
11 - القحطاني شخصية معاصرة للسفياني وانه سيقاتل السفياني وجيوشه فيهزمهم شر هزيمة ويغنم غنيمتهم ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة

حيث ان جميع احاديث السفياني غير صحيحه بارك الله فيك
 
  • إعجاب
التفاعلات: أبو مشاري

مواضيع ممائلة